كريم عبدالعزيز فنان شاب دخل عالم الفن معتمداً موهبته فحسب، وقدم أعمالاً في السينما والمسرح والتلفزيون والاذاعة، وحقق نجاحاً منذ فيلمه "اضحك الصورة تطلع حلوة" مع أحمد زكي وليلى علوي، وبعدها توالت مشاركاته الفنية الناجحة. "الحياة" التقته، وعن بداياته قال: "كنت أحلم، من صغري، أن أكون مخرجاً مثل والدي محمد عبدالعزيز، إضافة إلى حبي التمثيل، لكن أبي عارض في شدة دخولي الفن. وذهبت إلى الولاياتالمتحدة، عاماً ونصف العام، لأدرس الطيران، فاكتشفت أن الغربة لا تناسبني، وعدت مقرراً الالتحاق بمعهد السينما على رغم معارضة الجميع. وعندما كنت في السنة الثانية، أحسست برغبة في الوقوف أمام الكاميرا لا خلفها، وبعد انتهائي من مشروع تخرجي احترفت التمثيل. كيف تم اختيارك للمشاركة في أول أفلامك "اضحك الصورة تطلع حلوة"؟ - صديقي مروان وحيد حامد، وكان مساعد المخرج شريف عرفة، قال لي إنه يبحث عن وجه جديد. فأخضعني عرفة لاختبار في مشهد لأحمد زكي كان من أصعب المشاهد، وطلب مني حفظه وأداءه. أديته على رغم صعوبته ونجحت. كيف تنظر إلى تجربتك الأولى والعمل مع أحمد زكي وشريف عرفة ووحيد حامد؟ - أعتبر نفسي محظوظاً، لأن بدايتي وأول فيلم لي كانا مع مخرج كشريف عرفة وكاتب في وزن وحيد حامد ومع ممثلين كأحمد زكي وليلى علوي وسناء جميل. كنت خائفاً ولم أتصور كيف سأؤدي دوري وكيف سيكون شكلي. لكنني لا أستطيع وصف حجم المساعدة التي حظيت بها من كل هؤلاء، ولن أنسى أبداً "الاستاذ" أحمد زكي وهو يحاول تقديمي في أفضل شكل ممكن ويوجهني ويرشدني بنصائحه. فقد تعلمت منه كثيراً، واكتسبت من خبرته وتاريخه الكثير. ماذا تعلمت من أحمد زكي؟ - تعلمت الصدق في معايشة الشخصية... حتى تقمصها، وتعلمت كيف أقرأ دوري وأحس بالجملة وأفهم معناها، وما الهدف منها، وكيف أعبر عنها وأوزع نظراتي وأعبر عن طريق نظرة عين، أو حركة يد. فكل حركة عند أحمد زكي مدروسة، تعلمت منه أن الممثل لا بد من أن يستخدم أدواته في شكل صحيح. متى شعرت أنك اقتربت من النجومية؟ - هذا حدث بعد عرض مسلسل "امرأة من زمن الحب"، لأن فيلم "اضحك الصورة تطلع حلوة" لم يشاهده في السينما العدد الذي يشاهد التلفزيون، فضلاً عن أن المسلسل بث في رمضان واشترك فيه حشد من الفنانين البارزين، من مثل الفنانة سميرة أحمد، وكتبه أسامة أنور عكاشة وأخرجه اسماعيل عبد الحافظ. هذا كله جعلني مشهوراً. وانقلبت حياتي، لأنني أحسست بمسؤولية الشهرة. فالناس عندما يحبونك، يتوقعون منك الكثير. حب الناس مسؤولية ولا بد لي من أن أجتهد للمحافظة على الصورة التي يتوقعونها مني. وأعتقد، والحمد لله، أنني سأجتهد لأقدم كل دور جيد، لأن اشتراكي في عمل مثل "اضحك الصورة تطلع حلوة" اختصر من عمري أربع سنوات، خصوصاً بعد عرضه تلفزيونياً وقبول الناس له. وأيضاً مسلسل "امرأة من زمن الحب" عمل كبير متكامل يجعلني لا أستطيع قبول دور أقل منه. وما شروط الدور الذي تقبل أن تقدمه؟ - أهمها الموضوع الذي لا بد من أن يكون مفيداً ويحمل قيمة للناس، وأحسّ من خلاله أنني أقدم شيئاً مفيداً وجديداً. هذا ما يجعلني أقبل دوراً. حتى في أدواري السابقة، قدمت شيئاً مفيداً بأشكال مختلفة. فأنا في "اضحك الصورة تطلع حلوة" الشاب الرومانسي، وفي المسلسل شاب متمرد... في "عبود على الحدود" كان دوري كوميدياً، وفي فيلم "جنون الحياة" مع إلهام شاهين قدمت دور شاب فقير. وفي فيلم "ليه خلتني أحبك" قدمت دوراً كوميدياً رومانسياً. آباء وأبناء كثيرون يقولون عن أولاد الفنانين إن دخولهم المجال يكون من باب الوساطة... ما رأيك؟ - أنا أختلف معهم لأنني كنت وما زلت أعتمد على نفسي وموهبتي. فجميع من عملت معهم يقدرون الموهبة ولا يقبلون المجاملة. ولكن هل تعتقد أن الموهبة وحدها تكفي؟ - أعرف ذلك، لذا قلت إنني والحمد لله إنسان محظوظ. ولكن هذا يختلف عن أن يكون والدي فرضني، فقد حققت نجاحي وقدمت أعمالاً مع عمالقة، سواء سينمائياً أو تلفزيونياً أو حتى مسرحياً، إذ أشترك في مسرحية للقدير هاني مطاوع. أنا لست ضد فكرة العمل مع والدي، فكثيرون من الفنانين قدموا أولادهم في أعمالهم، ولكن أنا أردت أن أثبت نفسي أولاً. وكيف كانت المشاركة في المسرح؟ - بعد فيلم "عبود على الحدود"، عرض علينا منتجه وائل عبدالله، مسرحية نشترك فيها أنا وعلاء وأحمد حلمي، خصوصاً أننا اصدقاء، فقبلنا وكانت مسرحية "حكيم عيون"، من تأليف أحمد عبدالله وإخراج هاني مطاوع. بمَ أفادتك تجربة المسرح؟ - الثقة بالنفس. فأنت في المسرح تلمس رد الفعل مباشرة من الجمهور، إضافة إلى تعميق معنى الالتزام. فأياً تكن معاناتك، الجمهور ليس له ذنب، ولا بد من أن يراك في شكل لطيف. المسرح التزام رهيب. خضت أيضاً مجال الإعلانات على رغم أن كثراً يقولون إنها تحرق الممثل؟ - لي رأي في هذا الموضوع. فقد جربت كل شيء، لأن ليس لدي تاريخ أخاف عليه. فعندما أقدم إعلاناً مثلاً، ورصيدي فيلمان، يختلف الأمر إذا أقدمه ولدي 150 فيلماً في تاريخي. الأهم ماذا يقدم الإعلان وهل يظهر الفنان في شكل مناسب. لذلك أحببت الفكرة ويمكن أن اكررها في الوقت الراهن. المهم أن أقدّم في شكل جيد، لأعلن عن منتج مفيد.