اعلن الحاكم المدني الاميركي على العراق بول بريمر ان الولاياتالمتحدة تفكر في منح كل العراقيين "حصة سنوية" من صندوق ائتماني أنشأته من عائدات النفط العراقية، وحذّر، في مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" امس، من مخاطر وقوع "اعمال عنف" جديدة قد يرتكبها اتباع لنظام صدام حسين يرفضون "الاقرار بالهزيمة". وذكر بريمر في مقاله الذي تزامن نشره مع اول اجتماع لمجلس الحكم الانتقالي العراقي في بغداد، ان الولاياتالمتحدة تعتزم اجراء اصلاحات اقتصادية في العراق تتضمن "تحويلاً كبيراً في رأس المال من القطاع الحكومي المهدر للاموال الى الشركات الخاصة". واضاف انه يجب ان يستفيد كل العراقيين من الثروة النفطية لبلدهم، موضحاً ان "احد الاحتمالات دفع اعانات اجتماعية من صندوق يتم تمويله من عائدات النفط. واحتمال آخر قد يكون دفع حصة مالية سنوية بشكل مباشر لكل مواطن من هذا الصندوق". وصف بريمر اول اجتماع للمجلس بأنه "خطوة مهمة نحو اقامة دستور جديد وانهاء الوجود الاميركي في البلاد". وقال بريمر ان "المجلس سيمارس على الفور سلطة سياسية حقيقية وسيعين وزراء موقتين ويتعاون مع التحالف في شأن السياسة والموازنات" مضيفاً ان المجلس سيرسي اجراءات وضع دستور جديد. وقال: "فور ان يصدق عليه الناس يمكن اجراء انتخابات وستظهر الى الوجود حكومة عراقية ذات سيادة. ولذلك فإن مسألة بقاء التحالف في العراق تتوقف الى حد ما على مدى السرعة الذي يستطيع به العراقيون اعداد الدستور والموافقة عليه". واظهرت استطلاعات للرأي تزايد عدم الارتياح في الولاياتالمتحدة في شأن الدور الاميركي في العراق حيث يواجه الجنود الامريكيون هجمات متواصلة من جانب المقاومة. وقتل اكثر من 30 منذ اعلان الرئيس جورج بوش انتهاء المعركة الرئيسية في الاول من ايار مايو الماضي. وحذر بريمر من ان "تزاوج انهيار البنية مع اعمال التخريب يعني صيفاً صعباً. ستلحق بنا خسائر بسبب لجوء من لا يقرون بالهزيمة من النظام السابق الى العنف". كما اعرب عن قلقه ايضاً من "تصعيد الاعمال الارهابية التي يرتكبها اشخاص غير عراقيين"، وحذر من ان "تصميمنا على استخدام ما لدينا من قوة في مواجهة اعمال العنف ينبغي الا يكون موضع شك". الا انه قلل من الخطر بقوله "ان هؤلاء الناس لا يشكلون خطراً استراتيجياً على اميركا او على عراق ديموقراطي، انهم لا يحظون بأي دعم لأن هدفهم الوحيد هو اعادة فرض الديكتاتورية التي يمقتها العراقيون". واوضح ان الهجمات التي يتعرض اليها الجنود الاميركيون تعتبر رداً على "نجاحات" واشنطن في العراق، واضاف "سننهي مهمتنا هنا ولن نبقى يوماً واحدًا اكثر من اللازم".