رغم ان الانتاج السينمائي زاد عن السنوات العجاف الذي عانت فيها السينما المصرية بشدة كما وكيفا إلا ان هناك ازمة من نوع آخر بدات منذ عامين واشتدت في الفترة الاخيرة وتتلخص في عدم وجود نجمات شابات يصلحن لادوار البطولة النسائية بجانب حنان ترك ومنى زكي بعد قرار حلا شيحة بارتداء الحجاب والتمثيل به وهو ما دفع المنتجين والمخرجين إلى البحث عن بطلات أخريات من لبنان وتونس فجاءت نور وهند صبري وفي الطريق نيكول سابا وهيفاء وهبي والمذيعة رازان مغربي وغيرهن ؟ ترى هل مصر بكل امكانياتها الفنية والبشرية باتت عاجزة عن تقديم وجوه نسائية جديدة للسينما. ومن المسئول عن هذه الازمة الحقيقية المستحدثة التي لم تتعرض لها السينما المصرية طوال تاريخها الفني الحافل والذي اهدت خلاله عشرات الفنانات الموهوبات للسينما العربية؟ البداية جاءت قبل اكثر من عامين فاجئنا المنتج د. محمد العدل والمخرج سعيد حامد بتقديمهما فتاة لبنانية جميلة اشتهرت في اعلان عن نوع من الأطعمة الخفيفة كبطلة في فيلم "شورت وفانلة وكاب" أمام احمد السقا في أول بطولة له ونجح الفيلم ومعه "نور" التي كان اسمها "ماريان" ولكن لم تثبت انها اكثر موهبة من قريناتها المصريات ومع ذلك استعان بها المخرج على ادريس مع نفس المنتج في فيلم "اصحاب ولا بيزنس" لتشارك مصطفى قمر وهاني سلامة البطولة ولم تحرز تقدما ايضا في المستوى الفني لها وتكرر نفس الموقف مع فيلمها الاخير "إزاي البنات تحبك" أمام هاني سلامة واحمد عيد وسمية الخشاب والتونسية هند صبري ولم يحقق هذا الفيلم أي نجاح فني او جماهيري. الامر يختلف بعض الشيء مع زميلتها التونسية "هند صبري" التي اثبتت موهبة اكثر وتميزت في ادوار بها جرأة ومشاهد مثيرة وهو ما دأبت عليه عبر افلامها الثلاثة .. "مذكرات مراهقة" مع احمد عز الدين واخراج ايناس الدغيدي، مواطن ومخبر وحرامي امام صلاح عبد الله وخالد ابو النجا وشعبان عبد الرحيم واخراج داود عبد السيد واخيرا "إزاي البنات تحبك" وهو ما دفع المخرج جلال الشرقاوي لاستغلال وجراتها في مسرحيته "امسك حكومة" وحاليا تصور هند بطولة فيلم "عايز حقي" مع هاني رمزي ووحيد سيف وأول إخراج ل أحمد نادر جلال .. ولديه بعده اكثر من فيلم منها "حالة حب" .. للمخرج سعد هنداوي ومعها هاني سلامة والمطرب تامر وشريف رمزي والمذيعة اللبنانية في محطة إم.بي. سي "رزان مغربي" في اول تجربة لها مع السينما. وكان المخرج محمد النجار قد استعان بالتونسية "ايناس عبد الناصر" في دور هام بفيلمه الاخير "ميدو مشاكل" لأحمد حلمي والمطربة شيرين .. وهو ايضا قرر الاستعانة بالمذيعة والمطربة اللبنانية هيفاء وهبي لتشارك مصطفى قمر ومنة شلبي بطولة فيلم "أوتوجراف" المقرر تصويره قريبا. وكانت هيفاء قد رشحت لفيلم محمد سعد "الورقة" قبل ان يذهب الدور ل ا لوجه الجديد "نيفين" وإخراج وائل حسان مخرج فيلم "اللمبي". والنجم الكبير "عادل إمام" اختار مطربة الفريق اللبناني الشهير "فور كاتس" "نيكول سابا" لتشاركه فيلمه الجديد "قدري واولاده" تأليف يوسف معاطي واخراج على ادريس في حين مازال الفنان احمد السقا يبحث عن فنانة لبنانية تشاركه بطولة فيلمه "تيتو" للمخرج طارق العريان بعد تأجيل فيلم "المهمة" الذي كان مقرر تصويره في تركيا للمخرج شريف عرفة بسبب ظروف واحتمالات الحرب الامريكية على العراق. المنتج د. محمد العدل الذي كان اول من استعان بالفنانة اللبنانية "نور" يقول عن ظاهرة غير المصريات في السينما انا والمخرج سعيد حامد كنا نبحث عن وجه جديد لتشارك السقا بطولة "شورت وفانلة وكاب" بعيدا عن الاسماء المعروفة كنوع من التجديد للسينما وللمشاهد ولتحقيق التواصل في الفن ولم نفكر في ان تكون غير مصرية والدليل اننا شاهدنا اكثر من 30 فتاة لم يعجبنا منهن سوى نور لملامحها الجميلة الهادئة الرومانسية المختلفة عن الاخريات وهي مواصفات الدور الذي لعبته في الفيلم ونجحت تماما وهو ما جعلني استعين بها في "اصحاب ولا بيزنس" ونجحت ايضا وهو ما اكد لي انني كنت محقا في تقديمها من الاول . والمخرجة والمنتجة "ايناس الدغيدي"التي قدمت التونسية "هند صبري" للسينما المصرية في "مذكرات مراهقة" تقول: اختيار "هند صبري" ل "مذكرات مراهقة" جاء بالصدفة البحتة وكنت مرشحة قبلها وجه جديد مصري صميم هي "وسام رضا" وبعد تدريبات عديدة اعتذرت لظروف خاصة وكنت مسافرة لتونس لحضور مهرجان قرطاج فقابلت هند واعجبت بأدائها في احد الافلام المعروضة هناك ورشحتها لدور البطولة في الفيلم واعتقد انها نجحت تماما فيه ولم تكن هناك عوائق في اللهجة وكان هذا النجاح سببا في اختيار المخرج الكبير داوود عبد السيد لها لبطولة فيلم "مواطن ومخبر وحرامي" كما انني رشحتها للمشاركة في فيلم "الباحثات عن الحرية" مع ممثلة لبنانية واخرى مصرية لم اختارهما بعد وسيصور بباريس قريباً. ولكن يقال ان جرأة هند وقبولها اداء المشاهد العاطفية الساخنة هو سبب الاستعانة بها في الافلام. أما الناقد "طارق الشناوي" فيؤكد ان السينما المصرية في "ورطة" حقيقية سببها السينمائيون انفسهم باستسهالهم ورفضهم التجديد والبحث عن وجوه جديدة وتاهيلها والجري وراء المضمون سواء كان منى زكي او حنان ترك وحلا شيحة او هند صبري ونور وكأن هؤلاء كل بطلات السينما ورحم الله ايام كانت هناك فاتن حمامة وشادية ومديحة يسري ومريم فخر الدين ولبنى عبد العزيز ونادية لطفى وسعاد حسني وزهرة العلا وليلى فوزي بطلات في آن واحد ولا توجد أدنى مشكلة .. ويضيف "طارق" أن الفنانات اللبنانيات والتونسيات جيدات وجميلات وذكيات ولكنهن لسن افضل من المصريات.