تراجعت حدة المعارك بين القوات الموالية للرئيس الليبيري تشارلز تيلور والمتمردين امس، في مونروفيا التي يعاني الآلاف من سكانها من نقص الاغذية، عشية الوصول المرتقب لطلائع الجنود النيجيريين في قوة السلام التابعة للمجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا. ولم تسمع سوى طلقات نارية متفرقة بالقرب من جسري اولد بريدج وجونسون تاكر بين وسط العاصمة، معقل تايلور، وحي فيا تاون الذي يسيطر عليه المتمردون. وشهد الجسران معارك عنيفة اول من امس، وتمكنت قوات تيلور من التقدم قبل ان يصدها المتمردون. وعبر السيطرة على فيا تاون تهدف القوات الحكومية الى الوصول الى المرفأ الواقع شمالها والذي يسيطر عليه متمردو "الليبيريون المتحدون للمصالحة والديموقراطية" منذ 19 تموز يوليو الماضي. ويتوقع ان تبدأ قوات السلام انتشارها انطلاقاً من هذا المرفأ. وتوقع احد قادة المتمردين "القائد جاكوب" استئناف المعارك. وقال: "مصادر استخباراتنا تقول ان قوات تيلور ستشن هجوماً جديداً. نحن نستعد له لكن رجالنا تلقوا الامر بعدم اطلاق النار. لن يتحرك احد". وكان تيلور وعد اول من امس، وفداً وزارياً من المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا بالتنحي عن السلطة في 11 الشهر الجاري، اي بعد اسبوع من وصول طلائع فرقة نيجيرية من 776 جندياً سيتم نشرها في مونروفيا. لكن تيلور لم يحدد موعداً لمغادرة ليبيريا الى نيجيريا التي عرضت استقباله. وأكد الناطق باسمه فاني باسيوي انه لن يغادر بلاده "الا كرجل حر". ويواجه تايلور، زعيم الحرب الذي اصبح رئيساً في 1997، مذكرة توقيف دولية لاتهامه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في سيراليون. وسيأتي الجنود النيجيريون من سيراليون حيث يشاركون في مهمة للامم المتحدة لحفظ السلام. وسترسل دول اخرى في مجموعة غرب افريقيا 1700 جندي آخر. ووعدت غانا ومالي وبنين بالمشاركة في القوة. وينتظر سكان مونروفيا بفارغ الصبر وصول هذه القوات لانهاء المعارك التي اسفرت عن مقتل المئات منهم وتشريد نحو 200 الف. واعلن برنامج الاغذية العالمي في روما امس، بناء جسر جوي مع مونروفيا لتوزيع مساعدات غذائية على السكان مع تعذر ايصال المساعدات عبر البر.