نفّذت شيشانية في مقتبل العمر هجوماً انتحارياً امس، استهدف باصاً يقل 40 طياراً وضابطاً في سلاح الجو الروسي، ما أسفر عن مقتل 17 منهم. ووقع الهجوم الذي تزامن مع اقرار موسكو قانوناً للعفو عن المقاتلين الشيشانيين، قرب قاعدة "موزدوك" اكبر القواعد الجوية الروسية في شمال القوقاز، وتقع في جمهورية اوسيتيا الشمالية المحاذية للشيشان. راجع ص 7 وروى شهود ان الشابة حاولت ركوب الباص أثناء توقفه على بعد ستة كيلومترات من القاعدة امس، لكن السائق رد طلبها فبادرت الى تفجير حزام ناسف كانت تتزنر به. وأعلنت مصادر النيابة العامة الروسية ان حجم المتفجرات يدل على ان الانتحارية كانت تخطط لتنفيذ الهجوم ضد القاعدة الجوية، ما كان من شأنه التسبب في "كارثة". وهذه العملية هي الأضخم بين ثلاث عمليات نفذتها نساء اخيراً. وكانت عمليتان مشابهتان اسفرتا منتصف الشهر الماضي، عن سقوط 80 قتيلاً وجرح مئات آخرين. وأشارت مصادر شيشانية الى أن الانتحاريات هن أرامل مقاتلين شيشان قتلوا خلال مواجهات مع القوات الروسية. ووجهت موسكو فور الهجوم على الباص، أصابع الاتهام الى المقاومة الشيشانية، معتبرة ان هدفه احباط جهود التسوية السلمية في الجمهورية القوقازية والتي بدأها الكرملين قبل أشهر بإقرار دستور للشيشان، ويفترض ان تنتهي بانتخابات برلمانية ورئاسية في الجمهورية القوقازية نهاية السنة، مروراً بقانون العفو عن المقاتلين الشيشان الذي أقر امس. وقال سيرغي ايفناتشينكو الناطق باسم هيئة وزارة الأمن الفيديرالي الروسية ان المعلومات المتوافرة لدى الأجهزة الأمنية تؤكد أن "المجلس الأعلى للشورى" في المقاومة يقف وراء سلسلة العمليات الانتحارية، مشيراً الى ان هذا المجلس يضم الرئيس اصلان مسخادوف وشامل باسايف وقائداً ميدانياً عربياً يعرف ب"أبو الوليد". وأشار ايفناتشينكو الى أن الفتاة التي نفذت عملية أمس هي واحدة من مجموعة انتحاريات تم إعدادهن خارج الأراضي الشيشانية، وأشرف على تدريبهن "متطرفون اسلاميون". وذكر ان الأجهزة الأمنية وضعت رسماً لصورة الانتحارية اعتماداً على ما تبقى من جسدها بعد التفجير. وبحسب الأوصاف يراوح عمر الفتاة بين 22 و25 سنة وملامحها قوقازية.