رفض الامين العام للامم المتحدة كوفي انان استقالة المسؤولة الثانية في المنظمة، نائبة الامين العام لويز فريشيت، بعد تفجير مقر الاممالمتحدة في بغداد الذي ادى الى مقتل 22 شخصا في اغسطس الماضي، كما اعلن المتحدث باسمه يوم الاثنين. لكن انان طلب ووافق على استقالة رئيس الجهاز الأمني للامم المتحدة تون ميات بعدما اكدت لجنة من الخبراء المستقلين وجود ثغرات في التدابير الامنية المطبقة لحماية مقر الاممالمتحدة في بغداد. وقال المتحدث فريد ايكهارت ان المسؤول الثاني عن العمليات في الاممالمتحدة في بغداد، راميرو لوبيز دا سيلفا، سيعين في منصب جديد حيث لن يكون مسؤولا عن المسائل الامنية. وكشف تقرير لجنة الخبراء عن وجود اخطاء في قرار الاممالمتحدة العودة الى بغداد بعد بدء الاحتلال الأمريكي. وقدمت فريشيت استقالتها بعد تداول التقرير في الاممالمتحدة مطلع الشهر الجاري، لكن انان رفضها. ونقل المتحدث باسمه عنه قوله الامر لا يتعلق بمسؤوليتك الشخصية، انها مسؤولية جماعية. واعرب غي كاندوسو المسؤول في نقابة موظفي الاممالمتحدة عن استيائه من التساهل الذي ابدته الاممالمتحدة. وقال لوكالة فرانس برس ان اثنين وعشرين شخصا قد قتلوا، وكبار مسؤولي الاممالمتحدة على وشك التقاعد وقبض تعويضاتهم، معتبرا انهم لم يقوموا بما يمليه عليهم دورهم في تلك المأساة. وقد قتل المندوب الخاص للامم المتحدة في العراق سيرجيو فييرا دو ميلو و21 اخرون في الاعتداء الذي استهدف في 19 اغسطس مقر الاممالمتحدة في بغداد. وجاء في التقرير ان التدابير الامنية التي كان يفترض ان ترافق عودة الاممالمتحدة الى بغداد لم تتخذ وان شعورا بالثغرات الامنية قد عبر عنه كبار المسؤولين السياسيين والانسانيين للامم المتحدة في بغداد. واحدى الخلاصات الاكثر اثارة للاسف التي توصل اليها التقرير، هي ان ضحايا الاعتداء سقطوا من جراء سوء التعاطي مع التدابير الامنية. فلم تكن سواتر الحماية من الانفجارات قد وضعت على نوافد مقر الاممالمتحدة في بغداد في 19 اغسطس اي بعد اكثر من ثلاثة اشهر على عودة الاممالمتحدة الى العاصمة العراقية. وجاء في التقرير ان وجود تلك السواتر كان من شأنه ان يحد كثيرا من الاصابات الناجمة عن تحطم الزجاج وينقذ كثيرا من الارواح. وقال ايكهارد ان تون ميات سيعود للعمل في برنامج الغذاء العالمي بمقره في العاصمة الايطالية روما بمنصب مدير لكنه لن يتولى مطلقا بعد ذلك مسؤولية اي مسائل امنية في الاممالمتحدة.