أجرت مستشارة الرئيس الاميركي للامن القومي كوندوليزا رايس في اريحا مساء امس محادثات مع مسؤولين فلسطينيين في مقدمهم رئيس الوزراء محمود عباس ابو مازن تصدرتها قضايا الاسرى و"الجدار الفاصل" والاستيطان. وبموازاة ذلك، تواصلت المشاورات على الجانب الفلسطيني بهدف التوصل الى هدنة جماعية تحظى بموافقة كل الفصائل، وتعلن صباح اليوم في رام اللهوغزة ومصر في آن واحد. كذلك تتواصل الاجتماعات الامنية الفلسطينية - الاسرائيلية من اجل الاتفاق على الترتيبات الامنية للانسحاب الاسرائيلي من غزة غداً. راجع ص 4 و5 وتعد زيارة رايس للمنطقة تفقدية تسعى من خلالها اميركا الى الحفاظ على الزخم السياسي ومنع وجود فراغ يفشل ما تحاول انجازه على صعيد اعلان الهدنة والانسحاب الاسرائيلي. وستلتقي رايس وزير المال الفلسطيني سلام فياض للبحث في الاصلاحات الاقتصادية، ومن الممكن ان تعود للقاء المسؤولين الفلسطينيين عقب اجتماعاتها في اسرائيل. وكانت مصادر اسرائيلية اكدت ان المسؤولة الاميركية لن تكتفي باعلان الهدنة بل ستطالب الفلسطينيين بتفكيك المنظمات المسلحة. واستبق الفلسطينيون لقاء اريحا بتظاهرة تضامنية مع الاسرى نظمت امام مقر الحكومة التي كانت مجتمعة حينها. وطمأن رئيس الحكومة محمود عباس ابو مازن المتظاهرين بأن قضية الاسرى على رأس اولوياته، موضحا انه "لن يكون هناك سلام او امن اذا بقي اسير واحد في السجون الاسرائيلية". في غضون ذلك، وقع انفجار لدى مرور سيارتين ديبلوماسيتين اميركيتين في شارع صلاح الدين بين شمال قطاع غزة وجنوبه. ورجحت مصادر فلسطينية ان يكون الانفجار عرضيا مرده الى عبوات مزروعة في المنطقة، في حين قال مصدر عسكري اسرائيلي ان الهجوم وقع على طريق لا يسلكه مستوطنون او عسكريون اسرائيليون. واذا كان ذلك صحيحا، فهو يعني ان الانفجار قد يكون ناجما عن عبوات زرعها الجيش لمنع الفلسطينيين من المرور في تلك المنطقة. وعلى صعيد اعلان الهدنة، أكدت مصادر فلسطينية ل"الحياة" ان قرار وقف النار المشترك الذي وقعت عليه "حماس" و"الجهاد" و"فتح" سيعلن بالتزامن في كل من رام اللهوغزةوالقاهرة، وهو ينص على "تعليق العمليات العسكرية ضد الاحتلال الاسرائيلي لمدة ثلاثة اشهر يسري مفعولها ابتداء من اليوم"، ويشترط "وقف الاغتيالات والاجتياحات والتدمير والحصار وهدم المنازل وتجريف الاراضي والاعتداء على الممتلكات واطلاق جميع الاسرى والمعتقلين والتوقف عن المساس بالمقدسات الاسلامية والمسيحية". ويؤكد البيان ان الفصائل ستعتبر نفسها "في حل من هذا الاعلان في حال خرقت الحكومة الاسرائيلية هذه الشروط وتتحمل المسؤولية الكاملة عما سيترتب على خرقها". وفي القاهرة، أفادت مصادر مصرية مطلعة أن محادثات مكثفة جرت مع وفد حركة "حماس" في شأن صيغة نهائية لاعلان الهدنة. وقالت ل"الحياة" إن رئيس جهاز الاستخبارات المصري عمر سليمان اكد أن القاهرة سعت الى الحفاظ على المكتسبات الفلسطينية وقبلت بأن تقتصر الهدنة على ثلاثة اشهر على رغم أنها كانت تأمل بأن تستمر سنة كاملة. ولفتت الى أن مسؤولين مصريين حاولوا اقناع وفد "حماس" بأن يخلو اعلان الهدنة من صياغات قد تفهم على أنها شروط حتى لا تجد الفصائل الفلسطينية نفسها مضطرة للرد على استفزازات اسرائيلية لا يتوقع ان تنتهي، الا ان وفد "حماس" اكد ان الربط بين الهدنة والتصرفات الاسرائيلية امر ضروري حتى لا تبدو اسرائيل وكأنها خرجت منتصرة من معركة الانتفاضة. كما تتواصل المشاورات بين الفصائل الفلسطينية في غزة بهدف اعلان هدنة جماعية. الا ان "الجبهة الشعبية" اعلنت رفضها اتفاق وقف النار باعتباره "جزءاً من ملف خريطة الطريق".