نفذت شابة شيشانية هجوماً انتحارياً جديداً في شمال القوقاز استهدف طيارين وضباطاً في سلاح الجو الروسي، وأسفر عن مقتل 17 شخصاً. ولفت الأنظار تزايد ظاهرة النساء الانتحاريات اللواتي يشاع إنهن أرامل مقاتلين قضوا في الحرب مع الروس. قتل 17 شخصاً معظمهم من عناصر سلاح الجو الروسي في عملية انتحارية جديدة نفذتها شابة يعتقد أنها شيشانية قرب إحدى القواعد العسكرية في شمال القوقاز. ووقع الهجوم الجديد في وقت مبكر صباح أمس. وقال مساعد النائب العام سيرغي فريدينسكي إن شابة في مقتبل العمر، فجرت نفسها قرب إحدى الحافلات التي كانت تقل زهاء 40 شخصاً أكثرهم طيارين وضباط في سلاح الجو، وكانت الحافلة في طريقها نحو قاعدة موزدوك الجوية في جمهورية أوسيتيا الشمالية المحاذية للشيشان. وذكر شهود أن الانتحارية حاولت ركوب الحافلة أثناء توقفها على بعد ستة كيلومترات من القاعدة التي تعد أكبر القواعد العسكرية الروسية في شمال القوقاز. وفجرت الانتحارية العبوات الناسفة التي كانت تحملها عندما فشلت في الصعود إلى الحافلة ما أسفر عن مقتل 17 من الركاب بينهم عدد من الطيارين وعناصر سلاح الجو، إضافة إلى جرح 16 آخرين معظمهم في حال الخطر. وتشير تقديرات النيابة العامة إلى أن العملية كانت تستهدف القاعدة الجوية وأن الانتحارية غيرت خطتها بعدما رفض سائق الحافلة السماح لها بالصعود. وقال مساعد النائب العام إن العبوات الناسفة التي استخدمت في العملية شديدة التفجير وتدل إلى أن الاعتداء كان موجهاً نحو "هدف أكبر بكثير من الحافلة"، من جهته ذكر رئيس حكومة أوسيتيا الشمالية ميخائيل شاتالوف أن "من الصعب أن تتصور حجم الكارثة لو تمكنت الانتحارية من دخول القاعدة". وكانت هذه أول محاولة لاستهداف القاعدة الجوية التي استخدمت بكثافة خلال الحربين الأولى والثانية في الشيشان كمحطة انطلاق للطائرات والمروحيات العسكرية الروسية. ووجهت موسكو على الفور أصابع الاتهام إلى المقاتلين الشيشان. وحمل بيان صدر عن وزارة الداخلية الرئيس الشيشاني أصلان مسخادوف مسؤولية الحادث. واعتبر أنه يهدف إلى إحباط جهود التسوية السلمية في الشيشان. ظاهرة الانتحاريات وعلى رغم أن أي طرف شيشاني لم يعلن مسؤوليته عن العملية، فإن العسكريين الروس شددوا على أن الهجوم يحمل "بصمة شيشانية" خصوصاً أن العمليات الانتحارية تزايدت كثيراً خلال الآونة الأخيرة في الشيشان. ولفت الأنظار كذلك تزايد ظاهرة النساء الانتحاريات في شكل كبير. وتعد عملية الأمس ثالث أضخم هجوم انتحاري تشارك فيه امرأة خلال الشهر الأخير وحده، وكانت عمليتان وقعتا منتصف الشهر الماضي أسفرتا عن سقوط 80 قتيلاً وجرح مئات آخرين. وأشارت مصادر شيشانية إلى أن أكثر الانتحاريات هن أرامل مقاتلين شيشان قتلوا خلال مواجهات مع القوات الروسية في الحرب الشيشانية الأخيرة. على صعيد آخر، لم يستبعد مسؤولون روس أن تكون العملية هدفت إلى تعطيل صدور قانون العفو الشامل عن المقاتلين الشيشان الذي ينتظر أن يعلن اليوم الخميس رسمياً في موسكو. ويشمل العفو جميع المقاتلين الذين "لم يتورطوا في أعمال تفجير أو اختطاف أو قتل". واستبعدت مصادر برلمانية أن يؤجل مجلس الدوما إعلان العفو بسبب العملية الأخيرة. ويشكل صدور العفو العام اليوم، مقدمة للمضي في العملية السياسية التي بدأتها موسكو في الشيشان بإقرار الدستور قبل أشهر، وتنتهي بإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية متوقعة في الجمهورية نهاية العام الحالي. وقال سيرغي إيغناتشينكو الناطق باسم هيئة وزارة الأمن الفيديرالي إن المعلومات المتوافرة لدى الأجهزة الأمنية تؤكد أن ما يسمى ب"المجلس الأعلى للشورى" يقف وراء سلسلة العمليات الانتحارية في الشيشان، وقال إن هذا المجلس يضم مسخادوف إضافة إلى شامل باسايف وقائداً ميدانياً عربياً يلقب ب"أبو الوليد". وأشار إيغناتشينكو إلى أن الفتاة التي نفذت عملية الأمس هي واحدة من مجموعة انتحاريات أُعددن خارج الأراضي الشيشانية وأشرف على تدريبهن "متطرفون إسلاميون". وذكر أن الأجهزة الأمنية وضعت رسماً لصورة الانتحارية اعتماداً على ما تبقى من جسدها بعد التفجير، وبحسب الأوصاف التي وضعتها ورسمتها فإن عمر الفتاة يتراوح بين 22 و25 عاماً وملامحها قوقازية.