لسنا ندري، كجمهور، من هو الذي اختار ل"المطرب" الشاب ملحم زين أغنية "سهروني الليل" لراغب علامة كي ينشدها في إحدى حلقات التصفية الأساسية في برنامج "سوبر ستار". فصوت هذا الشاب واسع المساحات ومن المجحف بحقه وحق صوته فرض أغنية "صغيرة" عليه بمجرد أن المغني صاحب الأغنية هو ضيف الحلقة. لذا، فإن صوت ملحم زين خلال أدائه "سهروني الليل" كان كطائر متمكن من التحليق العالي، وضعوه في قفص ضيّق كي "يمتحنوه"، وقالوا له أرِنا ما عندك، فأراهم ملحم ما عنده ولكن أيضاً كمن ألْقُوه في اليم وقيل له إياك إياك أن تبتلّ بالماء! وعلى رغم ذلك، تجاوز ملحم زين قطوع "سهروني الليل" وتمكن من أن يبارز المغني راغب علامة ويجعله يتصبّب عرقاً كما أشار مقدم البرنامج أيمن قيسوني للدلالة الى جمال اداء ملحم وطاقات صوته الرائعة قياساً بطاقات الأغنية المحدودة. هذا الموقف لم يتعرض له ملحم زين فقط. عدد من المشاركين في "سوبر ستار" تعرّضوا له عندما اختيرت لهم أغان غير مناسبة أو عندما اختاروا هم أنفسهم أغاني أقل من مستوى مواهبهم، وكاد ذلك يورطهم في تصويت أقلّ من الجمهور العربي الذي يتأثر بما يسمع في البرنامج وعليه ان يُقدِّم رأيه فوراً عبر "الانترنت" ووسائل الاتصال الأخرى العاجلة. ولعل الحال الغريبة، تلك التي حصلت عندما وقف المغني علامة في نهاية الحلقة لينشد إحدى أغانيه وخلفه وقف "نجوم" البرنامج الذين بينهم من يمتلك من عناصر الصوت المتين والحساس ما يفوق ما يمتلك بعض نجوم الغناء العربي المعروفين جداً، إذ تبين أن "طب ليه كده" التي أنشدوها مع راغب صارت أجمل وأكثر تلوّناً مما كانت بصوته وحده، وتحديداً مع أصوات ملحم زين وديانا كرازون وهما الأبرز والأقوى والأغنى في البرنامج. ربما كان راغب علامة في وضعية غير مواتية صوتياً يوم تصوير الحلقة فظهر فارق بين صوته وأصوات "نجوم سوبر ستار"، ولذلك فإن الحكمة كانت تقتضي تأجيل استقبال راغب في البرنامج الى حلقة أخرى ريثما يتمكن صوت راغب من التقاط أنفاسه فلا يكتشف الجمهور العربي العريض ضعفاً فيه أمام من هُم حتى الآن هواة على رغم "نجوميتهم" التلفزيونية العريضة. إضافة الى هذا الواقع، كان ينبغي على راغب علامة أن يعطي أمثولة لهواة "سوبر ستار" في الاعتراف بجميل البرنامج الذي يحتضنهم، عبر اعترافه هو بجميل "استوديو الفن" الذي أطلقه وعرّفه الى الغناء ونشر اسمه على رغم عدم وصول "استوديو الفن" يومها الى خواتيمه "التخرجية" بسبب مشكلات أمنية حصلت، إذ آثر راغب أن يتحدث عن "برنامج الهواة الذي شاركت فيه" كما قال حرفياً مرتين، مرة عندما كان جالساً في صف لجنة التحكيم، ومرة ثانية عندما وقف على المسرح، من دون أن يذكر اسم برنامج "استوديو الفن" ما اضطر تونيا مرعب الى تذكيره به، فَذَكَرَهُ على عجالة "حتى ما يقولوا اني تجاهلت" كما برّر، وفي حال المضطر خشية ضبطه متلبساً! فهؤلاء الهواة "النجوم" يعرفون طبعاً أهمية "استوديو الفن" في "تخريج" راغب علامة للغناء، ولا شك في أنهم تساءلوا عن الأسباب التي دفعت راغب الى "تغييب" برنامج "استوديو الفن" من كلامه. وقيل أن أحد "نجوم سوبر ستار" قال لزميلته "النجمة" ذات الصوت القدير: هل يحق لي إذا لم أفُز أنا بلقب "سوبر ستار" وأخرجوني من البرنامج قبل النهاية السعيدة، أن أدّعي أنني لست "خريج" برنامج "سوبر ستار"؟! وكان جواب "النجمة" ان فضل البرنامج لا يُنسى سواء أكملنا في الغناء أم لا، سواء فزنا باللقب أم لا، لأن أبواب الشهرة انفتحت على مصاريعها. وفي حين ان شهرة برنامج "سوبر ستار" هي على نطاق عربي كبير، فشهرة "استوديو الفن" أيام اشتراك راغب علامة فيه كانت أيضاً على نطاق لبناني كبير قبل ظهور الفضائيات. فإذا اعتمد "نجوم سوبر ستار" في المستقبل تجاه برنامجهم صاحب الفضل الوحيد في انتشارهم، ما اعتمده راغب علامة في الحلقة تجاه برنامج "استوديو الفن" صاحب الفضل في انتشاره، فسيكون نصيب برنامج "سوبر ستار" النكران طبعاً، ونصيب مخرجه ناصر فقيه الرجم بالحجارة، ونصيب تلفزيون "المستقبل" الدعاوى القضائية!