قال المدعي العام في محكمة الاستئناف في الدار البيضاء ان قوائم جديدة بأسماء 12 متهماً في تفجيرات الدار البيضاء احيلوا ليل الجمعة على قاضي التحقيق. واوضح ان غالبيتهم كانوا يرتبطون بخلية يقودها الفرنسي انطوان ريشار الذي بويع اميراً للجماعة وأقام لمناصريه معسكرات تدريب على استخدام الاسلحة والمتفجرات في ضواحي فاس وطنجة. وقال المدعي العام العلوي ان عمر الحدوشي المعتقل ضمن الجماعة اصدر فتاوى بهدر دم "الطغاة والموالين لهم في المغرب" وأباح القتل وضرب الاهداف الدينية عن طريق العمليات الانتحارية، وأمر المتهم عبدالحق مول السباط الذي توفي اثر نقله الى المستشفى، بتشكيل جماعة من الانتحاريين. وشدد العلوي على ان عبدالحق توفي نتيجة اصابته المزمنة بالتهاب في الكبد وان جثمانه سُلّم لذويه بعد اجراء تشريح طبي، ما اعتبره المراقبون رداً غير مباشر على بيان "الجمعية المغربية لحقوق الانسان" التي كانت طلبت فتح تحقيق في شأن ظروف الوفاة. وذكر العلوي ان بعض المتهمين شارك في عمليات استكشافية لسرقة اموال لتمويل الهجمات الارهابية، في حين شارك آخرون في حلقات "السلفية الجهادية" وتدريبات مختلفة. وجرى الحديث للمرة الاولى عن انتساب المتهم مصطفى العياط الى جماعة "العدل والاحسان" المحظورة التي يتزعمها المرشد عبدالسلام ياسين، لكن العلوي اوضح انه كان منتسباً الى الجماعة قبل ان ينضم الى تيار "السلفية الجهادية". الى ذلك اعتقلت السلطات المغربية 66 شخصاً من جماعة "العدل والاحسان" كانوا مجتمعين في احد المقرات في الدار البيضاء في سياق ما يعرف ب"مجلس النصيحة" و"قراءة القرآن" ومن المقرر إحالتهم الى احدى محاكم الدار البيضاء. وهذه المرة الاولى التي يعتقل فيها عناصر من "العدل والاحسان" منذ هجمات الشهر الماضي. وكان لافتاً ان السلطات القضائية بدأت تحقيقاً مع المحامي عبدالله العماري، الذي برز اسمه في الدفاع عن المعتقلين في خلية "القاعدة" في المغرب منذ العام الماضي، على خلفية ما تردد عن ورود اسمه في التحقيقات مع المتهمين في تدبير الهجمات الارهابية في الدار البيضاء، كما تحدثت المصادر عن اعتقال صحافيين على الاقل بدعوى ضلوعهما في "مباركة الهجمات الارهابية". وقالت مصادر امنية ان أحد المطلوبين في قوائم المتهمين اعتقل في "الجزيرة الخضراء" في اسبانيا الخميس الماضي. وكانت السلطات المغربية وجهت مذكرة اعتقال بحق المتهم عبدالعزيز بن يعيش الذي يعتقد انه غادر البلاد مباشرة بعد الهجمات، وأعاد اعتقاله الى الاذهان قضية شقيقه عبدالله الذي غيّبه الموت في افغانستان خلال الحرب الاميركية. واعلن المدعي العام ان هناك معتقلين آخرين سيحالون بدورهم الى قاضي التحقيق، ما يرجح ارتفاع عدد المتهمين الى اكثر من مئة. من جهة ثانية، ذكرت مصادر ديبلوماسية ان ملفات الهجمات الارهابية ستكون في صلب المحادثات التي سيجريها رئيس الوزراء المغربي ادريس جطو مع نظيره الفرنسي جان بيار رافاران مطلع الاسبوع المقبل في باريس. واعلنت المفوضية الاوروبية ان جطو سيجري محادثات في بروكسيل الثلثاء مع رئيس المفوضية الاوروبية رومانو برودي في شأن الهجمات وتعزيز التعاون المغربي الاوروبي في محاربة الارهاب، كما سيجتمع المسؤول المغربي مع منسق السياسة الخارجية والدفاع في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا.