لندن، نيويورك - "الحياة"، رويترز - تراجعت اسعار النفط أمس على رغم ان المتعاملين ظلوا قلقين في شأن التطورات في الشرق الاوسط، نتيجة عمليات بيع لجني الأرباح بدأت في اواخر التعامل أول من أمس واستمرت أمس وأدت الى انخفاض الاسعار من اعلى مستوى تسجله منذ 18 شهراً. لكن اسواق النفط لا تزال قلقة من هجوم اميركي على العراق للاطاحة بالرئيس صدام حسين، ما قد يؤدي الى تعطل امدادات النفط من المنطقة العربية. وزاد من هذه المخاوف أعلان الاممالمتحدة ان صادرات النفط العراقية هبطت إلى 371 الف برميل يومياً في الاسبوع الماضي. وسجل خام القياس البريطاني "برنت" للعقود الآجلة تسليم تشرين الأول أكتوبر في بورصة النفط الدولية في لندن بعد ظهر أمس 28.56 دولار للبرميل، بخسارة مقدارها ثلاثة سنتات على سعر الاقفال السابق. وكان "برنت" تجاوز 29 دولاراً للبرميل أول من أمس. وتراجع الخام الاميركي الخفيف في المعاملات الالكترونية لبورصة "نايمكس" 13 سنتاً الى 29.60 دولار للبرميل. وقالت وكالة انباء منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك أمس نقلاً عن أمانة المنظمة ان سعر سلة خامات "أوبك" السبعة واصل الارتفاع أول من أمس ليصل الى 27.61 دولار للبرميل من 27.59 دولار يوم الاثنين. وكان سعر "برنت" تجاوز 29 دولاراً للبرميل يوم الثلثاء بعدما حذرت البحرية الاميركية من احتمال شن تنظيم القاعدة هجمات على ناقلات النفط في مياه الخليج. لكن الاسعار تراجعت عند اغلاق سوق نيويورك أول من أمس بعد ان اقبلت صناديق المضاربة على البيع لجني ارباح. وقال مسؤولون في الاممالمتحدة ان صادرات النفط العراقية الرسمية انخفضت بمقدار 329 الف برميل في اليوم الى 371 الف برميل في الاسبوع الذي انتهى في السادس من أيلول الجاري لتسجل أدنى مستوى في ثلاثة أشهر. وأصبح متوسط الصادرات العراقية في الاسابيع الاربعة الاخيرة 714 الف برميل يومياً مقارنة بالقدرة التصديرية العراقية البالغة 2.2 مليون برميل يومياً. وانخفضت الصادرات العراقية منذ مطلع السنة الجارية وسط خلافات مع الاممالمتحدة في سياسة تسعير النفط في اطار برنامج النفط مقابل الغذاء. وانخفض متوسط سعر البرميل من الخام العراقي عشرة سنتات الى 25.10 دولار للبرميل. وبلغ متوسط الصادرات العراقية منذ بداية السنة الجارية 1.14 مليون برميل يومياً مقابل 1.7 مليون برميل في العام الماضي. وتأثرت أسعار النفط من تقرير معهد البترول الاميركي الذي قال ان مخزونات النفط الخام في الولاياتالمتحدة انخفضت بدرجة اقل من المتوقع، اذ هبطت 470 الف برميل في الاسبوع المنتهي في السادس من أيلول سبتمبر الجاري، في حين ارتفع مخزونات البنزين بمقدار 66 الف برميل وزادت مخزونات المشتقات التي تشمل زيت التدفئة بنحو 2.7 في المئة، ما عزز الاحتياطات قبل حلول موسم الشتاء. لكن تراجع أسعار النفط توقف بعد صدور تقرير وكالة الطاقة الدولية أمس الذي أظهر تراجع مخزونات النفط العالمية قبيل فصل الشتاء. وحضت الوكالة، التي تتخذ من باريس مقراً لها، منتجي النفط أمس على الاخذ في الاعتبار تناقص مخزونات النفط الخام في الدول الصناعية عند اخذ قرار في شأن تخفيف قيود الانتاج هذا الشتاء. وقالت الوكالة ان هذه السنة تتسم بتشابه ملحوظ مع عام 1999 عندما تزامن انخفاض حاد في مستويات المخزونات خلال شهور الشتاء مع انتعاش اقتصادي، ما دفع اسعار النفط في عام 2000 الى اعلى مستوياتها في عقد كامل. واضافت الوكالة في تقريرها الشهري عن سوق النفط: "المنتجون يبحثون في زيادة حصص الانتاج او عدم زيادتها. والمسألة المهمة هي ادراك ان مخزونات الخام منخفضة بشكل غير مريح مع اقتراب موسم الشتاء". وسيقرر منتجو "أوبك" في اجتماع يعقد يوم الخميس المقبل ما اذا كانوا سيرفعون حصص الانتاج للمرة الأولى منذ عامين، وسط مطالبة اعضاء في المنظمة بالابقاء على مستويات الانتاج الحالية. ولم تطالب وكالة الطاقة "أوبك" صراحة بزيادة الانتاج ولكن لمحت بان هناك حاجة لمزيد من الامدادات لتغطية ذروة الطلب في فصل الشتاء. انتاج "أوبك" وقالت الوكالة ان بلدان "أوبك" التي تخضع لنظام الحصص زادت انتاجها في آب أغسطس 20 الف برميل يومياً ليتخطى انتاجها السقف الرسمي بمقدار 1.68 مليون برميل يومياً. وقالت في تقريرها الشهري ان انتاج عشر دول في "أوبك" ارتفع الى 23.38 مليون برميل يومياً مقارنة بسقف انتاج رسمي مقداره 21.7 مليون برميل. وقللت الوكالة تقديرها للطلب على نفط "أوبك" في الربع الاخير من السنة الجارية والربع الاول من السنة المقبلة بسبب طلب اقل من المتوقع في الشتاء وزيادة توقعات الانتاج من خارج "أوبك". للانتاج من خارج "أوبك".