صمد الاتفاق الامني امس أمام الانتهاكات المتبادلة بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني والتي شملت استئناف عمليات الاغتيال وقصف المستوطنات. ترافق ذلك مع مساع يبذلها رئيس الحكومة الفلسطينية محمود عباس من أجل ضم فصائل المعارضة الى المؤسسات الفلسطينية. وتلقى عباس اتصالاً هاتفياً من الرئيس جورج بوش، أعرب فيه عن أمله بأن يحتفل الفلسطينيون بالاستقلال بحلول العام 2005 راجع ص4 و5. ومع صمود الهدنة على المسار الفلسطيني، فإن جهوداً تبذل من أجل تحريك المسارين السوري واللبناني. وتوقعت مصادر سياسية في القاهرة ان يتصدر هذا الموضوع جدول اعمال القمة السورية - المصرية التي من المقرر ان تجمع بين الرئيسين بشار الاسد وحسني مبارك في مصر مطلع الاسبوع المقبل. في غضون ذلك، تبادل الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي الاتهامات بانتهاك الاتفاق الامني بعد اربعة ايام فقط من التوصل اليه، إذ نفذت "قوات خاصة" في الجيش الاسرائيلي عملية اغتيال طاولت احد قادة "كتائب شهداء الأقصى" في قلقيلية في الضفة الغربية، كما شن الجيش حملة اعتقالات طاولت 15 فلسطينياً، وفرض حظر تجول في طولكرم وحصاراً "غير مسبوق" في بيت لحم، رافقه قرار اسرائيلي بضم مستوطنة "ارييل" قرب نابلس الى "الجدار الامني الفاصل"، لتقضم مزيداً من الاراضي الفلسطينية. اما على الجانب الفلسطيني، فقصفت "كتائب الأقصى" مستوطنة "كفار داروم" جنوب قطاع غزة بالهاون. ورداً على عملية الاغتيال، هددت "كتائب الاقصى" بتعليق الهدنة واستئناف الهجمات ضد اسرائيل. ولن يكون هذا التهديد التحدي الوحيد الذي يواجه الهدنة الهشة، إذ علمت "الحياة" في غزة ان ثمة توتراً يحتدم بين الحكومة الفلسطينية ولجان المقاومة الشعبية بعد اعلان السلطة ان 12 من قياديي اللجان وكوادرها باتوا "مطلوبين"، وان ثلاثة منهم اعتقلوا فعلاً. من جانبه، تعهد عباس ملاحقة منتهكي الاتفاق الأمني، وفي الوقت نفسه، سعى الى تعزيز الهدنة من خلال محاولة ضم "حركة المقاومة الاسلامية" حماس و"الجهاد الاسلامي" الى منظمة التحرير والمؤسسات السياسية الفلسطينية. وقال وزير الثقافة الفلسطيني زياد ابو عمرو لوكالة "فرانس برس" انه كان مقرراً ان يعقد ابو مازن اجتماعاً مساء امس مع "حماس" وآخر صباح اليوم مع "الجهاد"، مؤكداً أن "الحوار مع حماس وغيرها يذهب الى أبعد من الهدنة".