استخدم اصحاب الفاعليات السياحية في الساحل السوري الهاتف النقال وسيلة لتحسين جودة الخدمات التي يقدمونها لزبائنهم، وعدّه زوار البحر اداة مناسبة للترويج اضافة الى استخدامات اخرى طريفة، وساهم كل ذلك في زيادة اعداد المصطافين وتدوير عجلة السياحة في شكل افضل. الداخل الى المدينة السياحية في الشاطئ الأزرق قرب مدينة اللاذقية تلفت انتباهه كثرة عدد مستخدمي الهاتف النقال وبخاصة من المراهقين، إذ اصبح حاجة اساسية لا غنى عنها لرواد البحر، واعتبره بعضهم بمثابة السبحة التي اعتادت الأكف على مداعبتها على الدوام، ما دفع احدى الشركتين المشغلتين للخدمة في سورية الى إقامة مركز لخدمة الزبائن بمحاذاة الشاطئ. وقال زياد جويّد 22 عاماً انه ارسل عشرات الرسائل القصيرة SMS الى اصدقائه يدعوهم فيها الى اللحاق به ومشاركته في قضاء وقت ممتع على الرمال الذهبية: "أفلحت في مضاعفة عددنا الى ثمانية اشخاص لذلك افكر في تمديد اجازتي اسبوعاً آخر بحسب طلبهم". وأضاف ان احد رفاقه استعار هاتفاً خلوياً واضطر آخر الى استئجاره لأنه "تقنية ضرورية لزوار البحر يفيد في لمّ الشلة والتواصل بين افرادها على الشاطئ". في إشارة الى ان بعض المراهقين يستخدم الخلوي حتى وإن لم تفصل بينهم عشرات الأمتار اثناء تجوالهم فوق الرمال او خلال ركوبهم القارب يبثون لواعجهم وعواطفهم الى من يحبون عبر اثير موجات الخلوي. ولفت عبدالكريم حمندوش 26 عاماً الى انه لم يجد صعوبة في البحث عن شاليه مناسب بفضل الخلوي: "جميع اصحاب الشاليهات والمكاتب السياحية يقتنون جهازاً خلوياً وتربطهم شبكة اتصالات خاصة بهم يعرفون من خلالها جميع الشاليهات المعروضة للإيجار في اي وقت طوال اليوم وعلى امتداد الشاطئ بعدما كانوا يعتمدون على السماسرة في ذلك، وهؤلاء تضررت مصالحهم في شكل كبير"، مشيراً الى ان خدمة النزلاء تحسنت كثيراً مقارنة بالسنوات السابقة بعدما اصبح الخلوي وسيلة اتصال ميسرة ومستمرة مع مقدمي الخدمات السياحية. في المقابل، بدأ مدير احد مكاتب حجز الشاليهات حملة ترويج بهدف استقطاب زبائن جدد باستخدام الرسائل القصيرة التي تبرز جودة خدماته ورقم هاتفه الخلوي: "أستطيع تلبية طلباتهم من دون تقصير او تذمر، ما يساعد على المدى الطويل في كسب زبائن دائمين نتيجة تحسين نوعية الخدمات المقدمة ونيل رضاهم". وهذا ما جعل رقم الهاتف الجوال عنواناً عريضاً تعرضه، في شكل بارز، شركات النقل والمحال التجارية والمقاهي وعيادات الأطباء اضافة الى مكاتب حجز الشاليهات والشقق المفروشة والمطاعم والفنادق ومختلف الفاعليات السياحية. وانتقد حسام شبلي لجوء اصحاب المكاتب المختصة في حجز الشاليهات الى المراوغة والاحتيال عبر الخلوي اثناء المساومة على سعر ليلة الإقامة "غالباً ما يتلقون مكالمات وهمية ويدّعون ان الشاليه موضوع المساومة تم حجزه منذ قليل ما يدفع الزبون الى القبول بالسعر او رفعه في حال حاز الشاليه على إعجابه". ويلاحظ ان معظم سائقي العربات والدراجات الهوائية ذات المقود المرتفع والسيارات الخاصة يستخدمون الهاتف النقال اثناء القيادة عبر الشوارع الرئيسية في المدينة السياحية ما يسبب ازمة مرورية تمتد حتى ساعات الصباح الأولى. ويوهم المراهقون الفتيات اللواتي يلاحقونهن انهم يستخدمون الهاتف النقال للاتصال بفتاة الأحلام او الحبيبة وما يتبع ذلك من "تلطيش" وعبارات غزل! ويطغى عدد مقتني الأجهزة الخلوية من الجنس اللطيف على الذكور ويتباهين في استخدامه خلال النزهة الشاطئية وحمام الشمس. وعدّت ميس الهاتف الخلوي "من مستلزمات اناقة المرأة العصرية ودليلاً على استقلالها الاقتصادي وتميّز علاقاتها الاجتماعية". من جهة اخرى، اطمأن اصحاب المراكب الذين يحملون الركاب في نزهة بحرية لمرافقة الهاتف الخلوي ووصفه احدهم بأنه "خير صديق فوق مياه البحر... وبخاصة عندما يتعطل القارب"، بينما انشغل المنقذ عن مهمته في مراقبة محبي السباحة الى اقتناص قيلولة تحت ظل شجرة وهو مرتاح الى اصطحاب هاتفه الخلوي الذي لا يكف عن ترديد احدث النغمات.