رفضت إسرائيل الانسحاب من الخليل وفق خطة "غزة بيت لحم اولا"، وربطته ب"تطور الوضع الامني" في المدينة، في حين اتهمتها السلطة الفلسطينية ب"المماطلة" والسعي الى تخريب جهود السلام. في غضون ذلك، قتل فلسطينيان ينتميان الى "كتائب شهداء الاقصى" المقربة من حركة "فتح" اثناء محاولتهما التسلل الى مستوطنة "كفار داروم" في قطاع غزة فجر امس، وذلك بعد ساعات من فشل اجتماع وزير الداخلية الفلسطيني عبد الرزاق اليحيى مع الفصائل الفلسطينية التي رفضت خطة "غزة بيت لحم اولا"، معلنة ان اليحيى اكد انه لم يتعهد خطيا لاسرائيل مطاردة الناشطين الفلسطينيين. القدسالمحتلة، غزة - أ ف ب، رويترز - أعلنت اسرائيل خلال اجتماع بين مسؤولين امنيين اسرائيليين وفلسطينيين رفضها الانسحاب في الوقت الراهن من اي مدينة جديدة في الضفة الغربية، خصوصا الخليل. وقال الناطق باسم الجيش في بيان ان "الجنرال موشي كابلنسكي، قائد المنطقة العسكرية الوسطى التي تضم الضفة، ابلغ الممثلين الفلسطينيين ان اسرائيل ليس في نيتها في الوقت الراهن ادخال اي تغييرات على الانتشار العسكري لقواتها". واضاف ان "اي تغيير مرتبط بتطور الوضع الامني والاعمال التي يقوم بها الفلسطينيون لمكافحة الارهاب". وبثت اذاعة الجيش ان كابلنسكي ابلغ رئيس جهاز الامن العام الفلسطيني في الضفة اللواء الحاج اسماعيل انه "لن ينفذ اي انسحاب حاليا من الخليل". واوضحت الاذاعة ان اجهزة الامن الاسرائيلية تملك معلومات تتعلق بهجمات يمكن ان يقوم بها ناشطون في "الجهاد الاسلامي" االتي لم يتم تفكيك جناحها العسكري بعد في المدينة. واعيد احتلال الجزء المشمول بالحكم الذاتي في الخليل في اطار عملية "الطريق الحازم" التي اطلقها الجيش الاسرائيلي في 19 حزيران يوليو الماضي. الا ان الجيش لن ينسحب، مهما حصل، من وسط المدينة حيث يقيم نحو 400 مستوطن بحماية مئات الجنود وسط ما يزيد عن 120 الف فلسطيني. من جانبه، اوضح نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس ياسر عرفات ان "الاجتماع انتهى من دون تحقيق اي تقدم بسبب المماطلة والتهرب الاسرائيلي"، مضيفا ان "الجانب الاسرائيلي عاد الى سياسة المماطلة والتهرب من تنفيذ تفاهم غزة بيت لحم اولا حيث كان من المفروض استكمال الانسحابات بان يتم الانتقال الى الانسحاب بعد بيت لحم من الخليل في الضفة". وحذر من ان "استمرار التهرب من تنفيذ الاتفاقات يهدف الى تخريب كل الجهود المبذولة"، مشيرا الى "ارجاء الاتفاق في شأن الاجتماع الميداني المقبل الذي يرأسه اللواء إسماعيل جبر الى الأسبوع المقبل"، كما شجب "عدم تنفيذ الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة". وكانت مصادر فلسطينية افادت ان من المفترض ان يعقد اجتماع برئاسة وزير الداخلية الفلسطيني مع الجانب الاسرائيلي بعد غد للبحث في الانسحاب من غزة والمدن الاخرى. فشل الحوار الفلسطيني من جهة اخرى، فشل وزير الداخلية الفلسطيني في اقناع الفصائل الفلسطينية خلال اجتماع في مقر المجلس التشريعي في غزة بخطة "غزة بيت لحم اولا" التي يعتمد نجاحها على انهاء الهجمات ضد الاسرائيليين. وتسلل اليحيي مساء اول من امس خارجا من باب خلفي لتفادي الصحافيين في المبنى الذي اجريت فيه اول محادثات له مع الفصائل منذ اتفق مسؤولون اسرائيليون وفلسطينيون على الخطة. وكان امين سر اللجنة، ابراهيم ابو النجا، نائب رئيس المجلس التشريعي، قال في كلمة مقتضبة في بداية الجلسة المغلقة: "اننا حريصون على التوصل الى برنامج وطني مشترك"، مشيرا الى ان هدف مشاركة اليحيى في جلسة لجنة المتابعة العليا هو "وضع اللجنة في صورة الاوضاع السياسية واتفاق غزة بيت لحم اولا ونتائج اللقاءات مع الجانب الاسرائيلي". الا ان عضوا في احدى الفصائل اعرب عن عدم الاقتناع بان اسرائيل تؤدي دورها في انهاء عمليات القتل التي ترتكبها وغزواتها للاراضي الفلسطينية، مضيفا: "طلب اليحي وقف بعض الهجمات للسماح بنجاح التفاهم ... استمرار اسرائيل في توغلاتها وتنفيذ اغتيالات في حق الفلسطينيين في غزة والضفة ألقى ظلالا على الاجتماع وفشل الوزير في اقناعنا بالخطة". وقال القيادي