حددت اسرائيل ثلاثة شروط لتنفيذ الانسحاب من اربع مدن في الضفة الغربية، في غضون اسبوعين. وفيما كشفت مصادر فلسطينية التوصل الى اتفاق مبدئي مع اسرائيل في شأن "المطلوبين" الفلسطينيين، رفض الرئيس ياسر عرفات مغادرة مقره المحاصر في رام الله بشروط اسرائيل، مطالباً بضمانات دولية من اجل السماح له بحرية الحركة. راجع ص 4 في غضون ذلك، هددت الحكومة الاسرائيلية ضمناً بعزل وزير الدولة الفلسطيني للشؤون الخارجية الدكتور نبيل شعث، بسبب تصريحات له في بيروت اول من امس تحدث فيها عن عودة اللاجئين الى اسرائيل. واعتبرت ان هذه التصريحات "تضع علامات استفهام حول مدى جديته وقدرته على المساهمة في العملية السلمية الجارية". وزار شعث سورية امس وتوقع أن يزورها رئيس الوزراء محمود عباس أبو مازن في النصف الأول من أيلول سبتمبر المقبل للقاء الرئيس السوري بشّار الاسد، نافياً أن يكون قدم "مطالب" إلى السوريين تتعلق بالمنظمات الفلسطينية. وفي تفاصيل الاتفاق الذي توصل اليه وزير الشؤون الامنية الفلسطيني محمد دحلان ووزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز، افادت ناطقة عسكرية ان اسرائيل حددت ثلاثة شروط لتنفيذ الانسحابات، اذ طالبت السلطة ب"محاربة الارهاب"، وتشكيل جهاز أمني فلسطيني يراقب "المطلوبين" ل"تحييدهم"، و"منع هجمات خلال الفترة التي يجري فيها نقل السيطرة الامنية الى المدن" الاربع. وكشف عضو المجلس التشريعي الفلسطيني قدورة فارس ل"الحياة" التوصل الى "اتفاق مبدئي" يقضي بابقاء كل "مطلوب" في منطقته، وعدم التعرض له بالاعتقال او بالاغتيال، مضيفاً ان تفاصيل الاتفاق ستبحث في اجتماع مع الجانب الاسرائيلي اليوم. ومن المقرر ان يبحث اجتماع على مستوى القادة الميدانيين اليوم، في وضع جدول زمني محدد لانسحاب الجيش الاسرائيلي من اريحا وقلقيليا اولاً مطلع الاسبوع، قبل ان ينسحب من رام الله وطولكرم الاسبوع الذي يليه، كما سيتناول الاجتماع اطلاق دفعة جديدة من الاسرى. على صعيد آخر، توقع شعث أن يزور أبو مازن دمشق في النصف الأول من أيلول، وقال ل "الحياة" بعد لقاء مع وزير الخارجية السوري فاروق الشرع ان الاجتماع كان "ايجابياً وعميقاً ودافئاً، وبحثنا في موضوع زيارة الأخ أبو مازن التي ستكون على الأرجح في النصف الأول من الشهر المقبل، قبل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة". وأوضح أن الشرع "رحب بذلك، وننتظر موعداً مناسباً كي يستطيع الأخ أبو مازن أن يلتقي الرئيس بشار الأسد". وبعد لقائه الشرع، توجه الوفد الفلسطيني المرافق لشعث إلى مكتب رئيس "جبهة الإنقاذ الوطني" خالد الفاهوم، حيث اتصل شعث بالرئيس عرفات. وهو صرح بأنه تحدث إلى الشرع عن "وضع الأخ أبو عمار قائد الشعب الفلسطيني ورئيسه المنتخب الذي ما زال تحت الحصار، وأبلغني الوزير تحياته ومساندته ومساندة سورية للأخ أبو عمار والأخ أبو مازن". وأكد شعث أنه لم يبحث "مطلقاً" مع الشرع في موضوع المنظمات الفلسطينية، وقال: "لم نطلب دوراً سورياً لاقناع المنظمات بموقفنا، لكنني تحدثت إليه عن العمل الفلسطيني المشترك، وقبول المنظمات الطوعي بالهدنة والتزامها الطوعي بها، ورفضنا جميعاً الدخول في صراع داخلي". وتابع ان "المطالب" التي قدمها إلى وزير الخارجية السوري تتعلق ب"تطوير العلاقة بيننا، والتمثيل في دمشق والعلاقات الثنائية والتنسيق الأفضل بيننا، وحل بعض المشاكل العالقة التي تتعلق بالشعب الفلسطيني ورموز العمل المشترك". وبعدما شدد على أهمية "العمل الثلاثي السوري - الفلسطيني - اللبناني بأي صيغة، من أجل تحرير أراضيهم وتحقيق السلام العادل الدائم"، نوه شعث بالاجتماع الايجابي السوري - السعودي - المصري الذي عقد في القاهرة أخيراً على مستوى وزراء الخارجية، لأن "الدول الثلاث هي قواعد العمل العربي المشترك وانطلاق أي عمل عربي جديد".