لم تكتسب منطقة رأس البر المصرية اهميتها السياحية من كونها أحد اجمل المصايف المصرية فقط، بل لأنها ايضا من اهم مناطق العلاج الطبيعي في العالم. يبدأ تاريخ رأس البر السياحي في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وكان يتردد على هذه المنطقة في ذلك الوقت صيادو الاسماك والسمان تارة، وتارة أخرى يبني فيها الحراس والجنود ثكناتهم، وكان يأتي اليها ايضا سكان دمياط في المراكب للنزهة والصيد والرياضة. ورأس البر اسم حديث، إذ كان العرب يطلقون على هذه المنطقة "جيزة دمياط"، ولكن الصليبيين أطلقوا عليها اسم "جزيرة دمياط". واتخذ المكان مصيفاً منذ عام 1865، وظل يتدرج من "عشش" مبنية من خوص قليلة متفرقة الى صفوف منظمة متلاصقة، الى عشش تقام على ارضيات مرتفعة من الخشب والبناء. وكان يطلق على مصيف رأس البر "جنة المصايف" لما أغدقت عليه الطبيعة من سحر وجمال، وكانت منتصف القرن الجاري مصيف الأغنياء والمشاهير من وزراء وفنانين، وأبرزهم سيدة الغناء العربي ام كلثوم. ويأتي موقعها الفريد عند التقاء نهر النيل "فرع دمياط" بالبحر المتوسط على شكل مثلث، كما انها تتميز بكثرة الحدائق والأشجار والنخيل التي تكسبها رونقاً وجمالاً. وتعتبر منطقة اللسان من اجمل المناطق الموجودة في رأس البر، وهي عبارة عن حاجز خرساني أقيم عند الساحل الشمالي الشرقي لرأس البر عام 1928 لوقاية الشاطئ من التآكل ويمثل نقطة التقاء النيل بالبحر المتوسط. واستغلت هذه المنطقة بإقامة حديقة علوية وصالة تزلج وملاعب للأطفال بالإضافة الى مطعم وكازينو سياحي على مستوى راقٍ لتقديم الوجبات التي تشتهر بها دمياط من الأرز والأسماك والبط والحلوى. وتعتبر منطقة اللسان منتدى لعشاق رياضة صيد الأسماك، ويتيح موقعها التمتع بجمال الطبيعة والبحر، ويكشف بانوراما رأس البر وقرية عزبة البرج المواجهة لها. السياحة العلاجية تعد رأس البر واحدة من أهم مناطق السياحة العلاجية الطبيعية في مصر، وتضم منطقتين هما منطقة "الجربي" والتي تعتبر من اولى مناطق العلاج الطبيعي في مصر حباها الله بخصائص لا تتوافر في اي منطقة اخرى. وهي اشتهرت منذ القدم بوجود تلال من الرمال الجافة تستخدم في علاج الروماتيزم عن طريق الدفن فيها، لذلك اهتمت المحافظة عملياً بالاستفادة من هذه المنطقة لعلاج الامراض الروماتيزمية، وذلك بإنشاء مركز للعلاج الطبيعي وتزويده الأجهزة الحديثة. ويحوي المركز حمامات رمل ناعمة تسخن بأشعة الشمس فترة الصيف، وتعالج نحو 30 في المئة من مرضى الروماتيزم المزمن الذي لا يعالج بالوسائل الأخرى، وشرع في تطوير هذا النوع من العلاج بعمل غرف للمرضى طوال فترة الصيف. اما المنطقة الثانية فتشمل حمامات السباحة للتدليك المائي، وتم تجديدها وتزويدها اجهزة شفط وطرد للمياه، واخرى لتجديد المياه، وبث ذبذبات للتدليك المائي، وذلك لعلاج حالات شلل الاطفال القديم والحديث، ويمكن استخدامها لتنشيط الدورة الدموية. وأولت المحافظة اهتماماً كبيراً لهذه المنطقة، ووضعت تخطيطاً نموذجياً لها لما تتميز به من موقع ومناطق خلابة يمكن ان تفتح مجالات للسياحة العلاجية وتشجيع الاستثمار. وفي رأس البر نحو ألفي "عشة" تؤمن نحو 15 ألف مسكن و69 فندقاً تحوي 563 غرفة بطاقة 1046 سريراً، ومعسكراً للعائلات بطاقة استيعابية تبلغ ثلاثة آلاف سرير في منطقة 101، وعشرة معسكرات اخرى للشباب. كما تكثر مناطق الترفيه في رأس البر ومنها ثلاثة مسارح ودور للسينما ومدينة للملاهي ومخيم للسيرك القومي. وتم إعداد تخطيط سياحي لمدينة رأس البر الجديدة الواقعة جنوب منطقة 101، والتي تقام على مساحة 1100 فدان لتكون نواة لمدينة جديدة تستوعب 25 الف نسمة. وتم تطوير شاطىء العائلات، وهو من اشهر شواطئ رأس البر. ويعتبر بُعداً حضارياً جديداً ولمسة فريدة تزيد شواطئ رأس البر رونقاً وهدوءاً، وتتيح لعشاق التميز والخصوصية فرصة الاستمتاع والاستجمام نحو رأس البر الساحر. وزادت المساحة الطولية للشاطئ بطول 200 متر طولي، علاوة على الشاطئ الجديد الذي يحوي 150 مظلة محددة ومنسقة الألوان، ويتميز كل صنف من المظلات بلون موحد بالاضافة الى كافتيريا تقدم الوجبات الخفيفة والمشروبات والحلوى بأسعار متهاودة. كما تجري جهود لحماية شاطئ رأس البر الذي يبلغ طوله 73 كيلو متراً بكلفة 15 مليون جنيه مصري، وتتضمن انشاء ثلاثة حواجز جديدة، بعمق ستة امتار، منها ثلاثة امتار تحت الماء، وينتهي العمل فيها في غضون عامين. وفي إطار الاهتمام بالبنية التحتية، تم انشاء محطة للصرف الصحي بسعة 500 الف متر مكعب، كما تباشر المحافظة عمليات انشاء مشروع للصرف الصحي بكلفة 114 مليون جنيه مصري، منها 32 مليون جنيه منحة.