ظاهرة اتجاه المطربين والمطربات الى التمثيل ليست جديدة، والأسماء كثيرة بين أبناء الجيل الحالي. فهناك إيمان الطوخي، ومدحت صالح، ومحمد فؤاد، وهاني شاكر وهو كان أولهم اتجاهاً للتمثيل في السبعينات، لكنه سرعان ما توقف بسبب أزمة السينما - على حد قوله. ومن أبرز الأسماء الغنائية التي لمعت في الفترة الأخيرة في التمثيل، حتى إن الفنان محمد صبحي اختارها لتشاركه بطولة تجربته الجديدة في اعادة تقديم المسرحيات القديمة، واولها "لعبة الست" التي بدأ عرضها قبل فترة.. إنها الفنانة سيمون. "الحياة" التقتها وسألتها عن سبب اتجاهها للتمثيل، وتقييمها للتجربة، وتصنيها لنفسها. هل كانت لديك موهبة التمثيل والرغبة فيه شأنه شأن الغناء؟ - لم أشعر أبدا لا بموهبة الغناء ولا بموهبة التمثيل، وبعد مرور سنوات من الفن والخبرة اكتشفت ان إيمان الجمهور بما في داخلي أهم من ايماني بنفسي، فعندما بدأتُ أغني لم تكن هذه رغبتي، ولكن هناك من قال لي إنني لو غنيت سأنجح، فكان الغناء نشاطاً لي من ضمن الانشطة التي أمارسها في حياتي لكنني وجدتُ من يقدّرني، ولديه القدرة على معرفة ما في داخلي من موهبة اكثر مني أنا شخصياً، وخضتُ التجربة، وقدمت الألبوم الاول ونجح جدا، وهو ما حدث مع التمثيل ايضاً.. فعندما اختارني خيري بشارة ولم يكن يعرفني من قبل لتمثيل دور في فيلم "يوم حلو ويوم مر" مع فاتن حمامة، وافقتُ من دون تردد، لأنه وجد في داخلي شيئا لم أكتشفه، ورغم ان الادوار التي أقدمها مختلفة تماما عن اتجاهي في الغناء إلا أنني أعتقد اني نجحت. واكتشفت من خلال مشواري السابق انني لا أقدم على اي جديد من تلقاء نفسي، لكني أنتظر من يوقن بي وبقدرتي على تأدية هذا العمل بشكل مميز، ولهذا قدمتُ، مثلاً، في مسلسلي "الهجامة" و"حلم الجنوبي" دورين اعتقد الجميع انهما لا يناسبانني، ولكن يقين اصحاب العمل بي أثبت عكس ذلك. ولماذا انتشرت ظاهرة اتجاه المطربين للتمثيل؟ - هذه ظاهرة قديمة بدءا من محمد فوزي وعبدالحليم حافظ. وفي الثمانينات هناك مثلا محمد منير الذي مثّل غير مرة في افلام المخرج يوسف شاهين، كذلك ايمان البحر درويش وهاني شاكر ومحمد ثروت وعماد عبدالحليم وايمان الطوخي، ثم من الجيل الحالي منى عبدالغني وعمرو دياب ومحمد فؤاد وأنا، وكذلك علي حميدة ومصطفى قمر. وهناك من المطربين من يستغل نجاح اغنية له في تمثيل دور معين لكني لم أفعل هذا لأن كل الادوار التي قدمتها سواء في السينما او التلفزيون بعيدة كل البعد عن الغناء. لكننا تعودنا على ارتباط المطرب بالاعمال الغنائية؟ - فعلاً، كثيرا ما يحدث هذا، لكني لم اتمسك بذلك، لأني لا أمثل مستغلة نجاحي الغنائي، ولكن لكي أكون في يوم ما ناجحة الى جانب كوني مغنية ناجحة. ولكن إن وجد العمل الذي يجمع الاثنين فلا مانع، فأنا أرفض ان تكون الاغاني مقحمة في الدراما لأني أرفض نوعية الاعمال التي تفصّل لكي يقدم المطرب اغانيه، ونجد مطربين ومطربات رغم نجاحهم الغنائي استطاعوا ان يكونوا ممثلين من الدرجة الاولى مع تقديم أغانٍ من خلال الاعمال، مثل هدى سلطان، ونجدها في "ارابيسك" ممثلة فقط، كذلك الفنانة شادية. وهناك من استطاعت ان تحقق المعادلة الصعبة، واتمنى ان احقق ولو جزءاً من نجاحها وهي سعاد حسني، فهي ممثلة رائعة ومغنية صاحبة صوت جميل وحس عال وحين نسمع صوتها وهي تغني للربيع نشعر كأن الكون كله زهور، رغم انها ليست مغنية. عدد من المطربين مثّل وفشل، ألم تخشي التجربة في اولها؟ - المطرب الذي نجح في الغناء وفشل في التمثيل لم يفقد حب الجمهور له كمطرب، ومن نجح في الغناء وفي التمثيل أحبه الجمهور مطرباً وممثلاً.. أما أنا فلا أخشى التجربة لأني اؤمن بها كما أنني أدقق في اختياري، وأنا ضد مبدأ الانتشار، لأني أخشى ان يأتي يوم احاول فيه إخفاء جانب من اعمالي لهبوط مستواها الفني، فأود أن أظل في عيون الجمهور وفي عينيّ صاحبة ادوار مميزة، وهذا ما سيجعلني يوماً نجمة سينما، حتى ولو كانت ادواري قليلة. دراستك بعيدة عن التمثيل فهل اكتفيت بالموهبة؟ - درست آداب قسم لغة فرنسية - كما درست في الجامعة الاميركية، اي ليس لدراستي علاقة بالتمثيل، فأنا دائماً أقوم بأنشطة عدة في آن واحد، ولا أخطط للمستقبل، وانا شخصية فطرية جداً وقد أشبعت هذه الفطرة بالخبرة، وأعتقد ان الدراسة كان يمكن ان تفقدني فطرتي لكن دائما احاول ان انجح في اي عمل اقوم به بل وأتفوق فيه، كما انني دائمة الاطلاع على كل ما هو جديد بشكل يفيدني في ادواري. هل تعتبرين نفسك ممثلة ام مطربة في المقام الاول؟ - لا هذا ولا ذاك، بل اقدم فقط اعمالا فنية سواء كانت غناء او تمثيلاً، وإن كانت الاعمال الاستعراضية هي اكثر الفنون التي أجد نفسي فيها.. فأنا اقدم اعمالاً فنية مختلفة: فيلماً ناجحاً، اغنية حلوة، فيديو كليب مميزاً، مسلسلاً جيداً، وما أحرص عليه هو عدم تقديم اعمال مكررة حتى لو كانت ناجحة.