لا تزال دنيا سمير غانم في الثامنة عشرة، ومع ذلك استطاعت أن تجد لنفسها موقعاً متميزاً في الساحة الفنية في مصر، على رغم ازدحامها بالكثير من الأسماء .فهل افادت من شهرة والديها الفنانين سمير غانم ودلال عبد العزيز... أم انّها تراهن على موهبتها التي أثبتتها من خلال مسلسلين تلفزيونيين هما: "للعدالة وجوه كثيرة" و"زمن عماد الدين"؟ ومنذ ظهورها في المسلسل الأوّل أمام النجم الكبير يحيى الفخراني ووالدتها دلال عبد العزيز... بدأت العروض الفنية تنهال عليها، سواء في التلفزيون أم في السينما أم في المسرح. وتؤكد دنيا أنها بعيدة بعض الشيء عن الكوميديا، على رغم احتمال مشاركتها في مسرحيّة جديدة لوالدها سيباشر العمل عليها فور الانتهاء من عروض "دو ري مي فاصوليا" من بطولة شعبان عبدالرحيم ومحمود القلعاوي وميمي جمال وأميرة فتحي حلت بديلة من عبير صبري التي تحجبت، وقيل إنها اعتزلت الفن. وعبرت دنيا التي تستعد لطرح ألبومها الغنائي الأول، عن سعادتها باختيارها لمسلسل "زمن عماد الدين" قبل والدتها، ما يدلل الى أن موهبتها فقط هي طريقها للنجومية، وإن كانت لا تنكر دور والديها في توجيهها من الناحية الفنية. وتؤكد دنيا التي تدرس الإعلام، أن فارس أحلامها يجب أن يكون متديناً. وأكدت أنها مستعدة لترك الفن إن شعرت بضرورة ذلك، على رغم أنها ترى نفسها "صغيرة على الحب"، وتؤكد أنها "لا تفكر بالزواج حالياً". "الحياة" التقت دنيا خلال زيارتها الأردن برفقة والدها سمير غانم ونجوم مسرحية "دو ري مي فاصوليا" وكان الحوار التالي: ماذا عن انطلاقتك في الفنّ؟ - مجدي صابر أدخلني إلى عالم الفن، اذ رشّحني للعب دور في مسلسل من تأليفه هو "للعدالة وجوه كثيرة". وكان شاهد مقابلة لي مع سمير صبري في برنامجه "هذا المساء" غنيت فيها فأعجبته ووجد في شخصيتي ما يتناسب ودور "ندى" فرشحني للعمل، بعد أن كان رشح والدتي لدور "رباب". فرحت كثيراً، خصوصاً بعد أن قابلت المخرج محمد فاضل ووافق على قيامي بهذا الدور. ثم جاء مسلسل "زمن عماد الدين" الذي يتناول فترة زمنية تمتد بين 1916 و1918، وأقدم فيه دور مطربة شعبية تحمل اسم "فردوس"، وهي فتاة بسيطة وتحب الغناء كثيراً، والدها "شعبان فركيكو" أبو بكر عزت، صاحب المقهى الذي تغني فيه. أي الدورين أقرب إلى نفسك؟ - أحب الاثنين... ففي "العدالة وجوه كثيرة" كانت "ندى" تقاسمني الكثير من صفاتي، وخصوصاً الهدوء والرومانسية وحب الشعر وكتابته، أما "فردوس" في "زمن عماد الدين"، فتشبهني في دلعها وشقاوتها وعشقها للغناء وحبها لبلدها. ماذا كان شعورك لدى وقوفك أمام الكاميرا للمرّة الأولى ؟ - قبل بدء التصوير كنت قلقة وخائفة، وكنت أبكي كثيراً، وأقول لنفسي: "أنا تافهة... وسيكرهني الناس". وكنت حريصة على عدم الظهور في وسائل الاعلام، وعدم اجراء أحاديث صحافية حتى أرى ردود فعل الجمهور. لكنني فوجئت بالناس يهنئونني على نجاحي في المسلسل. شاركت والدتك دلال عبد العزيز في العملين... ما أثر ذلك فيك؟ - في "للعدالة وجوه كثيرة" تم اختيرت والدتي ومن ثم أنا، وفي "زمن علاء الدين" حصل العكس. والدتي كانت تساعدني في اختيار الملابس، خصوصاً في المسلسل الأوّل. أما الأداء فكانت لا تتدخل فيه كثيراً، وكنت أستقي إرشاداتي من المخرج محمد فاضل والفنان يحيى الفخراني، وفي "زمن علاء الدين" كان اختيار والدتي متأخراً، فلم تسهم في إرشادي. هل والداك وراء نجاحك؟ - لولالهما لما أحببت الفن. لكن نجاح أي فنان بالضرورة يرجع إلى موهبته أولاً وقبل أي شيء. لا أنكر أنهما ساعداني كثيراً، لكن الموهبة هي الأساس. لو لم تتوافر الموهبة لديّ ما نجحت. المهم في الأمر أنهما شجعاني كثيراً، ما منحني دفعة قوية لتقديم أدوار جيدة. والدي ووالدتي كانا يخططان لدخولي مجال الغناء فقد اعتبرا أن صوتي متميز... وعندما عرضت عليّ فكرة التمثيل وافقت والدتي ولم يعترض والدي. وأكد لي أنه من المفيد للفنان أن يخوض في أكثر من مجال، وأن يجرب نفسه. هل تفضّلين أسلوب والدك أم أسلوب والدتك في التمثيل؟ - كلاهما يعجبني. لكنني لا أجد نفسي في الكوميديا، خصوصاً أنها من أصعب أنواع الفنون، لا سيما في وطننا العربي الذي يعاني الأمريّن. قد أقدم الكوميديا لكن بدور بسيط وربما غير أساسي. أعتقد أنني سأسير على خطى والدتي في الفن. هل تخليت عن الغناء إذاً لمصلحة التمثيل؟ - كلا على الاطلاق. أنا أحضر لألبومي الأول، ومن المتوقع صدوره نهاية العام الحالي،عن شركة "فري بيبي"، ويضم أغاني لملحنين مختلفين من بينهم: أحمد محيي وهاني عبدالكريم ورياض الهمشري وحسن أبو السعود ومحمود الخيامي، اضافة الى أغنية أعدها لي المطرب تامر حسني وأقدمها معه في "دويتو"... لمن تحبين الاستماع من المطربين والمطربات؟ - من القدماء أحب عبد الحليم حافظ وشادية وصباح وفايزة أحمد ومن جيل الوسط راغب علامة وعمرو دياب ومن الجدد شيرين وتامر حسني، وشريف مكاوي. لو عرضت عليك مشاركة مطرب في تصوير فيديو كليب، أو المشاركة في عرض ازياء هل توافقين ؟ - لا. لأنني لا أجد نفسي في هذه المجالات. كما أنني لا أصلح لأكون عارضة أزياء، فطبيعة جسدي لا تتناسب مع شروط هذا المجال. أنا أحب التمثيل والغناء فقط. أين موقعك بين بنات جيلك؟ - لا أضع نفسي في مقارنة مع أحد. هناك الكثيرات من بنات جيلي أبدعن في التمثيل وأصبحن نجمات، وهناك أخريات فشلن فشلاً ذريعاً. أنا أقدم ما عندي من دون الالتفات إلى مقارنته بما تقدمنه الأخريات. من هو مثلك الأعلى فنياً؟ - ثلاث هن مثلي الأعلى فنياً، أولاهن شادية من حيث القدرة على الإبداع في الغناء والتمثيل في وقت واحد، وثانيهمم سعاد حسني في دلعها وشقاوتها، وثالثهتم مديحة كاملة في أناقتها وحبها للحياة، وعلى الصعيد الشخصي أحب شخصية أمي وأبي وشخصية إلهام شاهين. والسينما؟ - عرض عليّ العديد من الأدوار لكنني رفضتها، لشعوري بأنني مجرد ديكور أو عامل غير فاعل في الفيلم، فالشخصيات التي عرض عليها تجسيدها شخصيات هامشية، وإن حذفت لا يتأثر الفيلم في شيء... حتى الآن لم أخض تجربة السينما، لكن إن أردت دخول هذا العالم، عليّ أن أدخله بقوة. من هو الممثل الذي تتمنى دنيا مشاركته بطولة سينمائية ؟ - أحمد السقا أو مصطفى شعبان، فهما نجما السينما المصرية الآن. ماذا عن الحبّ والزواج؟ ما هي مواصفات فارس احلامك ؟ - أولاً، وقبل أي شيء، أن يكون متديناً... بالنسبة الي أشعر بأن اللحظات الأسمى في حياتي هي تلك التي أقرأ فيها القرآن، فالله تعالى قال: "ألا بذكر الله تطمئن القلوب". لكنني لا أريده متعصباً متشدداً، فخير الأمور الوسط، كما أريده بارّاً بأهله. فمن لا خير له في أهله لا خير له في أحد. ولو شعرت أنه بحاجة إليّ، سأترك الفن. لكنني لا أفكر في الزواج حالياً. ما زلت "صغيّرة عالحبّ". لا يزال الوقت مبكراًً.