أعلن الناطق باسم الاممالمتحدة في كابول ديفيد سينغ، ان الحكومة الافغانية ارسلت قوات شرطة من كابول للإشراف على الامن في مدينة ميمنة عاصمة ولاية فارياب المتاخمة للحدود مع تركمانستان شمال غربي افغانستان، وذلك في اعقاب اشتباكات دموية بين الطاجيك والاوزبك. وقال دسينغ للصحافيين في مؤتمر صحافي في العاصمة الافغانية امس: "تم ابلاغنا ان حوالى 50 شرطياً وصلوا من كابول يوم الجمعة الماضي. وسيتمركز هؤلاء في المنطقة لفترة موقتة تراوح الشهر، حتى يتم تشكيل قوة شرطة محلية محايدة". وعينت حكومة كابول التي تحاول بسط سلطتها على الولايات الافغانية، سعيد يوسف رئيساً للشرطة في ميمنة حيث اسفرت الاشتباكات الشهر الجاري بين قوات "الجماعة الاسلامية" الطاجيكية بقيادة عطا محمد والميليشيات الاوزبكية بقيادة عبدالرشيد دوستم، عن مقتل 18 شخصاً معظمهم من المقاتلين. وشكل حاكم فارياب الجديد عناية الله عناية، لجنة من ثلاثة اعضاء للتحقيق في مقتل قائد الجماعة الاسلامية في المنطقة، وهو الحادث الذي ادى الى اندلاع الاشتباكات. وكانت المجموعتان وقعتا في 11 الشهر الجاري، اتفاقاً بوساطة الاممالمتحدة لسحب مقاتليهما. وبموجب الاتفاق تكون شرطة ميمنة، مسؤولة عن الامن في المدينة الذي يشرف عليه الحاكم. ومنذ التوقيع على الاتفاق، تقوم لجنة المساعدات التابعة للامم المتحدة في افغانستان بتنفيذ عمليات عشوائية للتفتيش عن الاسلحة. وقال سينغ ان "اللجنة تقول انها لم تعثر على اسلحة خلال الايام الثلاثة الماضية وان كل الاسلحة الثقيلة ازيلت من المدينة". واضاف ان عملية نزع الاسلحة في شمال افغانستان والتي تتم طوعاً في اطار برنامج الحكومة المركزية لنزع الاسلحة، تجري "في شكل غير منتظم". وأضاف ان "ما يسر هو ان الفصيلين الرئيسين في الشمال يحاولان نزع اسلحتهما"، مضيفاً انه "اذا لم تتم عملية مثل هذه تحت مظلة الحكومة المركزية فإنها لا تعني الكثير". وقال ان الاممالمتحدة تأمل في ان يتم ضم برامج نزع الاسلحة الطوعي هذه الى البرنامج الوطني لنزع اسلحة الميليشيات في مرحلة لاحقة. ويتسابق زعيما الحرب الطاجيكي والاوزبكي على السيطرة على شمال افغانستان منذ فترة. ويعد نزع اسلحة الميليشيات ونشر سيطرة الحكومة الافغانية على مقاطعات اخرى لا تزال تحت سيطرة زعماء الحرب المحليين، واحداً من اهم اولويات الرئيس الافغاني حميد كارزاي. مبعوث بوش يحذر على صعيد آخر، حذر زلماي خليل زاد الممثل الخاص للرئيس الاميركي جورج بوش في افغانستان، باكستان من اي مس باستقرار الحكومة الافغانية، قائلاً ان ذلك سيكون بمثابة تحدٍ للمصالح الاميركية. وقال خليل زاد ان واشنطن تريد علاقات طيبة بين افغانستانوباكستان، معتبراً ان دعم حكومة الرئيس الافغاني حميد كارزاي هو في مصلحة باكستان. وجاءت تصريحاته في كابول في محادثات اجراها مع مسؤولين باكستانيين في إسلام آباد اول من امس. وأضاف