ركز المحققون الباكستانيون على دور محتمل لحركة "طالبان" في الهجوم على مسجد للشيعة في كويتا قرب الحدود مع أفغانستان المجاورة، فيما اتهم رجال دين شيعة في باكستان الحركة الأفغانية صراحة، بالوقوف وراء الهجوم. وجاء ذلك في وقت اعتقلت الأجهزة الباكستانية 19 أصولياً بينهم سبعة قرب الحدود مع أفغانستان، للاشتباه في تورطهم بالهجوم. وتزامن ذلك مع تقارير عن اشتباكات بين قوات باكستانية وأفغانية على الحدود بين البلدين. وعلى صعيد آخر، وصلت قوة عسكرية تابعة لحلف شمال الأطلسي إلى كابول للاعداد لأول عملية عسكرية للحلف في آسيا في إطار المساعدة في حفظ الأمن في أفغانستان. أعلن رئيس الوزراء الباكستاني ظفر الله خان جمالي وجود أدلة على ضلوع "أيد أجنبية" في الهجوم الانتحاري على مسجد للشيعة في كويتا يوم الجمعة الماضي، ما أسفر عن سقوط نحو 50 قتيلاً وعدد مماثل من الجرحى. وقال جمالي: "خلال يومين أو أربعة، ستتوافر لدينا تقارير تتيح لنا تحديد المتورطين". وفي الوقت نفسه، قال هومايون جوجيزاي نائب رئيس الشرطة في إقليم بلوشستان الباكستاني أن الشرطة اعتقلت أعضاء من جماعة سنية متشددة محظورة في عمليات دهم ليل أول من أمس. وأضاف أن "المعتقلين هم جزء من تحقيقاتنا لكننا ننظر في كافة الاحتمالات الأخرى بما فيها تورط أيد أجنبية". وأكد أن "حرس الحدود اعتقلوا سبعة مواطنين أفغان في تشامان"، مشيراً إلى بلدة على الحدود مع أفغانستان. وأشار إلى أن المحققين يحللون مواد عثر عليها فوق جثث المهاجمين الثلاثة ويحاولون التأكد من جنسياتهم. وأكد أن "الجثث لدينا ولم يطالب أحد بها، وسيساعدنا ذلك في التعرف على هوياتهم خلال التحقيقات". وفي بيروت، دعا المرجع الشيعي اللبناني السيد محمد حسين فضل الله إلى إصدار فتاوى تحرم الاعتداءات على المسلمين مثل اعتداء كويتا. وقال في بيان له: "ندعو علماء المسلمين في سائر أنحاء العالم إلى الإدانة الصارخة لمثل هذه الجرائم الوحشية وذلك بإصدار الفتوى بتحريم هذه الأعمال". وأضاف: "نرى في هذا الأسلوب العدواني لوناً من ألوان العصبية العمياء التي يتحرك القائمون عليها في إطلاق أحكام التكفير والتضليل في الأمة الإسلامية بفعل التخلف والجهل والجمود الفكري". وسبق أن دانت إيران الاعتداء السبت الماضي ووصفته ب"عمل إرهابي". اشتباكات حدودية على صعيد آخر، أكدت مصادر عسكرية في جلال آباد شرق أفغانستان أمس، أن معارك بالأسلحة الخفيفة اندلعت في محيط بلدة يعقوبي في ولاية ننغرهار بين عناصر لواء الحدود الأفغاني والعسكريين الباكستانيين. وأوضحت المصادر نفسها أن المواجهات دامت نحو أربع ساعات أول من أمس، وأن آلية باكستانية دمرت. وتقع بلدة يعقوبي حيث أقام الجيش الباكستاني منذ أكثر من أسبوع مركزاً حدودياً جديداً، على بعد كيلومترات عدة من الحدود داخل الأراضي الافغانية. وكان ممثلون عن ولاية نانغرهار وعشيرة الباشتون وقبيلة موحمند الذين يعيشون على جانبي الحدود، اتهموا الجيش الباكستاني بأنه توغل منذ أكثر من أسبوع، في عمق الأراضي الأفغانية، في إطار حملة لمطاردة المسلحين الزصوليين. قوات أطلسية في كابول من جهة أخرى، أعلن الناطق باسم القوة الدولية للمساعدة على إحلال الأمن في كابول إيساف، أن طلائع فريق تابع لقوات حلف شمال الأطلسي ناتو وصل إلى العاصمة الأفغانية أمس، للإعداد لأول عملية عسكرية للتحالف في آسيا. وتعمل "إيساف" المؤلفة من خمسة آلاف فرد من 29 دولة تحت قيادة هولندية - ألمانية مشتركة في كابول فقط. وسبق أن رفضت الولاياتالمتحدة وبريطانيا طلبات متكررة من الحكومة الأفغانية ومؤسسات الإغاثة لتوسيع عمل القوة لتشمل مدن أخرى. ويتوقع أن ترسل كندا 1800 جندي يعملون في القوة في الأسابيع المقبلة وستكون أكبر مشارك عندما يتسلم الحلف القيادة. ويوجد في أفغانستان أيضا نحو 11500 جندي تحت قيادة أميركية يلاحقون فلول "طالبان" و"القاعدة". هدنة شمال أفغانستان إلى ذلك، أعلن مسؤول في الأممالمتحدة أمس، أن الميليشيات الطاجيكية والأوزبكية المتناحرة شمال البلاد، وافقت على وقف للنار بعد سقوط ستة قتلى أثناء اشتباكات بينها في المنطقة. ووافق زعيم الأوزبك الجنرال عبد الرشيد دوستم وقائد الطاجيك أستاذ محمد عطا على وقف النار في مقاطعة شولغارا في ولاية بلخ، إثر تدخل لجنة سلام تضم مسؤولين أفغاناً وآخرين من الأممالمتحدة. وقال الناطق باسم الأممالمتحدة مانويل دي ألميدا إي سيلفا: "تمكنت اللجنة الأمنية التي أرسلت إلى الشمال من توقيع هدنة بين الفصيلين". وأضاف أن القتال أسفر عن مقتل ستة أشخاص من بينهم مدني واحد الخميس الماضي.