انزلت القوات الأميركية عشرات الجنود في مطار مونروفيا امس، للمشاركة في دعم قوات حفظ سلام غرب افريقية التي انتشرت في مرفأ العاصمة بعد انسحاب المتمردين منه، منهية بذلك حصاراً استمر شهرين، وذلك بعد ايام من رحيل الرئيس الليبيري تشارلز تيلور من البلاد. ووصل عديد القوات الأميركية في ليبيريا اثر نشر الكتيبة الإضافية، الى نحو 200 جندي، من بينهم عناصر قوة "تدخل سريع" خاصة، سيؤمنون وصول المساعدات الغذائية عبر مرفأ مونروفيا الذي سلمه متمردو حركة "الليبيريون المتحدون من اجل الديموقراطية والمصالحة" الى القوات الأميركية والغرب افريقية التي يشكل النيجيريون عمادها ويتولون قيادتها. وكانت واشنطن اشترطت رحيل تيلور من البلاد قبل مشاركة قواتها في مهمة حفظ السلام، فيما رفض المتمردون اي تسوية قبل رحيله. وانتشر الجنود الأميركيون في مطار مونروفيا في مشهد استعراضي شاركت فيه تسع مروحيات قامت بعملية انزال الجنود المموهين بألوان الأدغال الافريقية، فيما أمّنت مروحيتان قتاليتان اخريان الحماية لهم اثناء الإنزال. وصرح السفير الأميركي في ليبيريا جون بلاني الذي كان حاضراً في المطار لإلقاء التحية على الجنود بأن "عملية اليوم امس ستكون عملية مهمة. سترون التزاماً قوياً بتأمين الحاجات الإنسانية للشعب الليبيري". ورافق بلاني القوات الأميركية الى مرفأ مونروفيا حيث انتشرت الى جانب القوات الغرب افريقية بعد انسحاب المتمردين الذين صافح رئيس اركانهم عبدالله شريف السفير الأميركي فوق جسر فصل بين قوات تيلور والمتمردين اثناء المعارك الضارية التي شهدتها العاصمة. ونهب المتمردون محتويات المرفأ من غذاء ومعدات اثناء رحيلهم، فيما صدت قوة حفظ السلام عشرات آلآف الجياع المحتشدين على مداخل المرفأ بانتظار وصول المساعدات الإنسانية. وسبق ان وافقت حركة "الليبيريون المتحدون من اجل المصالحة والديموقراطية" على الانسحاب من المرفأ للسماح لقوات المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا ايكواس بالانتشار في المكان. وكان المتمردون يسيطرون على المرفأ الذي يعتبر المنفذ الوحيد لنقل مساعدات انسانية، منذ 19 تموز يوليو الماضي.