أرجأت محكمة الاستئناف في الدار البيضاء أمس النظر في ملفات 52 متهماً في قضية التفجيرات في هذه المدينة بهدف الإفساح أمام محاميهم لدرس ملفاتهم واعداد المرافعات. وستمثل مجموعة اولى من 16 متهماً، من بينهم الانتحاريون الثلاثة الذين نجوا من الاعتداءات امام المحكمة في 25 تموز يوليو، بينما تمثل مجموعة ثانية من 17 متهماً في 28 تموز. وسيحدد موعد محاكمة المجموعة الثالثة المتكونة من 19 متهما في 28 من الشهر الجاري. ولاحظت وكالة "رويترز" ان المتهمين بدوا جميعاً في العشرينات او اوائل الثلاثينات من اعمارهم واطلق معظمهم لحيته وارتدى بعضهم الزي الافغاني الرمادي. ويتهمهم الإدعاء بتشكيل عصابات اجرامية والمساس بسلامة البلاد وأمن الدولة الداخلي، إضافة الى ارتكاب هجمات تخريبية ضد أفراد ومنشآت. والمتهم الأول في المجموعة التي كان يُفترض ان تبدأ محاكمتها أمس هو محمد العمري، الانتحاري الرابع عشر الذي اعتقل خلال محاولته الفرار من فندق "فرح" في الدار البيضاء بعد ان كان عضواً في خلية التفجيرات لكنه تردد في تفجير نفسه بعدما فجّر شركاؤه أنفسهم. ويقول الإدعاء ان المتهم الثاني رشيد جليل كان مرشحاً لتنفيذ هجوم في الدار البيضاء يوم الثامن من أيار مايو قبل تغيير الموعد الى 16 من الشهر ذاته الأمر الذي يثير شكوكاً الخلافات بين أفراد المجموعة الانتحارية قبل تنفيذ هجومهم في المدينة في ذلك التاريخ، ما أوقع 44 قتيلاً. أما المتهم الثالث فهو ياسين الحنش الملقب "أبو ابراهيم". وجاء في محاضر التحقيق انه خطط للهجمات مع بقية أفراد الخلية، وكان واحداً من العناصر الاحتياطية لتنفيذ هجمات ضد مواقع أخرى في مراكش وطنجة وأكادير والصويرة ومدن أخرى. وتُعتبر محاكمة هؤلاء الأولى من نوعها للمتورطين مباشرة في هجمات الدار البيضاء والتي استهدفت فندق "فرح" ومقبرة يهودية ومطعماً إسبانياً وآخر يقع بمحاذاة القنصلية البلجيكية. وتوزع بقية المتهمين في الملف ذاته على مجموعات مختلفة. وضمّت مجموعة اسماء المتهمين حسن الطاوسي الذي كان من بين الذين عُهد اليهم تفجير فندق "فرح"، وحسن بن حفو وسعيد الملولي وهشام العلمي ورضوان الفضل وعبدالكريم بوحاجي وادريس الناجحي وجواد المشلك وياسين الابيض ورضوان شوقي ومحمد منعم وسعيد أمزيل وعبدالرحيم مدراك ومحمد الغاني ومحمد أعطور ورضوان الخطابي ومحمد العماني. وتضم مجموعة أخرى اسماء خالد آيت شهاب وعزيز الشافعي ومحمد رفيع وعبدالحق مهيم وآخرين. ويُنظر الى مجموعة رابعة تضم الفرنسي روبير ريشار ومحمد جناح وصلاح الدين الحداد وعبدالإله الصبار وسعيد أندري والحسين المرابطي وسعيد بن عيسى وغيرهم، بوصفها "الخلية المدبّرة" استناداً الى الدور الذي قام به الفرنسي ريشار الذي بويع "أميراً" للجماعة. وتعتقد أوساط قضائية ان توزيع الملفات اقتضته اعتبارات تطاول نوعية الاتهامات ومسؤوليات المتورطين التي تشمل الضالعين مباشرة في الهجمات الارهابية في التخطيط والتنفيذ والأشخاص الذين كانوا يعتزمون المشاركة في تنفيذ هجمات مماثلة، ثم المنظّرين لسلوك التطرف والإعداد النفسي واللوجيستي. وكانت قوات الأمن المغربية اتخذت اجراءات مشددة عشية بدء المحاكمة، وأقامت نقاط تفتيش وأجهزة إنذار حول مقر المحكمة في الدار البيضاء.