توقع مصدر ديبلوماسي في الرباط التوصل في غضون الأشهر الثلاثة المقبلة الى اساس للتفاهم على حل وفاقي بين الاطراف المتنازعة في الصحراء الغربية. وقال المصدر الذي رفض كشف هويته ل"الحياة" ان الوسيط الدولي جيمس بيكر بدأ مشاورات غير رسمية مع هذه الاطراف للتحضير لجولة من المقرر ان يقوم بها الى المنطقة يبحث خلالها بشكل رسمي مع المسؤولين في المغرب وجبهة "بوليساريو" في العوائق التي تحول دون المضي في تنفيذ خطة التسوية الدولية في الصحراء. وأكد المصدر وجود ترتيبات للبحث في "تسوية سياسية تكون بعيدة عن المشاكل التي يمكن ان يترتب عليها الحل التقني الذي يرجح كفة طرف على حساب طرف آخر". وقال إن تحركات جيمس بيكر تأتي نتيجة للأزمة التي وصلت اليها مسيرة السلام في منطقة الصحراء في اعقاب تلقي بعثة الاممالمتحدة الى المنطقة مينورسو أكثر من مئة الف طعن في القوائم موزعة بين مراكز تحديد الهوية في الصحراء وشمال موريتانيا وتندوف جنوب غربي الجزائر. وتزيد هذه الطعون من الضغوط المالية والتقنية التي تعاني البعثة منها أصلاً، مما حدا اخيراً بالأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان الى دعوة بيكر الى التدخل لدى الاطراف المعنية بغية الاسراع في حل للنزاع. وقال المصدر ان من المحتمل التوصل الى تسوية مبدئية قبل نهاية ايار مايو المقبل، وهو موعد تقديم أنان تقريره الدوري الى مجلس الامن عن تنفيذ خطة التسوية. ووصف مسؤول مغربي مهمة الوسيط الدولي جيمس بيكر في الصحراء الغربية بأنها تهدف الى "رفع التحدي". وقال السيد احمد السنوسي مندوب المغرب لدى الاممالمتحدة، بعد موافقة مجلس الامن الدولي على قرار تمديد ولاية "مينورسو" ثلاثة اشهر جديدة تنتهي في اواخر أيار مايو المقبل، ان بيكر يتمتع بكل المؤهلات الضرورية لمواجهة التحدي وانه سيكون على مستوى المهمة "المعقدة والصعبة". واضاف ان الوسيط الدولي يعرف الملف جيداً وهو مطالب بأن يتعرف على كل الخروقات التي واجهت تنفيذ الاتفاقات المبرمة. وزاد ان معاناة المتحدرين من اصول صحراوية في المغرب "لا يمكن ان تستمر الى الابد في وقت ستدخل خطة التسوية مرحلتها الثانية". واوضح السنوسي ان المهمة الجديدة للوسيط الدولي تتعلق باجراء مشاورات، وتقويم فرص النجاح وامكاناته "ونحن واثقون بأنه سيكون على مستوى المهمة". وسئل عن مشكلة اللاجئين فأجاب: "تنبغي اعادتهم الى بلدهم الاصلي مباشرة بعد تحديد هويتهم ... ان محتجزيهم جبهة بوليساريو يريدون الحفاظ عليهم بمثابة رهائن وورقة للحصول على المساعدات الانسانية". وجدد السنوسي التزام بلاده التعاون مع الاممالمتحدة. وقال ان خطة التسوية وضعت اساساً بهدف "اقامة تشاور ديموقراطي، وليس من اجل حرمان اكثر من نصف السكان من التعبير عن ارادتهم"، في اشارة الى انتقادات أبلغتها السلطات المغربية الى الامين العام كوفي انان عن التمييز بين الصحراويين. واعلن مجلس الامن الدولي لدى موافقته على طلب الامين العام تمديد ولاية "مينورسو" انه يؤيد عزم انان معاودة استكشاف الوسائل الكفيلة بإيجاد حل للنزاع عبر الوسيط الدولي، وجدد دعمه الكامل للجهود الرامية الى تنفيذ خطة التسوية والاتفاقات المبرمة على "اجراء استفتاء حرّ ونزيه ومحايد من اجل تقرير شعب الصحراء الغربية مصيره". وبعدما لاحظ القلق الذي عبر عنه المغرب ازاء تنفيذ مضمون الخطة، دعا الطرفين الى التعاون من "اجل التوصل الى حل دائم" . على صعيد آخر اجرى وزير التجارة الجزائري السيد مراد مدلسي اول من امس في الجزائر العاصمة محادثات مع السفير المغربي عبدالرزاق الذغمي، وعرض معه سبل تعزيز العلاقات الثنائية خصوصاً في مجال التجارة و"استجابة تطلعات شعبي البلدين". كما اجتمع السفير المغربي مع السيد نورالدين بوكروح وزير المؤسسات والصناعات الصغرى والمتوسطة الجزائري، وبحث معه في المشاكل الاقتصادية التي يتعين على البلدين مواجهتها. وشدد الطرفان على ضرورة ان تكثف بلدان المغرب العربي جهودها من اجل تقويم افضل لامكاناتها الاقتصادية التي تساعد على تمكينها من الاندماج في العولمة.