رفض المغرب أي محاولة ل"فرض حل" عليه في إطار خطة الوسيط الدولي وزير الخارجية الأميركي السابق جيمس بيكر لتسوية النزاع في الصحراء الغربية. ويُناقش مجلس الأمن هذه الأيام خطة جديدة وضعها بيكر، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء، لمنح الاقليم الصحراوي حكماً ذاتياً على الفور على ان يجري استفتاء في غضون خمسة اعوام يختار السكان من خلاله بين الاستقلال او الانضمام الى المغرب او التمتع بالحكم الذاتي الجزئي. ونقلت وكالة الأنباء المغربية الرسمية عن وزير الشؤون الخارجية السيد محمد بن عيسى: "موقف المغرب واضح... اننا نرفض اي قرار يتعلق بسيادة المملكة يتم فرضه علينا". وأضاف بن عيسى رويترز من دون الاشارة الى خطة الاممالمتحدة، ان المغرب أعرب مراراً عن استعداده للحوار من أجل التوصل لحل سياسي يضمن سيادته الوطنية. ولم يشر الوزير الذي اكد في وقت سابق ان المشاورات جارية في مجلس الامن في شأن قضية الصحراء، الى اعلان جبهة "بوليساريو" قبولها خطة بيكر. وصرح السفير الاميركي لدى الاممالمتحدة جون نغروبونتي بأن واشنطن وزعت مشروع قرار في مجلس الأمن يجيز خطة بيكر ويدعو كافة الاطراف الى قبولها. واتصل العاهل المغربي الملك محمد السادس هاتفياً بالرئيس جورج بوش الاثنين لمناقشة مسألة الصحراء. كما اجرى اتصالات مماثلة هذا الاسبوع مع الرئيس جاك شيراك ورئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماريا اثنار. ويزور رئيس الحكومة الفرنسية جان بيار رافاران المغرب يومي الخميس والجمعة المقبلين. وتأتي زيارته قبل أيام من موعد التجديد لمهمة بعثة الأممالمتحدة في الصحراء مينورسو والتي تنتهي في 31 تموز يوليو الجاري. وقالت مصادر فرنسية مطلعة ل"الحياة" ان الاقتراحات التي قدمها بيكر في نهاية كانون الثاني يناير الماضي لحل نزاع الصحراء تتضمن "إطاراً" هو مزيج من فترة حكم ذاتي يليه استفتاء على تقرير المصير، وان فرنسا كانت دعمت فكرة "الاتفاق - الإطار" حتى قبل ان يُقدّمه بيكر. وترى باريس انه ينبغي التوصل الى قرار في مجلس الأمن خلال الأيام المقبلة ينص على التمديد لمهمة "مينورسو" والمطالبة بأن تُستأنف المفاوضات بين بيكر والأطراف المعنية من أجل البحث عن حل سياسي يكون أكثر فاعلية. وعلمت "الحياة"" من مصادر مطلعة ان باريس ترى ان ليس دور مجلس الأمن ان يتبنى اقتراحات بيكر ويفرض تنفيذها ما دام انها لم تحظ بعد بموافقة الأطراف كافة. وأضافت هذه المصادر ان فرنسا واسبانيا مهتمتان بهذا الملف ولكن مع وجهتي نظر مختلفتين حوله. الى ذلك، أكد مصدر ديبلوماسي مغربي ل"الحياة" ان ثمة تقارباً حقيقياً في العلاقات بين المغرب والجزائر. ولم يستبعد عقد قمة بين الملك محمد السادس والرئيس عبدالعزيز بوتفليقة قريباً. وتابع ان القيادة العسكرية الجزائرية، وعلى عكس ما يتردد، لا تعارض التقارب بين الجزائر والمغرب. وأضاف ان المغرب مستعد لمثل هذه القمة، وانه لا يتدخل في شؤون الجزائر الداخلية، وانه يتعامل مع بوتفليقة سواء كان مرشح الجيش للرئاسة أم لا.