هبطت أسعار النفط امس ولليوم الثامن على التوالي بعد ان أظهرت بيانات أميركية جديدة ارتفاع المخزون في الولاياتالمتحدة، وسط توقعات بأن منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك ستتدخل لوقف تدهور اسعار الخام بخفض الانتاج قبل الاجتماع الوزاري للمنظمة في 26 أيلول سبتمبر المقبل. لندن - "الحياة"، رويترز - قال مصدر سعودي أمس ان السعودية تعتقد ان "أوبك" قد تخفض الانتاج قبل اجتماعها الوزاري المقرر عقده في فيينا في 26 أيلول سبتمبر المقبل وذلك تأهباً للهبوط المتوقع في الطلب العالمي على النفط. وقال المصدر ل"رويترز": "الأرقام الصادرة أخيراً من مصادر دولية مختلفة تشير الى تراجع الطلب وزيادة المعروض. وفي هذه الحالة من المرجح ان تخفض أوبك ومنتجون آخرون الامدادات". وخفضت وكالة الطاقة الدولية الاسبوع الماضي تقديراتها للنمو العالمي في استهلاك النفط خلال سنة 2001 بواقع 460 الف برميل يومياً مقارنة بالتقدير المبدئي الذي اعلنته في اواخر العام الماضي وهو 1.86 مليون برميل يومياً. وهبط خام القياس البريطاني "برنت" للعقود الآجلة تسليم أيلول سبتمبر في بورصة النفط الدولية في لندن الى 24.57 دولار للبرميل، بخسارة مقدارها 32 سنتاً على سعر الاقفال السابق. ويشار الى سعر "برنت" خسر ما يزيد على خمسة دولارات منذ منتصف الشهر الماضي. وقال متعاملون في سوق طوكيو ان العقود الاجلة للنفط الخام واصلت هبوطها في التعاملات الالكترونية لبورصة نيويورك التجارية نايمكس في آسيا صباح أمس في اعقاب انباء عن زيادة مفاجئة في مخزونات الولاياتالمتحدة من النفط الخام. وبلغ سعر عقود النفط الخام لشهر آب اغسطس 25.20 دولار للبرميل منخفضاً 37 سنتاً عن اقفال الثلثاء في سوق "نايمكس" في نيويورك. وتتابع "أوبك" بيانات صناعة النفط عن كثب في اطار سعيها للحفاظ على اسعار النفط في نطاق بين 22 و 28 دولاراً للبرميل لسلة خاماتها مع سعر مستهدف في حدود 25 دولاراً للبرميل. وبلغ سعر سلة "أوبك" 23.20 دولار للبرميل أول من أمس مقابل 25 دولاراً في السادس من الشهر الجاري عندما بدأت أسعار الخام في التراجع. وتقضي آلية "أوبك" لضبط اسعار النفط بخفض الانتاج بواقع 500 ألف برميل يومياً اذا ظل سعر السلة أدنى من 22 دولاراً لمدة عشرة ايام عمل متصلة وزيادته بالكمية نفسها اذا ارتفع السعر عن 28 دولاراً للبرميل طوال 20 يوم عمل متصلة. وقال المصدر السعودي: "سيتجاوز الخفض على الارجح الحجم المنصوص عليه في آلية ضبط اسعار النفط وقد يتم قبل اجتماع أوبك في 26 أيلول". وسيتعرض المنتجون على الارجح لضغوط من اجل تعزيز الامدادات في وقت لاحق من هذه السنة لتلبية الطلب الموسمي المتزايد قبيل حلول الشتاء في نصف الكرة الشمالي. لكن المصدر السعودي قال ان من المستبعد ان تعزز "أوبك" امداداتها للاسواق في وقت لاحق من هذه السنة وان خفض الانتاج هو الاكثر احتمالاً اذا لم تتحسن الاسعار. واضاف: "في الوقت الحالي لا تبدو هناك حاجة لزيادة الانتاج خلال بقية السنة. اما اذا لم تتحسن الاسعار فإن ارجح الاحتمالات هو خفض الامدادات". وقال معهد البترول الاميركي في تقرير صدر عقب اغلاق الاسواق أول من أمس ان مخزون النفط الاميركي ارتفع 5.56 مليون برميل في الاسبوع المنتهي في 13 تموز يوليو الجاري مقابل توقعات بهبوطه بمقدار 500 الف برميل. وجاء ارتفاع المخزون الاميركي على رغم ان العراق اوقف صادراته النفطية في الفترة من الرابع حزيران يونيو الى العاشر تموز في مواجهة مع الاممالمتحدة في شان تمديد اتفاق النفط مقابل الغذاء. ودعم تقرير معهد البترول الاميركي المخاوف في الاسواق الدولية من ان ضعف الاقتصاد العالمي بدأ يضغط على الطلب على النفط. ويعتقد محللون ان دعم اسعار النفط فوق سعر "أوبك" المستهدف سيتطلب التزام دول المنظمة بالحصص الانتاجية وعودة الانتعاش الى الاقتصاد العالمي.