تجتذب مدينة رأس البر في محافظة دمياط المصرية كل عام الاف المصطافين الباحثين عن السياحة الساحلية والريفية، إذ أنها تحوي شواطئ طويلة على طول ساحل البحر المتوسط، وتطل أيضاً على النيل حيث تلتقي مياه النهر بمياه البحر في بانوراما سياحية رائعة. يبدأ تاريخ رأس البر في العام 1823 عندما كان مشايخ الطرق الصوفية وأتباعهم في دمياط يسيرون بجموعهم نحو الشمال مع النيل للاحتفال بمولد "الشيخ الجربي" في منطقة الجربي جنوب رأس البر. كما كان التجار يأتون إلى رأس البر لمقابلة سفنهم العائدة. وهنا شهدوا طلائع المصيف ممثلة بهؤلاء المتصوفة. وفي العام 1865 تحوّل رأس البر مصيفاً وتدرج من عشش قليلة متفرقة مصنوعة من حصر البردي إلى صفوف منظمة بين النيل والبحر ثم إلى عشش تقام على أرضيات من الخشب والبناء. وفي العام 1902 وضعت للمصيف أول خريطة هندسية بسيطة توضح مواقع العشش وأرقامها والأسواق وغيرها، وتقرر تأجير أرضه وإضاءة طرقه بالفوانيس وتسيير مراكب نيلية لنقل المصطافين والبريد من دمياط إلى رأس البر والعكس. وفي العام 1938 أقامت مصلحة الموانئ والمنائر رصيفاً من الاسمنت المسلح اللسان طوله 250 متراً وعرضه متران ونصف المتر لوقاية الساحل الشمالي من التآكل. وازداد إقبال المصطافين على رأس البر خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية بسبب امتناع الناس عن مغادرة البلاد إلى المصايف الخارجية، ولذلك أدخل الكثير من التحسينات على المصيف. المسؤولون المحليون في المدينة التي يزورها خلال الصيف نحو مليون زائر باشروا العديد من الإجراءات هذا الموسم لتعزيز حركة السياحة الوافدة. ويقول محافظ دمياط الدكتور عبدالعظيم وزير إنه أصدر أوامره للجهات التنفيذية بوقف أعمال البناء في مصيف رأس البر اعتباراً من أول حزيران يونيو الماضي وعدم السماح بدخول أي مواد للبناء طوال أشهر الصيف. ويضيف أنه تم أيضاً استكمال المرحلة الثالثة من كورنيش النيل بطول 1200 متر وبكلفة مليون جنيه، لافتاً إلى أنه تم كذلك إنشاء العديد من المشاريع الخدمية التي تعزّز الحركة السياحية في المدينة ومنها تشييد مركز تجاري على مساحة 750 متراً مربعاً بكلفة مليوني جنيه وإنشاء موقف عام للحافلات في منطقة الامتداد العمراني بكلفة نصف مليون جنيه على مساحة 10 أفدنة. وفي إطار إجراءات تشجيع إقبال المصطافين على مدينة دمياط وافق المجلس المحلي على إعفاء اصحاب السيارات والمقيمين في رأس البر من دفع الرسوم الخاصة بدخول المدينة. ويعتبر المسؤولون في دمياط أن إقامة المستشفى الجديد في رأس البر ساعدت إلى حد بعيد في تدعيم حركة السياحة في المدينة إذ كان المرضى من المصطافين يضطرون للذهاب إلى دمياط للعلاج، وروعي في تصميم المستشفى الطبيعة السياحية للمدينة إذ يضم قسماً مزوداً بأحدث الأجهزة لاستقبال الحالات الطارئة وحوادث الغرق. وتتميز رأس البر بوجود العديد من المعالم السياحية منها منطقة اللسان حيث التقاء النيل مع البحر المتوسط، وهي عبارة عن حاجز خرساني أقيم عند الساحل الشمالي الشرقي لمصيف رأس البر يتيح الفرصة للتمتع بروعة الموقع وجمال الطبيعة ويكشف بانوراما رأس البر وعزبة البرج و"مدينة الصيادين". وتعتبر رأس البر من أهم مناطق العلاج الطبيعي، فقد اشتهرت منذ القدم بوجود تلال من الرمال الجافة التي تفيد في علاج الروماتيزم. وساعد في ذلك موقعها وخلو جوها من الرطوبة ورمالها الصفراء التي تحوي مادة الثوريوم المستخدمة في علاج الروماتيزم. وقد نفذت المحافظة في هذه المنطقة مشروعاً للسياحة العلاجية. ومن أشهر شواطئ المدينة شاطئ العائلات الذي افتتح أخيراً ويضم العديد من الأماكن الترفيهية والأندية. وتقيم المدينة سنوياً مهرجانات عدة بالتعاون مع الهيئة العامة لتنشيط السياحة، منها مهرجان الموسيقى النحاسية وبطولة الشواطئ للكرة الطائرة ومهرجان الرسم على الأسفلت. وفي مجال الاستثمار السياحي طرحت محافظة دمياط مشاريع لإقامة قرى ومدن سياحية على البحر المتوسط بطريق بورسعيد وامتداد رأس البر وامتداد ساحل دمياط الجديدة.