سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مصادر قريبة من "ابو مازن" تؤكد تمسكه بتشكيلته الوزارية من دون تعديل . متحدثون في تظاهرة كبرى في ذكرى اعتقال البرغوثي يؤيدون استمرار الانتفاضة ويرفضون "خريطة الطريق"
شهدت شوارع رام الله تظاهرة حماسية هي الأكبر منذ اعادة الجيش الاسرائيلي احتلال المدينة، وذلك في الذكرى الاولى لعملية اختطاف واعتقال امين سر اللجنة الحركية لتنظيم "فتح" عضو المجلس التشريعي مروان البرغوثي، ويوم "الأسير" الفلسطيني الذي يصادف غداً الخميس في اجواء عكست مستوى التحدي في صفوف الفلسطينيين للاحتلال الاسرائيلي الذي اعاد بسط سيطرته على المدن الفلسطينية، بما في ذلك رام الله نفسها قبل نحو عام. ويقبع البرغوثي منذ الخامس عشر من نيسان ابريل الماضي في السجون الاسرائيلية بعد فترة تحقيق طويلة شملت عزله في الزنازين قبل واثناء مثوله امام المحكمة التي يرفض الاعتراف بها كونها تمثل الاحتلال الاسرائيلي. ورفعت لافتة كبيرة في وسط المدينة للبرغوثي كتب في اسفلها "مهندس الانتفاضة" فيما صدحت اناشيد الثورة والوطنية في أرجاء المدينة على رغم احتلالها المتجدد، وسيرت فرقة كشافة وهتف المشاركون في المسيرة التي ضمت اعداداً كبيرة من الشباب الذين ارتدوا قمصاناً تحمل صورة البرغوثي تحية للمعتقلين وللبرغوثي بشكل خاص، مطالبين بتعزيز الوحدة الوطنية ووضع قضية الأسرى في مقدم أولويات السلطة الفلسطينية بعد ان تفاقمت اوضاع السجناء والأسرى الذين اكتظت بهم سجون الاحتلال من كثرة حملات الاعتقال اليومية. ورفع المشاركون في التظاهرة ومن بينهم مسؤولون في السلطة الفلسطينية وعدد ممن تبقى من قادة حركة "فتح" خارج السجون، اللافتات المؤيدة لاستمرار الانتفاضة الفلسطينية والرافضة ل"خريطة الطريق"، فيما عكست الهتافات التي رددت بحماسة كبيرة "اعتزاز" الفلسطينيين بصمودهم ومقاومتهم للاحتلال. ولفت عضو اللجنة المركزية لحركة فتح صخر حبش الى هذه المسألة بالقول ان احتلال العراق لن يثبط من عزائم الفلسطينيين بل يعززها، مشيراً إلى وجود ثمانية آلاف معتقل وأسير فلسطيني في السجون الاسرائيلية من اصل 25 الفاً اعتقلوا على مدى العامين الماضيين وفي مقدمهم مروان البرغوثي وعضوا اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية عبدالرحيم ملوح وتيسير خالد والشيخ حسن يوسف من قادة "حماس" السياسيين المعروفين، وركاد سالم من "الجبهة العربية لتحرير فلسطين" و"شيخ" الأسرى الفلسطينين ابو السكر الذي يرزح في سجون الاحتلال منذ 27 عاماً. واعتبر المشاركون في التظاهرة خلال احتفال خطابي جرى في منطقة المنارة في وسط المدينة ان المسيرة التضامنية مع البرغوثي ورفاقه في السجن من معتقلي الانتفاضة تشكل "استفتاءً شعبياً" للاستمرار في المقاومة والنضال ضد الاحتلال ورفض مشاريع التسوية التي يجري الحديث عنها. وكان لافتاً ان معظم المتحدثين وجهوا انتقادات لاذعة وشديدة الى "من تآمر على القيادة وعلى الاسرى بالعلن والخفاء والخونة الذين لن يحميهم لا شارون ولا الاسطول السادس الاميركي" مثلما جاء على لسان صخر حبش الذي قال ايضاً ان "مروان البرغوثي يعلو في زمن السقوط، زمن المستوزرين"، في اشارة الى الجدل الداخلي الفلسطيني بشأن التشكيلة الوزارية الجديدة التي شكلها محمود عباس رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف. ولاقت هذه التصريحات صدى لها ايضاً في كلمة امين سر مجلس الوزراء أحمد عبدالرحمن الذي ينوي "ابو مازن" ان يستبدل به حكم بلعاوي عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" واعضاء آخرين بارزين في اللجنة الحركية للتنظيم نفسه، الذين أبرزوا وقوف عرفات الى جانب البرغوثي ودعمه للانتفاضة. وتزامنت المسيرة مع احتدام الخلاف الفلسطيني بشأن وزارة "ابو مازن" الجديدة التي يبدو انها احدثت انقساماً في الشارع الفلسطيني. وكال المسؤولون الاسرائيليون وفي مقدمهم رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون "المديح" لرئيس الوزراء الفلسطيني المكلف وتكثفت تصريحاتهم بشأن "اتصالات" مباشرة وغير مباشرة يجريها الاسرائيليون معه، على حد قول شارون نفسه في مقابلة نشرتها صحيفة "معاريف" العبرية امس، الأمر الذي اعتبره بعض المراقبين محاولة لضرب صدقية "ابو مازن" في الشارع الفلسطيني. وأكدت مصادر قريبة من "ابو مازن" ان الاخير مصر على التمسك بتشكيلته الوزارية من دون تعديل. وقالت المصادر ذاتها ل"الحياة" ان المشاورات والنقاشات الدائرة التي تأجل بسببها اجتماع مركزية "فتح" ثلاث مرات متتالية، تعكس الانقسام الحاصل في صفوف "فتح"، كذلك بين "ابو مازن" والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي نقل عنه بعض وسائل الاعلام الاسرائيلية والغربية قوله "ارحموا عزيز قوم ذل" في اشارة الى استبعاد "ابو مازن" كافة الوزراء المؤيدين لعرفات من وزارته الجديدة. وفي خبر متصل، قالت مصادر صحافية اسرائيلية ان رئيس الوزراء التركي طيب اردوغان اقترح على وزير الخارجية الاسرائيلي اول من امس عقد "قمة اسرائيلية - فلسطينية" بمشاركة شارون و"ابو مازن" في تركيا. واشارت الى ان اردوغان دعا الى عقد الاجتماع فور تولي "ابو مازن" منصبه رسمياً وقبل البدء في المفاوضات على "خريطة الطريق". ورأى بعض المراقبين الفلسطينيين في تصاعد المقاومة المسلحة الفلسطينية في اليومين الاخيرين مؤشراً الى رفض الفلسطينيين وقف الانتفاضة و"تدمير البنية الارهابية" للتنظيمات الفلسطينية، وهو ما تطالب اسرائيل رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد بتنفيذه قبل الحديث عن استئناف المسيرة التفاوضية.