قرر الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان تعيين راميرو لوبيز دا سيلفا ممثلاً خاصاً له بالوكالة في العراق خلفاً للبرازيلي سيرجيو دي ميللو الذي قتل في اعتداء استهدف مقر المنظمة الدولية في بغداد الثلثاء الماضي. واستأنف موظفو الأممالمتحدة نشاطهم في العاصمة العراقية أمس الى جانب المقر المدمر، فيما شيعت البرازيل فقيدها بحضور أنان قبل ان يدفن في فرنسا بناء على رغبة عائلته. وأبلغ أنان مجلس الامن نيته تعيين دا سيلفا، المسؤول الثاني في بعثة الاممالمتحدة الى العراق، الذي يقوم عملياً بمهام الممثل الخاص منذ مقتل دي ميللو. وأعلن أنان تعيين لوبيز بالوكالة في رسالة تم نشرها الجمعة، وسيتخذ التعيين طابعاً رسمياً عندما يعلن مجلس الأمن رسمياً انه أخذ علماً بالأمر. ورفض انان الخميس الرد على اسئلة تتعلق بأسماء الشخصيات التي يفكر بها لخلافة دي ميللو، مشيراً إلى أن دا سيلفا البرتغالي يتولى المهمة في الفترة الانتقالية. وكان يفترض ان تنتهي ولاية دي ميللو، الذي كان يشغل منصب المفوض الاعلى للأمم المتحدة لحقوق الانسان، في نهاية ايلول سبتمبر، وبدأ التداول بأسماء شخصيات في الأممالمتحدة قبل مقتله. وكانت الطائرة التابعة للقوات الجوية البرازيلية التي تقل جثمان دي ميللو وصلت أمس الى ريو دي جانيرو. ونظم احتفال تأبيني في مسقط رأس الديبلوماسي شارك فيه الرئيس لويس ايناسيو بولا دا سيلفا والأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان. ونقل الجثمان بعدها الى فرنسا حيث سيدفن قرب الحدود مع سويسرا. في هذا الوقت، استأنف موظفو منظمة رعاية الطفولة يونيسيف ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الاغذية العالمي الذين كانوا يتخذون فندق "القناة" مقراً لهم، العمل في خيام أو حاويات كبيرة نصبت وسط الحر الشديد، على مقربة من المبنى المدمر. ويخضع محيط الفندق لحراسة أميركية مشددة ويدقق العسكريون في الهويات عند مدخل المجمع. وفي الداخل كان عدد كبير من المهندسين الاميركيين يساعد موظفين عراقيين ودوليين لجعل المنطقة آمنة ولجمع التجهيزات التي لا تزال قابلة للاستعمال من تحت الانقاض. وقال كيفن كينيدي من مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الأممالمتحدة الذي وصل من نيويورك الجمعة: "عدنا للمساعدة في استئناف العمليات بأفضل ما نقدر عليه"، واضاف: "من الصعب تصديق مستوى الدمار قبل مشاهدته". وغادرت قافلة تقل نحو 60 شخصاً المقر العام للمنظمة الدولية في اتجاه مطار بغداد لاجلائهم الى عمّان. وأوضحت الناطقة باسم الأممالمتحدة في بغداد فيرونيك تافو "انهم في معظمهم جرحى وبعض الموظفين المنهارين". وبذلك يصل الى 180 عدد الموظفين الدوليين الذين غادروا العراق منذ الاعتداء. وشوهدت سيارات تحمل شعار الاممالمتحدة تسير مجدداً في شوارع العاصمة العراقية. وفي عمان حيث وصلت طائرتان تقلان 46 موظفاً دولياً من العراق، قالت كريستين ماكناب منسقة برامج الاممالمتحدة في الاردن في مؤتمر صحافي "سننقل هؤلاء في اسرع وقت ممكن الى ديارهم او الى مقار عملهم المركزية حيث ستقتصر اقامتهم في عمان على بضعة أيام". واشارت الى ان عدد موظفي الاممالمتحدة الذين يتم علاجهم في مستشفيات العاصمة الاردنية 15 شخصاً يتلقى غالبيتهم العلاج في مركز الملك حسين الطبي. واوضحت ان "عملية التعرف إلى الجثث لا تزال مستمرة" مضيفة ان "الحصيلة النهائية للضحايا لم تتأكد بعد".