شن رجل وامرأة شيشانيان هجوماً انتحارياً جديداً استهدف مقر مكافحة الجريمة المنظمة في العاصمة غروزني أمس، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى. واستخدم الانتحاريان شاحنة من طراز "كاماز" مفخخة بنحو طن من المتفجرات، أحدثت حفرة عمقها ثلاثة أمتار وقطرها خمسة أمتار أمام المقر التابع لوزارة الداخلية حيث تتمركز وحدة عسكرية روسية. وأفادت تقارير في مكان الحادث أن 25 شخصاً نقلوا إلى المستشفيات في حال خطرة، فيما تحدثت تقارير أولية عن خمسة قتلى، علماً أن مراقبين قارنوا الهجوم بآخر استهدف مبنى الحكومة المنصبة روسياً في الشيشان في كانون الأول ديسمبر الماضي، وأسفر عن مقتل 72 شخصاً وإصابة مئة بجروح. ووقع الهجوم عشية أول اجتماع للمجلس المحلي الذي شكلته موسكو في الشيشان. وكان مقرراً أن يترأس الاجتماع، رئيس الحكومة المحلية المنصبة روسياً أناتولي بوبوف، ما دفع المراقبين إلى الاعتقاد أن الهجوم استهدف نسف الاجتماع والرد على جهود موسكو لتشكيل إدارة محلية، بعيداً من سلطة فصائل المقاومة وأنصار الرئيس المنتخب أصلان مسخادوف الذي يعارض تدخل الروس في شؤون الجمهورية القوقازية. ويعد الهجوم الأحدث في سلسلة هجمات مماثلة، شاركت في تنفيذها نساء، يعتقد أنهن أرامل مقاتلين شيشان قتلوا في المعارك مع الروس. وكانت السلطات الروسية اتهمت القائد الميداني شامل باسايف بالتورط في تلك الهجمات بالاشتراك مع متطوعين عرب. كذلك جاء الهجوم بعد ساعات من تصريح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صحافي بأن السبيل الوحيد أمام الشيشان هو اتباع خطة السلام التي وضعها الكرملين. الشيشان و"القاعدة" وفي غضون ذلك أ ف ب، أكد القاضي الفرنسي البارز جان-لوي بروغيير المتخصص في مكافحة الإرهاب لصحيفة روسية أمس، أن المتمردين في الشيشان على علاقة بتنظيم "القاعدة". وقال بروغيير لصحيفة "إزفستيا" إن "العلاقات بين الشيشان والقاعدة موجودة منذ أمد بعيد. وبعد تصفية القواعد في أفغانستان، بدأت منطقة القوقاز بالتحول إلى قواعد للإرهابيين الإسلاميين". وأشار بروغيير أن إضافة إلى الشيشان، فإن أكثر المناطق عرضة لإقامة قواعد متطرفة هي جمهوريتا أنغوشيا وأوسيتيا الروسيتان، وكذلك جمهورية جورجيا السوفياتية السابقة. وأضاف أن "الشيشان هي قبل كل شيء مشكلة روسية داخلية، ولكنها تمثل مصدر إزعاج لنا جميعاً، إن القوقاز أقرب إلى أوروبا من أفغانستان". وقال بروغيير إن السلطات الفرنسية حيدت الجماعات المرتبطة بالشيشان في كانون الأول ديسمبر الماضي والتي كانت تخطط للقيام بهجمات ضد أهداف روسية في فرنسا.