قال نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الاوسط وشمال أفريقيا كريستيان بورتمان ان المؤتمر السنوي للصندوق والبنك الدوليين الذي سيعقد في دبي لن يركز في مداولاته على الملف الفلسطيني. واعرب عن اعتقاده بان البنك الدولي سيركز على برنامج تقديم المساعدات الطارئة في السنوات المقبلة. واضاف في حديث الى "الحياة" - ال بي سي" في دبي "ان الشرق الاوسط منطقة غليان سياسي ووصلت اليوم إلى مرحلة يجب فيها اتخاذ قرارات مهمة جداً لتتمكن دولها من مواجهة التحديات والاستحقاقات المقبلة خصوصاً ارتفاع نسبة البطالة والركود الاقتصادي". وفي ما يأتي نص الحديث: ما أهمية المؤتمر السنوي لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي الذي ينعقد في دبي منتصف أيلول سبتمبر المقبل؟ - أعتقد أن هناك وجهين لهذه الاهمية، الاول ان من المهم بالنسبة لدبي تنظيم هذا اللقاء ولتظهر للعالم امكاناتها في تنظيم مثل هذه المؤتمرات ولتظهر دبي للعالم كمثال يحتذى به في المجال الاقتصادي مع المناهج الاقتصادية التي اتبعتها وكانت ناجحة جداً. والثاني ان هذا الحدث مهم بالنسبة للبنك الدولي لانه، وللمرة الاولى يعقد في هذا الجزء من العالم أي الشرق الاوسط، ما يسمح لنا بأن نبرز بعض الاعمال الناجحة التي قمنا بها في هذه المنطقة، وأن ننتهز هذه الفرصة من أجل تعزيز الحوار الذي كنا بدأناه مع الحكومات في هذه المنطقة في شأن برامجها الاقتصادية البعيدة المدى لناحية التنمية المستدامة والتطور الاقتصادي. وباستطاعة البنك الدولي اليوم المساعدة في تنمية هذه الدول أكثر من السابق على الصعيد المالي وعلى صعيد تقديم المعلومات التقنية والخبرات التي اكتسبها البنك الدولي عبر أنحاء العالم. مواجهة البطالة والركود ما أهمية منطقة الشرق الاوسط بالنسبة للبنك الدولي؟ - إنها منطقة مهمة جداً لنا ومن الواضح أن ثمة كثيراً من التركيز ينصب عليها، لا شك أنها منطقة غليان سياسي إلا أننا في البنك الدولي كمؤسسة تنموية ما يهمنا أولاً وأخيراً هو التنمية في هذه المنطقة. وأعتقد أن هذا الجزء من العالم حقق انجازات في السابق لكن هذه المنطقة وصلت اليوم إلى مرحلة يجب فيها اتخاذ قرارات مهمة جداً وصعبة تتعلق بالاتجاهات الجديدة للسياسات الاقتصادية، كي تتمكن هذه الدول من مواجهة التحديات والاستحقاقات المقبلة خصوصاً ارتفاع نسبة البطالة والركود الاقتصادي والعلاقات المحدودة مع العالم الخارجي إن لناحية الصادرات أو الواردات، وبالتالي نعتقد أن باستطاعتنا المساهمة في اظهار هذه المنطقة إلى العالم الخارجي وعملنا على وضع تقارير ستدرس في اللقاءات التي ستعقد في دبي كما نأمل أن يكون هناك مواضيع محددة جداً نستطيع التحرك في نطاقها. الدور العراقي ما هو دور البنك الدولي في العراق اليوم ؟ - من الواضح أن جهداً كبيراً للبنك الدولي ينصب على العراق اليوم، وعُقد في نهاية حزيران يونيو الماضي لقاء مهم للاطراف المانحة في الاممالمتحدة واتخذ قرار ينص على اشتراك البنك الدولي والاممالمتحدة في تقويم حاجات العراق، ويتناول التقويم الحاجات المادية والاجتماعية للبلاد، وسيتم تقديم التقرير إلى مؤتمر الاطراف المانحة التي تقرر عقده في 22 تشرين الاول اكتوبر في مدريد، وزار حوالى 35 من مبعوثي البنك الدولي العراق من أجل التحضير لهذا التقرير واجتمعوا بنظرائهم العراقيين. مع من اجتمع خبراء البنك من العراقيين؟ - مع أشخاص يعملون في الوزارات وفي القطاع العام والقطاع الخاص ومع عراقيين لهم معرفة بالوضع على الارض، كما أن البنك الدولي أجرى محادثات مع مجلس الحكم الانتقالي العراقي ومع ممثلين للامم المتحدة كانوا في العراق منذ ما قبل الحرب وبالطبع مع الادارة المدنية ل"التحالف" وستطرح التقارير التي أعدها البنك الدولي في العراق أمام المؤتمر في دبي والمؤتمر في مدريد. ونحن في البنك الدولي نهتم جداً بمعرفة مدى ما نستطيع مساعدة العراقيين في المساعي والجهود المكثفة التي يقومون بها من أجل اعادة الاعمار والتطور والتنمية التي ستأخذ مجراها خلال الاشهر المقبلة. لا تركيز على الملف الفلسطيني ماذا عن دور البنك الدولي في فلسطين؟ - لا أعتقد أنه سيكون هناك تركيز محدد على الملف الفلسطيني والسلطة الفلسطينية في دبي، فقد وضعنا برنامج تنمية في غزة والضفة لغربية منذ أعوام وهو برنامج كان فيه البنك الدولي من أهم الجهات المانحة، والبرنامج مستمر حتى اليوم علماً أنه في ال 24 شهراً الماضية اتخذ هذا البرنامج منحى تقديم مساعدات طارئة خلال فترة الانتفاضة، وهو برنامج نرغب الاستمرار فيه وتوسيعه في السنوات المقبلة. الوفد الاسرائيلي هنالك وفد اسرائيلي يرأسه وزير المال بنيامين نتانياهو سيتوجه إلى دبي لحضور المؤتمر، وهي المرة الاولى التي تستضيف فيها دولة الامارات العربية المتحدة وفداً اسرائيلياً، ما تعليقكم على هذا؟ - اسرائيل عضو في البنك الدولي وهي تشارك عادة في هذه اللقاءات شأنها شأن أي عضو آخر في البنك الدولي، لذا ستكون هنالك فعلاً مشاركة اسرائيلية في المؤتمر.