عاد الى القاهر امس وفد أمني مصري ضم خبراء في شؤون فلسطين وإسرائيل في جهاز الاستخبارات المصري، بعد زيارة لقطاع غزة استغرقت ثلاثة ايام اجرى خلالها سلسلة من الاجتماعات مع قادة الفصائل الفلسطينية ومسؤولي الاجهزة الأمنية الفلسطينية. وتوقعت مصادر مصرية مطلعة أن يتوجه رئيس جهاز الاستخبارات المصري عمر سليمان الى رام الله في غضون ساعات في زيارة تهدف الى العمل على تجاوز الازمة التي تفجرت اثر اعلان رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس ابو مازن استقالته من عضوية اللجنة المركزية للحركة. وأشارت المصادر الى أن القاهرة اجرت اتصالات مع أقطاب السلطة الفلسطينية في الساعات الماضية هدفت الى تجاوز الأزمة واقناع كل الاطراف العمل على عدم منح الحكومة الاسرائيلية الفرصة لعرقلة تنفيذ "خريطة الطريق". وأكدت المصادر أن الوفد الذي عاد من غزة نجح خلال الزيارة في تثبيت الهدنة، اذ اعلنت الفصائل الفلسطينية مجدداً التزامها الكامل بها وضبط النفس رغم الخروق الاسرائيلية، وعدم الانجرار وراء أي اعمال من شأنها عرقلة تنفيذ "خريطة الطريق". وقالت المصادر إن الوفد المصري نقل خلال هذه الاجتماعات الرؤية المصرية للأوضاع في المنطقة، واستمع من الفصائل لكل المواضيع التي تثير قلقها خصوصاً موضوع الأسرى والانسحاب الاسرائيلي وفك الحصار والإغلاق. وأشارت المصادر الى أن الوفد المصري وعد بنقل كل هذه التساؤلات الى القيادة المصرية التي بدورها ستطرح الموضوع، بما لها من ثقل عربي واقليمي ودولي، على اللجنة الرباعية الدولية. إلى ذلك، تظاهر اكثر من ألف شخص بعد صلاة الجمعة امس في الجامع الازهر ضد ممارسات الاحتلال الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية. وأكد المتظاهرون في بيان وزعوه في التظاهرة عدم جدية الجانب الاسرائيلي بعملية السلام، ودللوا على ذلك بإعلان الفصائل الفلسطينية هدنة لمدة 3 اشهر في وقت استمرت اسرائيل في اعتقال واغتيال المدنيين الفلسطينيين وقيادتهم كما رفضت الافراج عن السجناء الذين وصل عددهم الى 8 آلاف شخص. ودعا المتظاهرون الى دعم المقاومة الفلسطينية ورفضوا وصفها ب"الإرهاب"، كما تطلق عليها الحكومة الاميركية، وأكدوا ان المقاومة ليست ارهاباً وهي حق مشروع لكل الشعوب التي أُحتلت أراضيها. وجدد المتظاهرون مطالبتهم بمقاطعة السلع والبضائع الاسرائيلية والاميركية والبريطانية حتى زوال الاحتلال عن الاراضي العربية، وطالبوا الدول العربية والاسلامية بمساعدة الشعبين الفلسطيني والعراقي في مقاومة الاحتلال.