تنطلق في ضاحية ناكورو في غرب كينيا اليوم الجولة السادسة من مفاوضات السلام السودانية بين الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" برعاية وسطاء الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا إيغاد وسط توقعات بانجاز خطوة كبيرة نحو التوصل الى اتفاق سلام نهائي. ويأمل الطرفان في جولة المفاوضات السادسة في الاتفاق على المبادئ العامة في شأن قضيتي قسمة السلطة والثروة ومسألة الترتيبات الامنية، توطئة للدخول في التفاصيل التي ربما تستغرق شهرا على الأقل. وتعد القضايا الثلاث اضافة الى مسألة وضع العاصمة الخرطوم اعقد قضايا مفاوضات السلام السودانية. ومن المقرر أن يطلع الطرفان على الوثيقة النهائية التي أعدها الوسطاء للتوقيع عليها في منتصف آب اغسطس المقبل . وتجرى ايضا محادثات منفصلة بين الجانبين تحت رعاية الحكومة الكينية للبحث في قضايا المناطق المهمشة الثلاث أبيي وجبال النوبة والنيل الأزرق. ويرأس وفد الحكومة السودانية، الذي يحمل تفويضاً من الحكومة لتوقيع اتفاق السلام وفق توجيهات تلقاها من الرئاسة، وزير الدولة في مستشارية السلام إدريس محمد عبدالقادر. ويضم وفده 18 مفاوضاً، فيما يقود مستشار الرئيس للسلام الدكتور غازي صلاح الدين وفداً استشارياً. ويضم الوفد المفاوض مطرف صديق وتاج السر محجوب وحسن احمد طه واللواء يحيى حسين وسيد الخطيب وأمين حسن عمر واللواء محمد حسن الفاضل. ويتألف الوفد الاستشاري من الوزير علي تميم فرتاك، ووزراء الدولة جوزيف اغوير ونجيب الخير والسلطان ضيو مطوك. وتدخل الحركة الشعبية المحادثات بوفد يتألف من 22 مفاوضاً برئاسة نائب رئيس الحركة سلفا كير، فيما يتولى التفاوض المباشر القائد نيال دينق كبير المفاوضين مسؤول العلاقات الخارجية في الحركة. وتتألف مجموعة التفاوض المباشر من 5 أشخاص من كل جانب و 2 لاعمال السكرتاريا إلى جانب الوسطاء. ووصف مسؤول بارز في الحكومة السودانية جولة المفاوضات بأنها "مفصلية سنعلن بعدها إما التقدم أو الفشل". ونبه إلى إن الإدارة الأميركية ستوقف دعمها لعملية التفاوض في أيلول سبتمبر المقبل للتفرغ للانتخابات الرئاسية. ورأى عضو الوفد الحكومي أمين حسن عمر في تصريحات قبل مغادرة الوفد إلى كينيا أمس، أن جولة المفاوضات التي تستمر أسبوعاً، "ستعتبر فاشلة إذا لم تخرج بنتائج إيجابية"، لكنه بدأ متفائلاًَ بإحراز تقدم يفضي إلى اتفاق سلام، وقال "ليس هناك ما يدعونا إلى أن لا نتفاءل. كل المواضيع المطروحة للتفاوض نوقشت باستفاضة". وتوقع أن تكتمل عملية التفاوض في شأن بند الترتيبات الامنية في واشنطن. وقال إن طرفي النزاع سيضعان الترتيبات النهائية في واشطن اثناء مؤتمر يعقده خبراء متخصصون في هذا الجانب، أسوة بالترتيبات التي يجريها صندوقا النقد والبنك الدوليين في شأن قسمة الثروة في واشنطن نهاية الشهر الجاري. وعلى رغم تأكيده أن الحكومة قد تقبل بوجود جيشين عند بداية سريان الاتفاق، إلا انه أكد أن ذلك لن يستمر إلى نهاية الفترة الانتقالية التي تستمر ست سنوات، مشدداً على ضرورة "الإعلان منذ الوهلة الأولى أن الجيش واحد، وأن لا يستمر وجود جيش الحركة إلى نهاية الفترة الانتقالية". إلى ذلك، طلب الشركاء الغربيون ل"ايغاد" الذين يرعون المفاوضات من عدد من القيادات الجنوبية داخل السودان وخارجه القدوم الى كينيا للمساهمة في تقريب وجهات النظر بين طرفي النزاع. وقالت مصادر ديبلوماسية في الخرطوم إن اجتماع القيادات الجنوبية التي دعيت رسميا للمشاركة في المحادثات من خارج قاعة التفاوض يهدف الى تقديم وجهات نظر هؤلاء في المقترحات التي يقدمها الوسطاء، في شأن قضايا تقسيم السلطة والثروة وتمثيل الجنوبيين في أجهزة الدولة المختلفة على المستوى المركزي إلى جانب قضية العاصمة والترتيبات الأمنية . وفي اسمرا، قال الناطق باسم "الحركة الشعبية" ياسر عرمان، إن حركته تدخل المفاوضات "بعقل مفتوح"، وطالب مفاوضي الحكومة بحيازة "ارادة سياسية واضحة لتقديم حلول في شأن القضايا العالقة"، مؤكدا أن "نجاح المفاوضات أو فشلها مرتبط بالارادة السياسية". وأكد أن حركته "تؤكد تضامنها الكامل مع الموقعين على إعلان الخرطوم حزبا الامة والاتحادي لأنها جزء لا يتجزأ من تلك القوى، والفرق الوحيد هو انها لا تمارس عملها السياسي علنا في الخرطوم". وطالب بإطلاق جميع المعتقلين السياسيين "وعلى رأسهم الدكتور حسن الترابي والمحامي غازي سليمان". وطالب الحكومة ب"وقف الاعتداءات على مقر حزب الأمة".