تواصلت المعارك أمس بين القوات الحكومية والمتمردين "الليبيريين الموحدين من اجل المصالحة والديموقراطية" الذين يحاولون الدخول الى وسط العاصمة الليبيرية. وقال وزير الدفاع الليبيري دانيال شيا: "اننا ندافع على مواقعنا على جسور سوتكتن وكيريك وجونسن واولد بريدج" الثلاثة الاستراتيجية التي تؤدي الى وسط المدينة. واعلن شيا "ان المسافة التي تفصل بين قواتنا وقواتهم صغيرة جداً، لكن القصف الصادر عنهم ليس كثيفاً كما كان أول من امس". وأضاف ان المقاتلين يتبادلون اطلاق النار بأسلحة رشاشة ورشاشات ثقيلة. وتدور معارك ضارية منذ ستة أيام بين المتمردين والقوات الموالية للرئيس تشارلز تيلور من اجل السيطرة على هذه الجسور. ودار قتال عنيف عند جسر ستوكتون كريك الرئيس أول من امس في وقت حاول المتمردون شن اعنف هجوم لهم من بين ثلاث هجمات وقعت منذ حزيران يونيو الماضي وأسفرت عن سقوط اكثر من الف قتيل. وقال الجنرال رئيس اركان الجيش الليبيري بنجامين سيتين: "نحاول ابعادهم عن الجسر وسنستمر في ذلك... انها معركة من اجل البقاء". في غضون ذلك، تقترب دول غرب افريقيا من الاتفاق على تشكيل وارسال قوة لحفظ السلام الى ليبيريا طال انتظارها، وذلك بعد اتفاقها على نشر نحو الف جندي نيجيري يقومون حالياً بعملية لحفظ السلام تابعة للامم المتحدة في سيراليون. وصرح مسؤول أميركي رفيع بأن طليعة القوة النيجيرية من الممكن ان تصل الى ليبيريا في غضون ما بين ثلاثة وخمسة ايام. الى ذلك، حذرت وكالات الاممالمتحدة من تزايد النقص في المواد الغذائية في مونروفيا ومن مغبة "حصول احدى اسوأ المآسي الانسانية في المنطقة". ونقلت وكالة انباء الاممالمتحدة عن المنسق الانساني للمنظمة الدولية في ليبيريا مارك ديستان دو برنيس انه يدق ناقوس الخطر لان "الامدادات الغذائية والمياه تصبح اكثر ندرة وينتشر سوء التغذية ولم يعد بامكان عشرات الالاف من الاشخاص الحصول على المياه الصالحة للشرب". وحذر قائلا "اذا لم تتوقف المعارك فورا، فسنشهد احدى اسوأ المآسي الانسانية في المنطقة". وذكرت وكالة انباء الاممالمتحدة ان الوكالات الدولية التي لا تزال موجودة في العاصمة الليبيرية لم يعد في امكانها الوصول الى مستودعات الاغذية في مرفأ مونروفيا الذي سقط السبت الماضي بين ايدي المتمردين. من جهة أخرى، صرح المحامي الهولندي مايكل فلاديميروف بأن الرئيس الليبيري طلب منه تمثيله امام المحكمة الخاصة في سيراليون التي تتهمه بارتكاب جرائم حرب وضد الانسانية. وقال ان تيلور: "طلب مني تقديم المساعدة المطلوبة في هذه الظروف". لكنه رفض ان يذكر اي تفاصيل عن اتصالاته بالرئيس الليبيري.