أكد مصدر واسع الاطلاع في بيروت ان الوسيط الالماني ارنست اورلاو الذي يشرف على اتمام تبادل الاسرى بين "حزب الله" واسرائىل موجود في المنطقة، ويتنقل باستمرار بين بيروت وتل أبيب لتسريع انجاز العملية قريباً. وقال ان "اسرائىل ستفرج عن جميع المعتقلين اللبنانيين ال19 في سجونها، إضافة الى عدد من الاسرى الفلسطينيين الذين لم يتحدد عددهم بعد نظراً الى قيام الوسيط الالماني بوضع اللائحة النهائية. وقد لا تكون بينهم رموز اساسية". وكشف المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه ل"الحياة" ان عملية التبادل كادت تنجح قبل ثلاثة شهور بعد مفاوضات مضنية أجراها الوسيط الالماني مع قيادة "حزب الله" والمسؤولين الاسرائيليين، لكنها جمدت في اللحظة الأخيرة بسبب تراجع رئىس وزراء اسرائىل آرييل شارون عن التزاماته، رافضاً ان تشمل اسرى فلسطينيين. وأوضح المصدر ان شارون طلب من خلال رئىس طاقم المفاوضات الاسرائىلي الجنرال في الاحتياط ايلان بيران التريث لبعض الوقت، مع بدء الحديث عن هدنة بين تل أبيب ورئىس الوزراء الفلسطيني محمود عباس أبو مازن تؤدي لاطلاق دفعة من الأسرى الفلسطينيين اطلق لاحقاً بضع مئات منهم وبالتالي تجنب استجابة شروط "حزب الله" باطلاق فلسطينيين. ورأى المصدر الواسع الاطلاع ان سقوط الهدنة بين السلطة الوطنية الفلسطينية واسرائىل شجع الوسيط الالماني على معاودة تحركه بين بيروت وتل أبيب بعد تردد، وانه جدد جهوده في ضوء تهديد الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله قبل شهر بأسر المزيد من الاسرائىليين اذا لم تتقدم المفاوضات. وأكد المصدر ان رفض قيادة "حزب الله" صرف النظر عن اطلاق فلسطينيين في التبادل بحجة ان ملفهم يبحث في المفاوضات الفلسطينية - الاسرائىلية، دفع في اتجاه تعديل الموقف الاسرائىلي واحداث تقدم في المفاوضات. وقال المصدر انه ليست لديه المعلومات الكافية عن امكان تضمن الصفقة قضية الديبلوماسيين الايرانيين الاربعة الذين اختفوا في بيروت إبان الاجتياح الاسرائىلي للبنان العام 1982 ومصير الطيار الاسرائىلي رون اراد الذي اسقطت طائرته العام 1985، لكنه يعتقد بأن عدم كشف هاتين القضيتين لن يؤثر سلباً في اتمام العملية، ما دام "حزب الله" التزم امام الوسيط الالماني تزويده أي معلومات جديدة يمكن ان تتوافر له عن اراد، في مقابل التزام تل أبيب بالمثل بالنسبة للايرانيين. واعتبر ان موافقة اسرائىل من خلال اللجنة الدولية للصليب الاحمر على تسليم جثتين لمقاومين من الحزب سقطا في معارك في الجنوب بعدما كانت تسلمت رسالة مطمئنة من الوسيط الالماني تتعلق بالعقيد الاسرائىلي الحنان تيننباوم الذي لا يزال في صحة جيدة، تتجاوز اثبات حسن النيات الى البدء في تنفيذ خطوات متلازمة في سياق السيناريو الذي توصل اليه اورلاو مع قيادة الحزب واسرائىل لاقفال الملف بسرعة. وأشار الى انه لا يستبعد ان يكون الاخير نقل الى تل أبيب معلومات اولية. وربما غير مكتملة، عن مصير جنودها الثلاثة الذين اسرهم الحزب في تشرين الاول اكتوبر 2000 في مزارع شبعا المحتلة. الشروط الاسرائيلية وتداولت مصادر اسرائيلية أمس معلومات عن شروط الطرفين، حزب الله واسرائيل، لتبادل الأسرى. ووفقاً لهذه المصادر يعرض الاسرائيليون في مرحلة أولى الافراج عن الشيخ عبدالكريم عبيد والحاج مصطفى الديراني مقابل اطلاق الحزب الحنان تنينباوم، وفي مرحلة ثانية يطلق جميع الأسرى اللبنانيين عددهم 52 مقابل الأسرى والجثمانات الموجودين عند حزب الله. وقالت المصادر نفسها ان حزب الله لا يزال يشترط الافراج عن جميع الأسرى اللبنانيين والفلسطينيين مقابل تسليم جميع من يحتجزهم. وأشارت الى أن الجانب الاسرائيلي يدرك أن عرضه لن يلقى القبول لكنه تعمد خفضه ليدفع الجانب الآخر الى خفض توقعاته. وعلم ان مستشاري الحكومة الاسرائيلية حذروا من قبول عروض حزب الله لأنها ستظهر اسرائيل ك"طرف مهزوم" يجامل عدواً مثل حزب الله أكثر مما يجامل الحكومة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس.