سؤال فرض ذاته بعد مهاترات واتهامات طاولت الجميع في غياب بوصلة عقلية تبعد الهستيريا التي سادت الشارع اللبناني ومنها الى النفوس الضعيفة لدى الإعلام المسطح والهش، ليبقى في الساحة بعض العقلانيين من الأطراف كافة ممن ينظرون الى الأمور بروح فنية ورياضية، بعيداً من تعصب أعمى حوّل برنامجاً ناجحاً وإدارته ومن ثم المحطة ككل الى بوق لإرضاء هذا المتشدد أو ذاك، ومن بعده مشاعر وأحاسيس المشاركين الذين خرجوا في الحلقات السابقة من البرنامج وأهاليهم ومعجبيهم. والسؤال: هل من تطبّلون له وتزمرون أهم من سعود أبو سلطان الشاب الإماراتي المهذب الصوت والحضور، ومرعي سرحان اللبناني أيضاً بمفهوم التعصب الأعمى أو نانسي زعبلاوي، وائل منصور، شادي أسود، وسعد جمال الدين الذي ظلمه "اللّوك" كما تقول السيدة تونيا؟ وبالتالي هل موهبة ديانا ورويدة أقل مستوى من ملحم وغروره الذي بدا واضحاً وهو يحاور حكيم البرنامج إلياس رحباني في برنامج "خليك في البيت" الذي حوّل وبقدرة قادر الى برنامج تمجيدي تبريري لخروج فريد العصر والزمان ملحم بك؟ ووضع إدارة المستقبل التي نحترمها في وضع لا تحسد عليه؟ حتى أن معد البرنامج خاطبه بلغة: حضرتك وسيادتك وفخامتك؟ لماذا لم تقبِّلوا يده كي يرضى بالنتيجة ويسامحكم على غلطتكم التي لا تغتفر بخروجه، على رغم كل ما قدم له؟ وماذا بقي لسوبر ستار الذي سيفوز في الحلقة الأخيرة؟ وهل بقي ما يقدم؟ حتى أن المغلوبتين على أمرهما ديانا ورويدا لعتا اللعبة نفسها خوفاً من الأذية؟ وكنا نتمنى عليهما أن يهديا اللقب الذي فقد معناه وصدقيته الى سوبر ستار لبنان الأوحد ملحم بك زين كما يدّعون! هل ما حصل تصفية حساب بين اللبنانيين أنفسهم؟ أم مع غيرهم؟؟ وهل كل لبنان كما قالت السيدة تونيا مرعب مع ملحم ضد بقية المشاركين حتى اللبنانيين منهم مرعي وسعيد وسميرة؟ وهل المواهب المشاركة أقل مستوى؟ وإذا كانت، أين هي صدقية اللجنة والبرنامج والإدارة وبالتالي المشاهد الذي أحب المشاركين واستمتع باللعبة، ولكن، شرط ألا تحرقه... وما الذي تركناه للقضايا الكبيرة؟؟ إذا كان كل ذلك صحيحاً، أين هي صدقيتك سيدة تونيا كعضو في لجنة تحكيم محترمة، وكيف تسمح لك إدارة المحطة بعدها بأن تقوّمي وتتغزلي وتلقي بدررك الثمينة على هذا وذاك؟! ننتقل الى الشق التبريري المتعلق بتعطل الانترنت: لماذا لا يقول الإماراتيون أو المصريون إن هناك مؤامرة أخرجت سعود ووائل؟ وما يدريكم، أهل العلم والبلاغة والفصاحة، أن مشكلة الاتصال والمشاركة لم يعانها الجميع! وهل لبنان الحب والخير والجمال الذي أنجب العمالقة فيروز وصباح ووديع وغيرهم كثير ممن حلّق في فضاءات الفن الرحبة وصفق له الملايين من العرب أقل مستوى من نجمكم الساطع؟ وأسأل المتعصبين للموهبة الفذة من الفنانين والإعلاميين: هل هذه الموهبة أكثر قيمة من عبدالكريم الشعار ومنى مرعشلي وغيرهما كثير ممن سبقه في عالم الفن والطرب؟ ويا إدارة "المستقبل": كي تكون شاشتكم الأفضل والأولى كما تعلنون، حافظوا على صدقيتكم وأصلحوا الخلل الذي أوقعكم به نجمكم الأوحد... ولئلا تتحول محطتكم بكل ما فيها، الى محطة تنشر "ثقافة التبرير" لا المنطق والمعقول وبالتالي الصدقية! دمشق - نضال زغبور إعلامي