المبعوث الاميركي في لهجة لا تخلو من التهديد ان "نجاح الاستقرار في افغانستان الجديدة يصب في مصلحة اميركا، وأي محاولة لتقويض هذا الاستقرار وتهديده، تمثل تحدياً للمصالح الاميركية". ويأتي ذلك في اعقاب شكاوى مسؤولين افغان من ان فلول "طالبان" شنت اخيراً، هجمات مسلحة انطلاقاً من الاراضي الباكستانية، وان مئات من المسلحين الباكستانيين عبروا الحدود الى افغانستان. وذهب المسؤولون الافغان الى حد اتهام قوات باكستانية بالاشتراك في هجوم شن انطلاقاً من بلدة تشامان الحدودية الباكستانية الاحد الماضي وأسفر عن مقتل قريب لحاكم ولاية قندهار. فيضانات الى ذلك افاد مسؤولون في افغانستان امس، ان خمسة على الاقل قتلوا وفقد عشرات، بعد اجتياح فيضانات نجمت عن امطار غزيرة مناطق مختلفة من البلاد نهاية الاسبوع الماضي. وقال حاجي محمد والي الناطق باسم حكومة ولاية هلمند جنوب غربي البلاد، ان 25 رجلاً وامرأة وطفلاً على الاقل، فقدوا بعدما دمرت الفيضانات منازلهم في منطقة بغران في الولاية. واضاف: "عثر على خمس جثث حتى الآن. لم نتمكن من الوصول الى المنطقة ولكننا رتبنا الامور مع الحكومة المركزية. سيتمكنون من تقديم المساعدة جواً". وقال الناطق باسم الاممالمتحدة دافيد سينغ ان ثلاثة اطفال فقدوا كذلك بعدما اجتاحت مياه الفيضانات الآتية من نهر غورباند، المنازل والقرى في منطقة جبل السراج في سهل شومالي شمال كابول. واضاف سينغ في بيان صحافي: "تمكن بعض الناس من الفرار الى مناطق اعلى شمال وجنوب النهر. لكن الفيضانات حاصرت الكثيرين في منازلهم فيما كانت مستويات الماء ترتفع بسرعة"، مضيفاً ان مروحيات تابعة للجيش اجلت اكثر من مئتين من المنطقة المنكوبة اول من امس، وان اجتماعاً طارئاً عقد لمناقشة امدادات الاغاثة والتي قد تتضمن خياماً واغطية واغذية. وقال سينغ ايضا ان شاحنتين محملتين بامدادات الاغاثة ارسلتا الى مئتي عائلة منكوبة من زلزال ضرب ولاية تخار في اقصى الشمال في الحادي عشر من الشهر الجاري. وهطلت الامطار في افغانستان هذا العام بعد اربعة اعوام من جفاف حاد، كان الاسوأ منذ عقود. تظاهرة لحظر الألغام من جهة اخرى، تظاهر آلاف الاشخاص بينهم مئات من ضحايا الالغام في كابول امس، داعين الى حظر دولي لاستخدام الالغام وسعياً الى الحصول على مساعدة لضحاياهم. وشارك المئات من الضحايا الذين فقد معظمهم احدى ساقيه، في التظاهرة، رافعين لافتات كتب عليها: "لا للحرب، لا للالغام، نعم للسلام" و"اوقفوا الجرائم ضد الانسانية، امنعوا الالغام". ويقتل شهرياً او يصاب مئات الاشخاص بجروح في افغانستان بسبب انفجار الالغام المتروكة خلال الاعوام ال23 الماضية والتي تقدر عددها منظمة الاممالمتحدة بحوالى عشرة ملايين لغم. وبسبب انعدام الدراسات المحددة قدرت اللجنة الدولية للصليب الاحمر عدد ضحايا الالغام في افغانستان بعدة آلاف من القتلى وحوالى 200 ألف معوق.