تخرّج إدي اسطا عام 1992 حاملاً إجازة في الاخراج من الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة، ومنذ ذلك الحين، عمل في محطات تلفزيونية عدة، حتى استقر أخيراً في قناة المرأة العربية "هي". ويقوم حالياً بإخراج "من يوم ليوم" وهو برنامج صباحي يومي. ولم يكن الإخراج يوماً حلمه الوحيد، فقد سبق أن أسس مجلة سينمائية تحت عنوان CIAK عام 1997، كما له كتابات عدة في مجلات اسبوعية لبنانية منها "الشبكة"، "الصياد"، Revue du Liban وفي صحيفة "الأنوار"، لكن الموضوع الوحيد الذي يكتب فيه هو السينما، كما يقوم حالياً بإعداد برنامجين سينمائيين في إذاعة لبنان الحر وتقديمهما وهما Moovie Watch وMusic Watch. أما أهم ما يقوم المخرج إدي اسطا بتحضيره حالياً فهو فيلم سينمائي سيبدأ تصويره خلال أيام، كتبت السيناريو له الصحافية حنان فضل الله. وشرح اسطا فكرة الفيلم بقوله: "حينما تم اللقاء بيني وبين حنان وأطلعتني على الفكرة فتحمّست كثيراً لأن الموضوع جديد وهو ينطلق من خلال رسالة ما، نودّ توجيهها الى الجميع وهي عدم وجوب تحدي قدرة الله سبحانه تعالى. أقول ذلك بعد أن وصلنا في هذا الكون الى مرحلة بات العلماء فيها يريدون تحدي قدرة الله، لذا سنحاول من خلال هذا الفيلم الذي نعلّق عليه آمالاً كبيرة التأكيد ان مشيئة الله لن يكون لها، لا مثيل ولا بديل، وسنقول ذلك بطريقة كوميدية أيضاً. دوران مختلفان ولفت اسطا الى أنه رشّح الممثل الكوميدي جورج خباز لدور البطولة معتبراً أن خباز سيكون قادراً على تقديم دورين مختلفين عن بعضهما بعضاً، الدور الجدي والدور الهزلي، كما رشح الممثلة رينيه غوش وأيضاً الممثلة رينيه ديك. وقال: "أعتقد أن التجربة ستكون فريدة من نوعها خصوصاً أنه لن يكون هناك منتج للفيلم بل ستكون هناك طريقة جديدة في التعامل وهي أن كل من سيشارك في هذا الفيلم سيحصل على أجره من خلال حصص تُقسّم على كل واحد منا من أرباح الفيلم". وأضاف: "عمق الفيلم سيكون درامياً لأننا سندخل حقاً الى عمق المشكلة التي يعانيها الكون هذه الأيام، وأشعر بصدق اننا ربما سنتمكن من اختراق جدار الصمت في عالم السينما". وقال اسطا ان تصوير الفيلم الجديد سيكون بطريقة ديجيتال. وعما إذا كان الجمهور اللبناني يؤمن بالسينما اللبنانية خصوصاً بعد انتهاء الحرب قال: "الجمهور اللبناني لا يريد أن يؤمن بالسينما اللبنانية لأن ما شاهده في الفترة الأخيرة لم يكن في المستوى المطلوب، لذا أقول ان انتاج فيلم في لبنان بات كلعبة الروليت تماماً، فإما تخسر أو تربح، إضافة الى أنه لم يعد هناك من جمهور للسينما المصرية لا في لبنان ولا في الدول العربية الأخرى، إذاً، المسألة لا تقتصر على اللبنانيين فقط، بل على كل العالم العربي حيث هناك تروٍ لافت في السينما العربية، كما ان السينما الأميركية تراجعت في السنوات الأخيرة، إذ ان أهم فيلم لا يشاهده أكثر من 13 مليون شخص في حين كان عدد المشاهدين يفوق ذلك بكثير. وبالعودة الى لبنان، فإن غياب الانتاجات اللبنانية جعل السينما والتلفزيون أيضاً في المرتبة الثانية لا بل في المرتبة الثالثة بعد كل من مصر وسورية". ولفت اسطا الى أن سورية مثلاً تدعم كثيراً قطاع السينما وهذا ما يحصل في مصر أيضاً، "أما في لبنان، فبدل أن تدعم الدولة الانتاجات اللبنانية، تفعل ما بوسعها لفرض الضرائب على الأفلام". وتمسّك اسطا بمسألة الانطلاق من لبنان على رغم كل الصعوبات التي يواجهها أي مخرج لبناني معتبراً أنه عندما ينجح الانسان في بلده فمن الممكن حينها أن ينجح في أي بلد آخر. أما عن بعض الأفلام التي حصدت النجاح في لبنان فيقول اسطا: "نعم، لقد نجحت بعض الأفلام مثلا "أس أل فيلم" وقد شاهده المئات والألوف من الناس وهذا يدل الى أن الفريق كان ناجحاً وأن الناس بحاجة الى تغيير الأجواء والى الضحك أيضاً، ولا ننسى أيضاً فيلم "أحبيني"، فإسم مروان نجار كفيل بأن يعطي الثقة للفيلم ومن هنا أقول ان التجربة ضرورية جداً". وختم اسطا حديثه قائلاً: "أهدف الى العمل السينمائي الحقيقي، وآمل أن يتحقق حلمي في الفيلم الجديد، فحتى لو ظهر المنتج، لا أريد الحصول على أي مردود، ولكن لتُمنح لي الفرصة كي أقوم بإخراج هذا الفيلم".