يبدأ العاهل المغربي الملك محمد السادس زيارة لباريس في 16 شباط فبراير الجاري للمشاركة في مؤتمر القمة الفرنسية الافريقية. ورجحت مصادر مغربية ان تكون للزيارة التي تسبق القمة بثلاثة ايام، علاقة بترتيب عقد قمة ثلاثية تجمع العاهل المغربي والرئيس الفرنسي جاك شيراك والرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة. وبدا وزير الخارجية الجزائري السيد عبدالعزيز بلخادم الذي استقبله الملك محمد السادس امس في مراكش، متفائلاً ازاء انفراج العلاقات الجزائرية المغربية وقيام حوار شامل حول مختلف القضايا العالقة. وقال الوزير بلخادم - الذي انهى مساء زيارته للمغرب - عقب اجتماعه مع رئيس الوزراء المغربي السيد ادريس جطو انه لمس لدى المسؤولين المغاربة ارادة راسخة لبناء علاقات الثقة والصداقة. واوضح انه عرض وجطو كافة القضايا والمواقف من معاودة فتح الحدود المغلقة منذ صيف 1994، اضافة الى تفعيل الاتحاد المغاربي والحرص على الاستغلال الأفضل لمؤهلات المنطقة. بيد ان قضية الصحراء التي اثيرت في محادثات بلخادم مع المسؤولين المغاربة القت بظلالها على اللقاء الذي جمعه مع رئيس مجلس المستشارين الغرفة الثانية في البرلمان السيد مصطفى عكاشة. وفيما اكد المسؤول الجزائري ان المغرب العربي "يشكل فضاء لحل كافة المشاكل العالقة وضمنها قضية الصحراء"، اوضح عكاشة ان بلاده حريصة على معاودة تفعيل الاتحاد المغاربي، و"بقدر حرصها على هذا الخيار بقدر عدم استعدادها لوضع قضية الوحدة الترابية جانباً او على الهامش". وقال بلخادم في ختام اجتماعه مع عكاشة "مها اختلفت مواقف البلدين ازاء بعض القضايا فانهما ظلا حريصين على احترام الاهداف الاستراتيجية المشتركة". وعرض الامكانات المتاحة امام معاودة بناء الثقة و"جعل العلاقات المغربية الجزائرية نموذجية". وكان وزير الخارجية المغربي السيد محمد بن عيسى اجتمع الى نظيره الجزائري على انفراد قبل ان ينضم اليهما مسؤولون وخبراء مغاربة وجزائريون في جلسة موسعة دامت ما يزيد على ساعة ونصف الساعة. واكدت مصادر متطابقة ان ملف العلاقات المغربية الجزائرية شكل محوراً اساسياً في الاجتماع، ان على صعيد البحث في صيغة ملائمة لمعاودة فتح الحدود او تعويض المتضررين المغاربة والجزائريين من فترات تأزم العلاقات، او على صعيد تنسيق المواقف لمعاودة تفعيل الاتحاد المغاربي. لكن مراقبين يرهنون حدوث مفاجأة في مسار علاقات البلدين بنتائج القمة المرتقبة بين العاهل المغربي والرئيس الجزائري. وسبق للزعيمين ان اجتمعا على هامش القمة العربية في القاهرة. لكن مواقف البلدين تباعدت بارتباط وتطورات قضية الصحراء. وينظر الى مستوى الانفراج في العلاقات على انه مؤشر لجهة التعاطي ايجاباً واقتراحات الوسيط الدولي جيمس بيكر في قضية الصحراء، من منطلق ان فترة تمديد ولاية ال"مينورسو" الى نهاية آذار مارس المقبل كافية لبروز مواقف مشجعة، وان كانت كل الاحتمالات تظل قائمة.