أعلن رئيس الحكومة الفرنسي جان بيار رافاران في نهاية زيارة قام بها الى المغرب، ان فرنسا ضاعفت مساعداتها المالية للمغرب بزيادة 150 مليون يورو على المساعدة المالية التي تقدمها للسنوات الثلاث المقبلة، ليصبح اجمالي المساعدة الفرنسية 300 مليون يورو. وأكدت مصادر مطلعة، ان الزيارة الفرنسية أعطت "دفعة جديدة ومهمة" للعلاقات الفرنسية المغربية في مرحلة ما بعد العمليات الارهابية التي شهدتها مدينة الدار البيضاء في 16 أيار مايو الماضي. وكان رافاران عقد جلسة محادثات في تطوان مع العاهل المغربي محمد السادس أمس بحضور نظيره المغربي ادريس جطو ووزيري الخارجية الفرنسي دومينيك دوفيلبان والمغربي محمد بن عيسى. وعقد رافاران وجطو مؤتمراً صحافياً مشتركاً أكد فيه الوزير الفرنسي أن بلاده راغبة في تعزيز تعاونها مع المغرب لمواجهة الارهاب "وهو عدو مشترك للبلدين"، وأنها في هذا الاطار "أرادت التصدي لأسبابه الاجتماعية من فقر وبطالة، لذا رأت ضرورة زيادة دعمها عبر الوكالة الفرنسية للتنمية لتمويل البنية التحتية". الى ذلك أكد كل من رافاران وجطو ان موضوع الصحراء الغربية كان ضمن المحادثات التي تناولها الجانب الفرنسي مع العاهل المغربي وبن عيسى. وسألت "الحياة" رافاران عن موقف فرنسا من اقتراحات وزير الخارجية الاميركي السابق جيمس بيكر لحل نزاع الصحراء، فقال: "ان فرنسا في مرحلة تشاور من دون اعادة النظر في موقفها، وأنها تقود محادثات مع اصدقائها المغاربة وبقية شركائها في مجلس الأمن من أجل التوصل الى وفاق في 31 تموز يوليو موعد التجديد لقوات مينورسو في الصحراء في مجلس الأمن". وأوضح جطو ل"الحياة" خلال المؤتمر الصحافي "ان موقف المغرب واضح بالنسبة للموافقة المبدئية على زيادة إشراك شعوب الأقاليم الجنوبية أي الصحراء في ادارة شؤون المنطقة ولكن في اطار سيادة المغرب واحترام وحدة أراضيه. والمغرب لم يغيّر ولن يغيّر موقفه". وقال رافاران ان فرنسا قريبة من مواقف المغرب لكنها تقوم بتحرك لتجنب تعطيل هذه المسألة. وقال جطو رداً على سؤال "الحياة" حول العلاقات المغربية الجزائرية، ان دور فرنسا ايجابي في تشجيع التقارب بين البلدين وأن المغرب أخذ مبادرات عدة لتكون للجزائر والمغرب "علاقات اخوة طبيعية". وتابع ان لقاء القمة بين الملك المغربي والرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة سيعقد عندما تصبح الظروف مواتية لمثل هذا اللقاء. وعلمت "الحياة" من مصدر رفيع ان الجانب المغربي يبدي حذراً كبيراً إزاء أفكار المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة جيمس بيكر للحل في الصحراء على رغم انه لم يرفضها رسمياً. وأشار المصدر الى أن فرنسا والمغرب وافقتا على ضرورة التوصل الى حل أولي بالنسبة الى تجديد قوة "مينورسو" في 31 تموز يوليو ومهمة بيكر في مجلس الأمن، على أن تتبع ذلك مفاوضات مكثفة للتوصل الى تسوية سياسية للموضوع و"بعد ذلك تؤخذ في الاعتبار أفكار بيكر حتى إذا لم تكن هي أساس المحادثات". وأكد رافاران انه أعد زيارة الدولة التي سيقوم بها الرئيس الفرنسي جاك شيراك الى المغرب يومي 8 و9 تشرين الأول اكتوبر المقبل. وفي الأممالمتحدة رويترز قال ديبلوماسيون ان فرنسا تقود مسعى في مجلس الأمن لعرقلة مشروع قرار صاغته واشنطن يقصد به أن يؤدي الى استفتاء في شأن الاستقلال للصحراء الغربية. وتقضي خطة وضعها جيمس بيكر بجعل الصحراء الغربية جزءاً متمتعاً بالحكم الذاتي من المغرب لفترة انتقالية من أربع الى خمس سنوات. وبعدها يجري استفتاء يختار فيه السكان بين الاستقلال والاستمرار في وضع الحكم الذاتي والاتحاد مع المغرب. ويساند مشروع القرار الذي أعدته واشنطن وتؤيده غالبية اعضاء مجلس الأمن ال15 خطة بيكر ويدعو كل الأطراف للعمل سوياً "لتنفيذ الخطة". وتعارض فرنسا التي تؤيدها غينيا وبلغاريا، مشروع القرار الأميركي كونه "يفرض" حلاً لقضية الصحراء على المغرب.