في "حماس" محمود الزهار ان اليحيى ابلغ الاجتماع انه لم يتفق على شيء كتابة مع اسرائيل. وكانت فصائل وجماعات الناشطين تخشى ان يكون هناك تعهد مكتوب من السلطة الفلسطينية باعتقال الناشطين، مضيفا: "اليحيي أبلغنا بنظريته في ما يتصل بالمقاومة والانتفاضة. وهو يرى ان اشكال المقاومة لا تخدم الفضية الفلسطينية. ولم يتفق معه احد من الحاضرين". وكرر عبد العزيز الرنتيسي القيادي في الحركة الذي لم يحضر المحادثات رفض الخطة، قائلا: "نحن تحت احتلال يقوم بكل انواع الارهاب ولنا الحق في مواصلة مقاومتنا بكل السبل والوسائل ولاسيما العمليات الاستشهادية التي ستفقد المقاومة من دونها واحدا من اكثر اسلحتها فاعلية". محاولة تسلل في غزة وبعد ساعات من محاولة اليحيى اقناع جماعات المقاومة بالتوقف عن شن هجمات ضد الاسرائيليين، قتل مسلحان فلسطينيان حاولا التسلل الى مستوطنة فجر امس برصاص جنود اسرائيليين. وقال الجيش ان المسلحين اللذين كانا يرتديان زي الجيش ويحملان بنادق وقنابل يدوية، قتلا بالرصاص في تبادل لاطلاق النار بعد رصدهما قرب سياج امني في مستوطنة "كفار داروم" في قطاع غزة. وذكرت مصادر فلسطينية ان الفلسطينيين ينتميان الى "كتائب شهداء الاقصى" القريبة من حركة "فتح". واضافت انهما مدحت اليازجي 27 عاما من بين لاهيا شمال قطاع غزة ووائل دسوقي في العشرينات من عمره ومن مخيم المغازي جنوبغزة وكانا "ينفذان عملية ضد جنود الاحتلال قرب المستوطنة". واعلنت "كتائب الاقصى" المسؤولية عن محاولة الهجوم على المستوطنة. وقال دوري غولد مستشار رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون: "الفلسطينيون رسبوا في الامتحان"، في اشارة الى خطة "غزة بيت لحم اولا". وقال القائد الميداني الاسرائيلي في المنطقة ان احد المسلحين الفلسطينيين قتل في معركة بالرصاص قرب السياج الامني وقاعدة للجيش قريبة بينما فر الثاني الى منزل مهجور حيث قتلته القوات الاسرائيلية. واضاف لاذاعة الجيش ان قواته تبحث عن ناشط ثالث ربما اصيب بجروح في الحادث. وينظر الى الخطة التي اعدت مطلع الاسبوع الماضي على انها خطوة اولى نحو هدنة كاملة بعد سقوط اكثر من الفي قتيل منذ بدء الانتفاضة ضد الاحتلال الاسرائيلي قبل 22 شهرا. وسحبت اسرائيل قواتها من بيت لحم الثلثاء في اطار اتفاق وافقت عليه بشرط ان تتخذ القوات الفلسطينية اجراء للحد من "العنف" ضد الاسرائيليين. وقال الجيش انه بدأ ايضا في اتخاذ خطوات لم يحددها "لتخفيف الاوضاع الانسانية" للفلسطينيين في قطاع غزة، وهو ما شمله الاتفاق. لكن الفلسطينيين قالوا انهم لم يلمسوا ما يشير الى أي تحسن. السلطة تدين هدم منازل ناشطيْن من جهة اخرى، دانت السلطة الفلسطينية بشدة سياسة هدم منازل الناشطين الفلسطينيين بوصفها تندرج ضمن "جرائم الحرب" بعد قيام الجيش الاسرائيلي بهدم منزل في طولكرم في الضفة. وقال وزير الحكم المحلي الفلسطيني الدكتور صائب عريقات ان الجيش الاسرائيلي "اعطى انذارات ل 30 منزلا في منطقة طولكرم نفسها حيث تم هدم منزل الجمعة من بينها منزل الشهيد ثابت ثابت، الذي اغتالته اسرائيل العام الماضي وانذروهم بتسليم ابنائهم المطلوبين او هدم المنازل". واضاف ان سياسة هدم المنازل تندرج في اطار "جرائم الحرب والعقوبات الجماعية" التي تفرضها اسرائيل على الفلسطينيين، داعيا المجتمع الدولي الى "التحرك الفوري لوقف الجرائم والاعتداءات الاسرائيلية". ودمر الجيش في طولكرم منزل مهند شريم الناشط في "حماس" الذي اوقف اثر عملية استهدفت في 27 آذار مارس فندقا في نتانيا شمال تل ابيب وقتل فيها 29 شخصا وجرح عشرات آخرون، واتهم بانه من مخططي هذا الهجوم. واعلن الجيش في بيان ان "هدم منازل الارهابيين رسالة الى الارهابيين والانتحاريين وشركائهم تقول ان هناك ثمنا لا بد ان يدفعه المتورطون بشكل او باخر في اعمال ارهابية". يذكر ان الجيش هدم نحو 25 منزلا يشتبه انها اوت ناشطين او منفذي عمليات فلسطينيين منذ مطلع آب اغسطس الجاري، وذلك في اطار سياسة "الردع" التي تدينها منظمات الدفاع عن حقوق الانسان معتبرة انها تندرج في اطار "العقوبات الجماعية".