تتميز محافظة بيش بمناظرها ذات الطبيعة الخلابة ووديانها الجارية ومزارعها الغناء مما أكسبها أرضاً خضراء وارفة على مدار السنة. كما أسهم جوها المعتدل في فصل الشتاء وسواحلها الغربية الذهبية الممتدة بمحاذاة مياه البحر الأحمر غرباً في جعلها قبلة المصطافين ووجهة المتنزهين حيث يعتبر شاطئها من أجمل المواقع السياحية لما يتمتع به هذا الشاطئ البكر من جمال الطبيعة، حيث تتوفر به أشجار الشورى بصورة جمالية تدل على إبدع الخالق لهذه الطبيعة وهذه الطبيعة تزداد تألقاً في الإبداع الجمالي الساحر في رمال الشاطئ الذهبية والطيور الجذابة والكثبان الرملية والتي تحلو للسمر والصيادين البدائيين الذين يقومون بصيد الأسماك الطازجة وتقديمها لزوار الشاطئ سواء من سكان المنطقة أو من زوارها. «الرياض» قامت بزيارة هذا الشاطئ الذي يبلغ طوله 5 كلم2 ويتميز بطبيعته الساحرة وذلك للتعريف بهذه المواقع الاستثمارية والتي تجد الاهتمام والعناية من قبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان. هذا وقد قامت «الرياض» بلقاء عدد من المتنزهين في الشاطئ ومنهم المواطن عطية علي آل عطية، والذي بيّن بأن هذا الشاطئ الجميل يجد اقبالا مستمرا من الزوار من خارج المنطقة ومن داخلها وذلك للاستمتاع بطبيعة البحر الجميلة والسمر على كثبانه الرملية ذات الرمال الذهبية والاستمتاع كذلك بطرق الصيد القديمة والترويح عن الأطفال بالسباحة ومشاهدة الأشجار المتناثرة في داخل البحر والتي صفت على شكل منظومة إلهية أبدعها الخالق، وكذلك تذوق صيده الطري ومجالسة كبار السن من الصيادين والاستمتاع بمغامراتهم مع البحر. كما بيّن المواطن حسين محمد فارس بأنه من مرتادي الشاطئ ويجد فيه المتعة في تأمل أمواجه الهادئة ومشاهدة الصيادين أثناء مزاولتهم للصيد ومشاركتهم الحديث. كما التقت «الرياض» بالصياد إبراهيم دعيشي وذلك ليحدثنا عن الطرق القديمة المستخدمة في الصيد، فقال ان هناك أربع طرق تستخدم، وكل صياد له طريقة معينة تلائم سنه، ومن هذه الطرق: - المخدجة وتستخدم في هذه الطريقة شباك طولها 9م وعرضها 6م وبها أثقال عدد 900 حبة يحملها الصياد على كتفه وعندما يشاهد السمك يرمي الشبكة ويعلق السمك بها ونوعية السمك الذي يتم اصطياده بهذه الطريقة يفضل على غيره ويتم اصطياد نوع واحد من الاسماك وهو العربي والذي يزداد عليه الطلب على مدار أيام الاسبوع وفي حالة عدم وجود هذا النوع من السمك فإن هذه الطريقة تصطاد نوعا آخر وهو الخلاس وهو أقل سعراً وطعماً من «العربي» وأنا أحد الصيادين الذين يستخدمون هذه الطريقة - أما الطريقة الثانية: تسمى المعراض وهذه الطريقة تستخدم لها قوائم وتمد عليها الشباك في وضع قائم وعندما تمر الأسماك تعلق بها وهذه الطريقة تصطاد أنواعاً متعددة من الأسماك. - أما الطريقة الثالثة: عندما يكون البحر «عارياً» أي عندما يكون مستوى سطح ماء البحر منخفضاً يمشي الصياد بجوار البحر وعندما يسمع صوت الأسماك في البحر يرمي الشبكة ويضربها بالعصا وعندما تهرب بقية الأسماك تعلق بالشبكة وهذه الطريقة تصيد كل أنواع الأسماك ويستخدمها بعض الصيادين. - أما الطريقة الرابعة: فتسمى طريقة الجلب وتستخدم فيها «فلوكة» وسنارة تصيد أنواعا متعددة منها سمك «الضيوك» أما أفضل هذه الطرق فهي طريقة المخدجة، وذلك لأن سمكها قليل ولذيذ ويزداد عليه الطلب في السوق. وعند التأمل لهذا الشاطئ ذي الطبيعة الساحرة والرمال الذهبية ورغم توفر بعض الخدمات الأساسية مثل الاسفلت والكهرباء والماء، فإنه ينقصه دور رجال الأعمال الذي بات مفقوداً في استثمار هذه الأماكن السياحية رغم كل التسهيلات المقدمة من قبل الجهات الحكومية المعنية في المحافظة، كما يتساءل بعض مرتادي هذا الشاطئ لماذا لا يتم استثمار هذا الشاطئ وذلك بإنشاء الفنادق والأسواق والشاليهات والمطاعم والمدن الترفيهية وغيرها.