طلب وزير الخارجية السوري فاروق الشرع عقد لقاء ثان مع وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني الدكتور نبيل شعث اليوم، بعد محادثاتهما في دمشق امس والتي استمرت ساعتين ونصف ساعة، وذلك بهدف التوصل الى اسس للتنسيق بين سورية والسلطة الفلسطينية، تعلن خلال زيارة الرئيس ياسر عرفاتدمشق. وحطت امس في مطار دمشق اول طائرة تابعة ل"الخطوط الجوية الفلسطينية" وعلى متنها وزيرا المال محمود النشاشيبي والاقتصاد سعدي الكرنز، اللذان يزوران سورية للمشاركة في معرض دمشق الدولي. وقالت مصادر فلسطينية ل"الحياة" ان عرفات اتصل أمس برئيس "جبهة الانقاذ الوطني الفلسطيني" السيد خالد الفاهوم لاستعجال زيارته ولقائه الأسد، إذ ان الموعد الأولي سيكون النصف الاول من الشهر المقبل، بعد انتهاء "المؤتمر الدولي لمناهضة العنصرية" المقرر في جنوب افريقيا. وكان بين اسباب إرجاء زيارة عرفات أن الشرع سيبقى في ديربان اسبوعاً، فيما ستقتصر زيارة الرئيس الفلسطيني على يوم، يلقي خلاله كلمة أمام المؤتمر. وقال شعث: "أرجو ان تنجح زيارتي في ايجاد مزيد من التنسيق مع سورية، في ضوء مواجهتنا عدواناً اسرائيلياً خطراً"، لافتاً إلى "الدعم الشعبي والرسمي الذي تحظى به الانتفاضة في سورية". ونقلت وكالة "رويترز" عن شعث قوله بعد محادثاته مع الشرع: "وضعنا اليوم موعدين للزيارة" المرتقبة للرئيس الفلسطيني. وتحدث عن "مرحلة جديدة" في العلاقات بين الجانبين "خدمة للانتفاضة والنضال الفلسطيني - السوري - اللبناني، والعربي المشترك". وكان امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير السيد محمود عباس ابو مازن زار سورية مطلع الشهر، للمرة الأولى منذ 18 سنة، بهدف التمهيد لزيارة عرفات، والبحث في تطوير العلاقات مع سورية. واشارت مصادر فلسطينية الى ان "مسؤولين فلسطينيين يعارضون تطوير العلاقات مع دمشق"، وانهم كانوا وراء تسريب موضوع وجود مئات المعتقلين الفلسطينيين في السجون السورية. لكن شعث اكد امس عدم وجود معارضة للزيارة مشيراً إلى أن "المسألة تتعلق بالترتيبات وبالأوضاع التي تضع عرفات دائماً في جو الأزمة التي تتطلب تحركات ضرورية للوقوف في وجه العدوان الاسرائيلي". واتخذت دمشق بعد زيارة "ابو مازن" خطوات في اتجاه السلطة الفلسطينية، بينها قبول طلاب قطاع غزة والضفة الغربية في الجامعات السورية. وقالت مصادر سورية ان ذلك "لا يعني تفهماً سورياً لأوسلو لأن هذا الاتفاق مات، بل يعكس دعماً سورياً للشعب الفلسطيني وانتفاضته ضد الاحتلال الاسرائيلي". ويسعى المسؤولون السوريون الى التوصل الى صيغة ملزمة للتنسيق بين سورية والسلطة الفلسطينية، تقوم على اسس مشتركة بينها: "مرجعية القرارين 242 و338، قيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس، حق اللاجئين في العودة بموجب قرار الجمعية العامة للامم المتحدة الرقم 194، دعم الانتفاضة واستمراريتها، والتنسيق المستمر بين الطرفين". وذكرت مصادر رسمية امس ان الشرع اكد لشعث "دعم سورية كفاح الشعب الفلسطيني، وضرورة تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية". وزادت ان وزير الخارجية السوري "شدد على اهمية التنسيق والتشاور لإيجاد موقف عربي فاعل، من أجل وضع حد لسياسات الغطرسة والعدوان الاسرائيلية". في المقابل، شككت مصادر ديبلوماسية بتأكيد زيارة عرفاتدمشق، خصوصاً في ضوء الحديث عن لقاء مرتقب يضمه ووزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز. واشارت الى احتمال "استخدام الرئيس الفلسطيني موضوع زيارته لتوجيه رسائل الى الاميركيين والاسرائيليين بوجود خيارات سياسية اخرى لديه، بينها تعزيز علاقاته مع دمشق". لكن مصادر فلسطينية اشارت الى ان لقاء الرئيسين الاسد وعرفات خلال القمة العربية في عمان تضمن كلاماً فلسطينياً مفاده انه "ربما تحصل لقاءات مع مسؤولين اسرائيليين، لكن المطلوب هو التنسيق واطلاع المسؤولين السوريين على ما يدور فيها".