على امتداد 220 كيلو متراً على سواحل البحر المتوسط، تقع شواطئ شمال سيناء المعروفة بمياهها الصافية ورمالها الناعمة. وتبرز مدينة العريش عاصمة شمال سيناء كإحدى المناطق المهمة في مجال السياحة على الخريطة المصرية، إذ تمتاز بتعدد انواع السياحة، من ترفيهية وشاطئية وعلمية، حيث محمية الزرانيق، وتاريخية وعسكرية وذلك في اطلالة مستوطنة "ياميت" ومتحف التراث، بالاضافة الى اسواق المدينة البدوية المشهورة، ومهرجانات الهجن الدولية والمحلية. يقول مدير "مكتب هيئة تنشيط السياحة في العريش" محمد اسماعيل إن محافظة شمال سيناء استقبلت خلال النصف الاول من السنة الجارية نحو 8217 سائحاً قضوا 20 ألف ليلة سياحية، فيما ناهز عدد السياح العام الماضي870،20 ألف سائح قضوا 203،158 ألف ليلة سياحية، بخلاف السياح النزلاء في الشاليهات غير الحكومية والفنادق والقرى السياحية غير المسجلة وعابري منفذ رفح البري. تقع العريش على ساحل البحر المتوسط في موقع مدينة "ارينو كلورا" الفرعونية القديمة، ولها اهمية خاصة اكتسبتها على مدى العصور التاريخية، إذ تشرف على طريق الحرب والتجارة الشمالي طريق حورس الحربي القديم. ويعتقد بأن العائلة المقدسة استراحت فيها في طريق هروبها من الطاغية هيردوس. وشهدت العريش احداثاً تاريخية مهمة اهمها توقيع اتفاق العريش الذي نص على جلاء القوات الفرنسية عن مصر عام 1800 ميلادية. وتتعدد مناطق السياحة الترفيهية في العريش، فهناك الشواطئ المطلة على البحر المتوسط، وتمتاز ببعدها عن جميع مصادر التلوث البيئي. ويراوح متوس درجة الحرارة فيها على مدى الفصول الاربعة بين 24 درجة صيفاً وعشر درجات شتاء. كما تمتاز شواطئها بالرمال الناعمة والمياه الفيروزية واماكن الاقامة التي تتناسب وظروف جميع المصطافين، بالاضافة الى جودة الخدمات الشاطئية، ومنها مراكز الانقاد والاسعاف والملاعب ومحلات بيع الاطعمة. وفي مجال السياحة البيئية والعلمية تبرز بحيرة البردويل التي تقع شمال غرب سيناء على مساحة 370،164 ألف فدان. وترتبط بالبحر ب"بواغيز" وتزخر بأسماك الدنيس والبوري والقاروص، وهي تشتهر لذلك برياضة الصيد. كما تبرز في هذا المجال محمية الزرانيق التي تشغل الحيز المائي الشرقي لبحيرة البردويل، وتستقبل مئات الآلاف من الطيور المهاجرة في موجات متتالية خلال فصلي الربيع والخريف في طريق هجرتها من المناطق الباردة في غرب اوروبا وشمالي شرق اسيا وجنوب افريقيا، ونظراً إلى أهمية محمية الزرانيق تم اعلانها محمية طبيعية، وادرجت في قائمة اتفاق "رامسار" العالمي لحماية الاراضي الرطبة تحت رعاية منظمة اليونيسكو. وتجذب محمية الزرانيق محبي مشاهدة الطيور وتمكن زيارتها برسم بسيط قدره جنيهان للمصريين وثلاثة دولارات للأجانب. كما تحوي العريش حديقة حيوان تقع عند مدخل العريش الشرقي، وفيها مجموعات مختلفة من الحيوانات والطيور والزواحف التي تعيش في البيئة السيناوية. وهناك متحف التراث الذي يقع عند المدخل الشرقي للمدينة، ويحوي هذا المتحف التراث السيناوي بمختلف انماطه، ما يعكس نمط الحياة البدوية. وتعتبر اطلال مستوطنة "ياميت" الاسرائيلية من المزارات السياحية المهمة في العريش، وتقع مستوطنة ياميت اي "البحر الصغير" غرب مدينة رفح، وكانت من أكبر المستوطنات الاسرائيلية التي اقيمت في المناطق العربية المحتلة منذ عام 1967، وهدفت اسرائيل من خلالها استيعاب ربع مليون نسمة مع حلول عام 2000، واقامت فيها لهذا الغرض مطاراً دولياً وميناء بحرياً وسعت إلى انعاش صناعة الحلي والمجوهرات فيها. وعشية الانسحاب الاسرائيلي من المنطقة عام 1982، اعتصم عدد من المتطرفين فيها ودمروها بالكامل. كما تعتبر الاسواق الاسبوعية في العريش، لا سيما "سوق الخميس"، من اهم مناطق الزيارة التي يحرص عليها السياح، الاجانب خصوصاً، إذ تباع فيها المنتجات البدوية، ومنها الثوب البدوي المطرز والبرقع والخيام والكليم