قال الحاكم المدني الاميركي في العراق بول بريمر ان الارهابيين سيصعدون من هجماتهم في العراق خلال الأشهر المقبلة، وعلى رغم ذلك فإن التحالف يفتقد شبكات الاستخبارات اللازمة لمواجهة ذلك. وحذر بريمر في حديث الى صحيفة "ذي تايمز" البريطانية أمس انه "إذا لم يتحسن مستوى الاستخبارات الخاصة بالتحالف فإننا سنواجه مشكلة". وأقر بأن قوات التحالف التي تقودها الولاياتالمتحدة في العراق، تتخبط في الظلام ضد المتسللين الاجانب والعناصر الموالية للرئيس المخلوع صدام حسين الذين قتلوا بالفعل مئات من الجنود والمتعاونين العراقيين معهم وكذلك موظفي الإغاثة ومدنيين. وذكر بريمر انه يبحث من اجل تحسين عملية جمع الاستخبارات "اقتراحات مثيرة للجدل" قدمتها وزارة الداخلية العراقية، بتشكيل "قوات خاصة" يتم اختيارها من أعضاء في جماعات الميليشيا المسلحة التي تتبع الأحزاب السياسية العراقية. وقال الحاكم المدني الاميركي انه "ليس من المستحيل" الاستعانة بعدد قليل من الاعضاء السابقين في جهاز الاستخبارات العراقية المنحل. ولكنه اكد ان كل الأشخاص الذين سيترشحون لهذه المهمة سيختارون بدقة، كما ستجرى مراجعة أمنية حساسة لملفاتهم، وسيلقون تدريباً سليماً وسيخضعون لسيطرة محكمة. وشدد بريمر على انه ليس هناك أي احتمال لأن يسحب الرئيس جورج بوش القوات الاميركية في العراق وان هذا الموضوع سابق لأوانه. وحذر من أن مثل هذه الخطوة ستكون لها آثار مدمرة على العراق والشرق الأوسط عموماً. وأصر على أن "التحالف" سيقيم أفضل نظام ديموقراطي في العراق، وذلك قبل ان يسحب قواته من هناك. وتوقع ان يطلب العراقيون من قوات التحالف أن تظل في العراق بعدما تتولى السلطة حكومة عراقية تتمتع بالسيادة الكاملة. واعترف بريمر ايضاً بصراحة مثيرة، بأن القوات الاميركية كان بوسعها ان تظهر حساسية أكبر تجاه العراقيين وأن حاجة هذه القوات لحماية نفسها من الارهاب تؤدي الى نفور العراقيين على نحو اكبر من الوجود الأميركي.