دمر انفجار شاحنة مفخخة مستشفى عسكرياً روسياً في موزدوك عاصمة اوسيتيا الشمالية في القوقاز امس. وافادت وسائل الاعلام الروسية ان الهجوم اسفر عن سقوط 20 قتيلاً وعشرات الجرحى، فيما قدرت قناة "ان تي في" التلفزيونية الخاصة عدد الضحايا ب30 قتيلاً و25 جريحاً على الاقل. وأفادت معلومات اولية ان الشاحنة من طراز "كاماز" المحلية الصنع كانت مفخخة بأكثر من طن من المتفجرات، وقادها انتحاري قوقازي وصدم بها جدار المستشفى حيث كان يعالج نحو 135 شخصاً، غالبيتهم الساحقة من العسكريين الروس الذين اصيبوا في عمليات قتالية في الجمهورية الشيشانية المجاورة. ونقلت وكالة انباء "ريا نوفوستي" عن مراسل محلي، ان حريقاً كبيراً اندلع وسحابة ضخمة من الدخان الاصفر اللون ارتفعت فوق انقاض المستشفى المدمر. وافادت وكالة انباء "ايتار - تاس" ان الانفجار احدث حفرة في الارض قطرها خمسة امتار. ورجح مراقبون ان ترتفع حصيلة الضحايا، نظراً الى ان الانفجار دمر المستشفى بالكامل، فيما حاولت فرق الانقاذ انتشال ناجين من تحت الانقاض. وأمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزير الدفاع سيرغي ايفانوف بالتوجه الى مكان الحادث "فوراً"، للاشراف على عمليات الانقاذ ومتابعة التحقيقات. ووجه المسؤولون العسكريون المحليون اصابع الاتهام الى الانفصاليين الشيشان الذين صعّدوا في الاشهر الاخيرة هجماتهم الانتحارية الطابع في انحاء الاتحاد الروسي. وقال مسؤول في القاعدة الجوية الرئيسية للقوات الروسية في موزدوك حيث يتمركز الطيارون المولجون مهمات في الشيشان: "لم يبق من المستشفى سوى انقاض". ويذكر ان القاعدة الجوية في اوسيتيا الشمالية هي الاكبر من نوعها في شمال القوقاز. وكانت انتحارية شيشانية حاولت الوصول اليها قبل نحو شهرين، لكنها فجرت نفسها قرب حافلة تقل ضباطاً في سلاح الجو متوجهين الى القاعدة، بعدما رفض السائق ان تستقل الحافلة. واسفر الحادث عن مقتل 16 من ضباط الجو الروس. ومعلوم ان الهجمات بالمتفجرات التي ينفذها انتحاريون شيشان، اثارت ذعر الروس، نظراً الى تكرارها، ووصولها الى اهداف في عمق العاصمة الروسية، في وقت كانت موسكو تأمل في اطلاق عملية سياسية لتهدئة الاوضاع، بعرضها عفواً على المقاتلين الشيشان التائبين، لم يتجاوب معه كثير منهم.