والسجاد. وتضفي المهرجانات التي تقام في العريش جواً فريداً يميزها عن بقية مدن مصر الساحلية، إذ يقام فيها مهرجان الهجن العالمي والمحلي. وتحتفل المحافظة ايضا ب"أربعاء ايوب" وهو من المعتقدات الشعبية في العريش، إذ يخرج السكان ساعة غروب الشمس من ليلة الاربعاء السابقة ليوم شم النسيم من كل عام للاستحمام في البحر اعتقاداً منهم ان النبي ايوب عليه السلام نزل بحر العريش في ذلك اليوم وشفي من مرضه. ويعتقد سكان العريش ان كل معتل ينزل البحر في هذا اليوم يتم شفاؤه. وتبنت محافظة شمال سيناء مشاريع جديدة لتأمين الخدمات الاساسية في مدينة العريش. ويقول رئيس مجلس مدينة العريش اللواء حسام بديوي إن العمل بدأ في تنفيذ مشروع الصرف الصحي الذي تكلف ما يزيد على 110 ملايين جنيه، وبدأ المشروع يصل الى مناطق عدة وسيتم التوصيل لجميع احياء المدنية خلال فترة قصيرة. كما تم بناء غرف خاصة لتصريف مياه الامطار للشوارع الرئيسية في المدينة. كما تم اجراء تعديلات على شبكة المياه لإدخال مياه النيل لمناطق عدة كانت محرومة منها من قبل. وتبنت مصر مشاريع عدة من شأنها زيادة الاقبال السياحي على مدينة العريش، ويجري العمل حالياً على توصيل نحو ثلاثة بلايين متر مكعب من المياه الى ارض سيناء عبر ترعة السلام، كما يجري العمل في إنشاء خط السكك الحديد القنطرة - العريش - رفح الذي يبلغ طوله نحو 225 كيلو متراً، ويحوي 13 محطة. وانجز العمل الى نحو 40 كيلو متراً شرق القناة الى الجانبين، وتم انشاء الجسر الترابي من محطة رمانة لمسافة 16 كيلو متراً في اتجاه بئر العبد. ويجري العمل ايضاً في جسر العزوان الذي يقع عند الكيلو 11 شمال مدينة الاسماعيلية ويبلغ عرضه 2،10 متر، ويسمح بمرور السيارات والشاحنات بحمولة 70 طناً، وتبلغ كلفته 227 مليون جنيه مصري. كما تعمل الحكومة المصرية على تأمين الطاقة الكهربائية للعريش من خلال إنشاء خطوط الربط الكهربائي القنطرة - العريش بقدرة 220 ك/ف، وخط الشط - رأس النقب بجهد 500 ك/ف وتم الربط على الشبكة الموحدة للجمهورية. وتحوي العريش أيضاً ميناء بحرياً يقع على مسطح مائي يبلغ 170 ألف متر مربع بعمق 18.9 متراً، ومزود بحاجز أمواج رئيسي وآخر ثانوي بطول 1015 متراً، وزود كل حاجز بفنار يضاء ليلاً بخلايا ضوئية. وفي العريش مطار يخدم حركة الركاب الداخلية والخارجية، وفيه مدرج بطول ثلاثة آلاف متر وعرض 45 متراً، ويستقبل كل طرز الطائرات وفيه صالة استقبال تسع 250 راكباً. وتتعدد مناطق الاقامة في العريش، حيث بلغت الطاقة الفندقية في شمال سيناء لعام 98/99 نحو 1064 غرفة للقطاع السياحي، و778 للقطاع غير السياحي، و1084 لسياحة الشباب بإجمالي 2926 غرفة. ويشير مدير إدارة السياحة في العريش السيد قدري يوسف العبد إلى أن هذا الاحصاء لم يشمل الطاقة الايوائية لمشاريع القرى الشاطئية في العريش والمساعيد ورمانة وبالوظة، بالاضافة الى الشاليهات الأهلية والشقق المفروشة. وأهم فنادق العريش "ايجوت أوبروي" خمس نجوم ويقع في شارع فؤاد ذكري، ويتبع الشركة المصرية للفنادق "ايجوت"، ويضم نادياً صحياً وحمام سباحة وصالة ديسكو وملاعب اطفال وملاعب تنس، وسعته 452 سريراً. وفندق "سميراميس" العريش ويقع في شارع فؤاد ذكري أيضاً وهو فئة ثلاثة نجوم وسعته 630 سريراً، وفندق "سينابيتش" فئة ثلاثة نجوم، وسعته 70 سريراً وفندق "سيناصن" فئة ثلاثة نجوم، وسعته 108 أسرة، وفندق "مكة" السياحي فئة نجمتان وسعته 54 سريراً، بالاضافة الى عشرة فنادق تابعة للقطاع غير السياحي. وفي العريش عدد من القرى السياحية منها قرية "سما العريش" في المساعيد وقرية "ظلال النخيل" وقرية "لؤلؤة الشاطئ". كما تحوي عدداً من المعسكرات والمخيمات، منها نزل الطلائع للشباب الذي تبلغ كلفة الاقامة فيه ثلاثة جنيهات مصرية في الصيف، وجنيهين في الشتاء، ومعسكر العريش الدولي، وتبلغ طاقته 200 سرير وفيه ملاعب مفتوحة.