لا تمر مناسبة دينية أو سياسية في العراق من دون أن تروج لها شركات الهاتف النقال، وتلاحق مشتركيها عبر رسائل (sms) كي يشتركوا في هذه الخدمة أو تلك، ومع انطلاق أي حملة انتخابية في البلاد تبدأ شركات الهاتف النقال استثمار المناسبة للترويج للقوائم، تماماً مثلما تفعل في المناسبات الدينية. «اللطميات» الحسينية والأدعية وغيرها من الرسائل، فضلاً عن رسائل الحب والغرام وأخبار أهل الفن والأبراج كلها رسائل عادية بحسب طبيعة المناسبة. وعلى رغم أن تلك الشركات لا تنسى أي مناسبة من دون التذكير بها أو الترويج لبعض الأفكار المتعلقة بها، إلا أنها أهملت التظاهرات، ولم ترسل كعادتها رسائل تذكر المواطنين بحقهم في التظاهر السلمي، أو أسباب التظاهر ومواعيد التظاهرات التي تنطلق في بغداد والمحافظات. قد يعود الأمر الى أن مثل هذه الإعلانات ليست مدفوعة الثمن مثل إعلانات السياسيين، فضلاً عن عدم رغبتها في فقدان زبائنها الحكوميين المناوئين لتظاهرات. وتثير الرسائل التي ترسلها شبكة الهاتف النقال تذمراً كبيراً في أوساط المشتركين، فهم يستقبلون بين أربع أو خمس رسائل يومياً في أقل تقدير في مجالات مختلفة فالشركة التي تعلن خدمات مختلفة حول معرفة أسرار الفلك والفن، فضلاً عن طرحها مسابقات يومية وأخرى أسبوعية، ترسل رسائلها في شكل مكرر ومكثف من دون الانتباه الى راحة المواطنين. وقال موسى ناجي وهو صاحب محل لبيع الألبسة الجاهزة في الكرادة إن غالبية الرسائل التي ترد من الشركة تزعج المواطنين في أوقات راحتهم، إذ إن الكثير منها يرد في أوقات مبكرة من الصباح أو أثناء العمل أو أوقات الراحة في المنزل. وأضاف: «لا أعلم لماذا لا تسأل الشركة المواطن مرة واحدة عن الخدمة التي تريد طرحها، وتكرر الأمر مرات عدة، فقضية الاطلاع على أسرار الفلك تكاد ترد في شكل يومي على خطي». أنوار فتاة تبدي مثل الكثيرين غيرها انزعاجاً شديداً من الرسائل التي تردها من شركة الهاتف التي ترسل رسائلها في أوقات الراحة لتدعو زبائنها الى الاشتراك في المسابقات أو معرفة الأبراج والحظوظ والأقدار. أنوار تقول إنها تقفل جهازها النقال في وقت مبكر، وأكثر ما تعاني منه هو أن تلك الرسائل لا تتلاءم مع اهتماماتها إذ أنها تركز على الحظ والأبراج ومعرفة أسرار الحب وغيرها من الخدمات الأخرى التي تناسب المراهقين أكثر من غيرهم. ويشكو آخرون من كثافة الرسائل. وقال سعد محمد علي وهو طالب جامعي أن فتح الخدمات من خلال مكاتب الهاتف النقال المنتشرة في بغداد يحقق ضمانات أكبر بعدم إزعاج المشتركين بخدمات لا يحتاجها الكثيرون، كما انه يدفع الزبون ذاته إلى البحث عن الخدمة عندما يقرأ الإعلانات التي تعلقها تلك المكاتب. أما شركات الهاتف فترى أن الترويج جزء من حقها القانوني المسجل في العقد مع المواطن، وهي لا تهتم بالشكاوى.