جدد رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون قبل وصوله الى لندن مساء امس، الدعوة الى عزل الرئيس ياسر عرفات اوروبيا لمنعه من تقويض جهود رئيس وزرائه محمود عباس ابو مازن، وذلك في مسعى لاستثمار الازمة بين الزعيمين. وعلى خط مواز، تبذل مساع فلسطينية من اجل ازالة الخلافات بين عرفات وابو مازن، قد تنتهي اما باشراف الرئيس الفلسطيني على المفاوضات مع اسرائيل عبر لجنة تابعة للجنة المركزية لحركة "فتح"، او اعتماد اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية كمرجعية لاداء الحكومة في موضوع المفاوضات. راجع ص4 و5 وفي امتحان جديد لصمود الهدنة والمساعي السلمية، حذرت حركتا "حماس" و"الجهاد" السلطة الفلسطينية من نزع اسلحة المقاومة، معتبرة ان ذلك سيؤدي الى الغاء الهدنة. تزامن ذلك مع مهاجمة لاجئين فلسطينيين مركز ابحاث في الضفة الغربية بسبب نتائج استطلاع اجراه واستخلص منه ان "الغالبية العظمى" من اللاجئين مستعدة للتنازل عن حق العودة. من جهة اخرى، افادت الاذاعة الاسرائيلية ان سائق سيارة أجرة اسرائيليا اختفى في القدسالمحتلة منذ الجمعة، في حين افادت تقديرات اجهزة الامن الاسرائيلية أن وراء الاختفاء عملية خطف تهدف الى مبادلته بأسرى فلسطينيين. ونقلت صحيفة "يديعوت احرونوت" على موقعها على الانترنت ان المعتقلين الفلسطينيين في سجن عسقلان الاسرائيلي دعوا الخاطفين المحتملين مساء امس الى اخلاء سبيل السائق من اجل عدم الاخلال بجهود الهدنة. ومع بدء شارون زيارة "المصالحة" لبريطانيا، تحدث وزير خارجيته سلفان شالوم عن "شهر عسل" في العلاقات مع اوروبا، مشيرا الى اتصالات حثيثة لمنح تل ابيب مكانة خاصة في الاتحاد الاوروبي، على ان يكون الهدف الابعد انضمام اسرائيل الى الاتحاد. ونقلت صحيفة "معاريف" عن اوساط امنية رفيعة المستوى قولها ان اسرائيل، تجاوبا مع الموقف البريطاني، قد تعيد النظر في مواصلة بناء الجدار الفاصل في مقاطع معينة، "لكنها ستربط وقف البناء بالتنفيذ الفلسطيني على الارض". وقال مسؤول اسرائيلي كبير ان احدى النقاط التي سيبحثها شارون في لندن عزل عرفات، مضيفا ان "اسرائيل تبقى واضحة جدا ومصرة على الحاجة لممارسة ضغط على عرفات وخلعه". الا ان وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف ضرب عرض الحائط بالهجمة الاسرائيلية ضد عرفات، اذ التقاهافي مقره في رام الله امس حيث دعا الرئيس الفلسطيني الى ارسال مراقبين دوليين للاشراف على تنفيذ "خريطة الطريق". وفي ملف الخلافات بين عرفات وابو مازن، توقع مصدر فلسطيني مطلع "حل الازمة خلال الايام القليلة المقبلة"، موضحا ل"الحياة" ان من المحتمل عقد اجتماع للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية اليوم او غدا، في ضوء الجهود المبذولة لحل الخلاف على مستويين، الاول على مستوى القيادة الفلسطينية في اطار منظمة التحرير، والثاني داخل حركة "فتح"، علما ان الحركة شكلت لجنة ثلاثية في هذا الصدد بعد اجتماع مع عرفات. ومن المتوقع ان يتم خلال اجتماع اللجنة التنفيذية الذي سيوسع لاحقا ليضم وزراء واعضاء من اللجنة المركزية ل"فتح" وممثلين عن الفصائل، تحديد صلاحيات الرئيس ورئيس الوزراء وفقا للقانون الاساسي الدستور الموقت والاتفاق الذي تم عشية تشكيل الحكومة. وقال المصدر ان مدير المخابرات المصرية عمر سليمان سيصل الى الاراضي الفلسطينية خلال اليومين او الثلاثة المقبلة على ابعد تقدير، وان زيارته مرتبطة بالتطورات الحاصلة في الازمة بين عرفات وابو مازن وبالمفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية في شأن الاسرى، وكذلك عودة شارون من جولته الاوروبية. اما في شأن المفاوضات، فقال المصدر ان ابو مازن يعتبر انه تم تضخيم بعض الاخطاء التي ارتكبت مثل عقد الاجتماع في القدسالشرقية وخطاب العقبة، وان ما جرى مع شارون من مفاوضات "ليس نهجا تفاوضيا"، مضيفا ان ابو مازن يفضل ان تكون اللجنة التنفيذية مرجعيته في موضوع المفاوضات، وليست اللجنة المركزية ل"فتح". الا ان مسؤولا فلسطينيا آخر توقع الا يعارض عباس محاولة عرفات الاشراف على المحادثات مع اسرائيل بواسطة لجنة تمثل مركزية "فتح"، قائلا ان "ابو مازن لن يتخلى مع ذلك عن اي من صلاحياته". يذكر ان عرفات لم يلتق عباس منذ الاجتماع العاصف في السابع من تموز يوليو عندما قدم ابو مازن استقالته من اللجنة المركزية ل"فتح" بعد انتقادات بأنه أبدى ليونة كبيرة في قضية الاسرى.