سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
غرينستوك التقى الأسد ودعا سورية إلى "التعاون من أجل العراق"... واعتقال 20 من أنصار "القاعدة". بريمر في واشنطن لبحث تغيير في مجلس الحكم ونواب ديموقراطيون يطالبون بإقالة رامسفيلد
في مؤشر إلى أن الولاياتالمتحدة بدأت تدرك أن الحل الأمني وحده لا يكفي، استدعت واشنطن الحاكم الأميركي للعراق بول بريمر للتشاور في اتخاذ خطوات جادة تطاول هيكلية مجلس الحكم الانتقالي، ودفع "السنة المهمشين" حالياً إلى العودة للمشاركة في العملية السياسية. وأعد 26 نائباً ديموقراطياً مشروع قرار سيعرضونه على الكونغرس للمطالبة بإقالة وزير الدفاع دونالد رامسفيلد نظراً إلى "مسؤوليته عن المستنقع" العراقي. في غضون ذلك، أعلنت القوات الأميركية في العراق أن عدد المعتقلين حوالى خمسة آلاف شخص، بينهم 20 يُعتقد أن لهم علاقة بتنظيم "القاعدة"، وهددت باستخدام ما لديها من أسلحة للقضاء على المقاومة التي زادت هجماتها في الآونة الأخيرة وأصبحت في معدل 35 هجوماً يومياً. على رغم تأكيد مستشارة الأمن القومي كوندوليزا رايس ان "العمليات الكبرى أو الحرب لم تستأنف". وقتل أمس أربعة عراقيين بانفجار عبوة ناسفة في البصرة واصيب ستة آخرون بينهم جندي أميركي بعبوة أخرى في بغداد، وأحرق عراقيون مركزاً للشرطة في مدينة الحديثة. وسمع مساء امس دوي سلسلة انفجارات مصدرها مقر القيادة الاميركية وسط بغداد. وفي أول تحرك من نوعه لإدارة الاحتلال، زار أمس المندوب البريطاني الخاص لدى هذه الإدارة جيريمي غرينستوك دمشق، حيث التقى الرئيس بشار الأسد ووزير الخارجية فاروق الشرع، وأعرب عن أمله ب"العمل مع سورية من أجل أمن العراقيين". وغادر بريمر بغداد أمس إلى واشنطن في زيارة مفاجئة يجري خلالها مشاورات على مستوى عال مع كبار المسؤولين وسط استمرار مشاعر الإحباط من أداء مجلس الحكم العراقي الذي عينته الإدارة الأميركية. ورفض ناطق باسم بريمر الإفصاح عن سبب الزيارة المفاجئة واكتفى بالقول: "لا بد أن هناك أسباباً وجيهة"، لكن مسؤولاً في واشنطن له صلة بملف العراق قال أن إدارة بوش تدرس إجراء تغييرات في هيكلية المجلس والتوقيت المناسب لإعلانها، بالإضافة إلى وضع دستور جديد وانتخاب حكومة. وفي ما يتعلق بموضوع السيادة الخاضع حالياً للبحث، يبدو أن إدارة بوش تراجعت عن إصرارها السابق على وضع دستور جديد يصادق عليه المواطنون جميعاً من خلال استفتاء عام، قبل أن يحصل العراقيون على السيادة الفعلية. ووجهت مجموعة من النواب الديموقراطيين في الكونغرس دعوة رسمية إلى بوش لإقالة رامسفيلد لمسؤوليته عما وصفوه ب"المستنقع" الأميركي في العراق. في القاهرة، صرح مساعد وزير الخارجية الاميركي ريتشارد ارميتاج بأن الولاياتالمتحدة ترغب في دفع السنة العراقيين "المهمشين حالياً" الى المشاركة مرة اخرى في العملية السياسية والاقتصادية في بلادهم. وقال في مقابلة مع التلفزيون المصري ان استراتيجية الولاياتالمتحدة في مواجهة الهجمات ضد قواتها في العراق هي "القوة العسكرية"، لكنه اضاف ان "هذا لا يكفي اذ ينبغي في الوقت نفسه ايجاد وسيلة لعودة السنة العراقيين المهمشين حالياً الى المشاركة في الحياة السياسية والاقتصادية في العراق الجديد". وأعرب ارميتاج عن اعتقاده بأن صدام حسين "يقضي معظم وقته في التنقل من مخبأ الى آخر". في بغداد حذر قائد القوات الاميركية الجنرال ريكاردو سانشيز من احتمال تصاعد الهجمات على قواته، وتوعد باجراءات صارمة ضد المقاومة محذراً بأنه لن يتردد في استخدام أي سلاح متاح لهزيمتها. وقال أن قوات التحالف اعتقلت حتى الآن نحو خمسة آلاف "متمرد وإرهابي" بينهم "نحو 20 ممن يشتبه بانتمائهم الى تنظيم القاعدة". ووصف قتل رئيس المجلس البلدي لمدينة الصدر مهند غازي الكعبي بأنه "حادث مؤسف جداً"، موضحاً ان الكعبي حاول الامساك بسلاح الجندي الاميركي خلال "مباراة مصارعة".