يقول المخرج شادي زين الدين ان هناك مشكلة كبيرة في انتاج السينما اللبنانية، ويوضح: "في البداية يعبر كثر عن استعدادهم للمساعدة في هذا المجال، وما إن تتبلور الامور اكثر حتى يتراجعوا. لذلك باتت غالبية المخرجين في لبنان، وخصوصاً من الجيل الجديد، يتوجهون الى الانتاج الخارجي خصوصاً الفرنسي". وأضاف: "هذا الامر قد يجعلنا نقبل بشروط عديدة منها اختيار مدير التصوير، لكننا لسنا ضد هذا الانتاج لأنه يساعدنا في التصوير" ويأخذ زين الدين على الدولة اللبنانية على عدم اهتمامها بالفن بشكل عام وخصوصاً ما له علاقة بالسينما والانتاج والاخراج وقال متسائلاً: "لماذا لا تتحرك الدولة ولماذا لا تنشط لانتاج 3 او 4 افلام سنوياً؟ فالسينما هي صورة ثقافية للوطن وهي التي تعبر عن افكار الشعب وعن طموحاته وأحلامه ومشكلاته وهواجسه، انها باختصار الصورة الحضارية التي تعرف بالوطن بطريقة فنية". وأعلن زين الدين انه وجد انتاجاً في الخارج بعد بحث طويل في هذا الاطار وقال: "سعيت منذ البداية وبجهد كبير الى ان اظهر في الخارج رؤيتي الاخراجية وذلك للحصول عمل اخراجي، وكنت ادرك منذ البداية ان المسألة تتطلب الصبر الطويل ولذلك تعلمت ان اكون صبوراً. ومن هذه الناحية اتوقع مستقبلاً جيداً لي ولزملائي لأنني اشعر وبكل بساطة بأن هذا الجيل الجديد من المخرجين يبشر بالخير وهو واع جداً لكل ما يحصل من حوله". وعن علاقته بالسينما قال: "في الحقيقة، السينما هي التي اختارتني، فهي تساعدني على فهم من هم حولي وعلى كيفية فهم نفسي وشخصيتي وكل شيء فيّ، بالاضافة الى انها تعلمني كيف اعبر عن نفسي وعن الآخرين لأنني غالباً ما افش خلقي من خلالها". صعوبات وقال زين الدين انه عندما عاد من افريقيا ليتابع دراسته في لبنان، كان يدرك مدى الصعوبات التي يمكن ان تواجهه، لكنه فضل ان يشق طريقه من بلده لأنه يعتقد ان "لا يمكن ان ينجح اي مخرج إلا عندما ينطلق من وطنه". وعن مدى اقبال الناس على الافلام الدرامية قال: "لم تعد هذه الافلام مستحبة لدى الناس، اذ حلت مكانها بقوة الافلام الكوميدية خصوصاً ان اللبنانيين يحتاجون كثيراً الى هذا النوع من الافلام التي اصبحت مصدر تسلية وفرح بالنسبة اليهم". وتحدث زين الدين عن النجاح الذي حققه فيلم West Beirut لزياد دويري والذي كان كما قال سملياً وجيداً. واعتبر ان فيلم "يد إلهية" لايليا سليمان، تميزبالجرأة وتطرق الى المشكلة الفلسطينية - الاسرائىلية "بطريقة مدروسة ورائعة". ولا يمانع زين الدين من اخراج الكليبات شرط ان يكون التصوير سينمائياً وقال: "ما يهمني اكثر هو العمل من خلال الفكرة، لا ان يكون الكليب استعراضياً". وكشف المخرج اللبناني الشاب عن نصوص عديدة كتبها تندرج كلها تحت عنوان واحد وموضوع واحد وهو "الانتظار"، ولفت الى انه لا بد من ان يجد منتجاً اجنبياً يتبنى هذه النصوص معلناً انها ستكون تحت عنوان رسمي وهو "الثامنة والنصف". وشرح زين الدين "حلمه" هذا وقال: "كما قلت ان الفكرة الاساسية لعملي ستكون الانتظار لأن كل حياتنا تتوقف على مسألة الانتظار، من انتظار الحب الى انتظار السعادة التي نسعى دائماً الى تحقيقها. كلنا في حال انتظار دائم، وقد يكون هذا الأمر متعباً بالنسبة الى كل واحد منا، لكنه مفرح في الوقت نفسه لأنه يزيد من آمالنا ومن طموحاتنا ومن نظرتنا التفاؤلية تجاه المستقبل بالاضافة الى التجدد الدائم الذي نشعر به من خلال الانتظار". تأثر وتحدث المخرج الشاب عن مدى تأثره بأعمال المخرج الايطالي فيلليني الذي جعله يحب السينما اكثر فأكثر، وقال: "حينما اشاهد فيلماً لفيلليني، اطرح دائماً العديد من الاسئلة التي يمكن ان تأخذني الى عالم آخر او الى التفكير في مواضيع عدة تستحق ان نجحت فيها". وقال: "في الحقيقة، ان اصعب ما يمكن ان يتم تحقيقه في عالم السينما هو التسلية والافادة في آنٍ معاً". ومع الطموح الكبير الذي رسمه شادي زين الدين لنفسه تبقى مسألة تأثره بالمخرج فيلليني واضحة بعد تمسكه بعنوان 30،8 الذي كان عنوان فيلم للمخرج الايطالي، ويبقى امله كبيراً في الوصول يوماً ما الى مهرجان "كان" السينمائي الذي قال عنه انه المهرجان السينمائي الأول الذي يتم خلاله تقدير الفنانين والمخرجين والمبدعين بدرجة عالية جداً.