أقرّ مجلس الشيوخ الاميركي بالاجماع الخميس، نصاً يدعو البيت الابيض الى النظر في امكان الطلب من حلف شمال الاطلسي والاممالمتحدة ارسال قوات الى العراق. فيما اعترف وزير الخارجية كولن باول بأن عديد القوات التي تتوجه من دول اخرى الى العراق غير مؤكد. واكد اعضاء مجلس الشيوخ الذين أقر 97 منهم من دون اي معارضة التعديل ان على الرئيس جورج بوش "ان يفكر في الطلب رسمياً وبسرعة من حلف شمال الاطلسي ارسال قوة لنشرها في عراق ما بعد الحرب مثل ما حدث في افغانستان والبوسنة وكوسوفو". واعتمد النص الذي اعده اربعة من الاعضاء الديموقراطيين في المجلس: جوزف بيدن ديلاور وكارل ليفين ميشيغن وتوم داشل داكوتا الجنوبية وادوارد كينيدي ماساشوسيتس في جلسة خصصت لمناقشة موازنة العمليات الاميركية خارج الولاياتالمتحدة للسنة المالية المقبلة. وبعيد انتهاء الجلسة، عقد ابرز اعضاء المجلس الديموقراطيين مؤتمراً صحافياً دانوا فيه السياسة الاميركية في العراق ودعوا الادارة الاميركية الى انهاء خلافاتها مع المانيا وفرنسا وطلبوا تعزيزات اجنبية لدعم القوات الاميركية. ورأى جوزف بيدن عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ ان سياسة البيت الابيض في العراق، "خاطئة تماماً". واضاف انه حان الوقت لتنهي الادارة الاميركية الخلاف مع باريس وبرلين اللتين عارضتا بشدة التدخل الاميركي في العراق، لتبرهن على "نضج"، مؤكداً ان هذا الخلاف "سلوك طفولي". واكد بيدن "ضرورة تدويل المسألة واستقدام الحلف الاطلسي"، مشيراً الى انه يؤيد ارسال قوات من الاممالمتحدة ايضاً الى العراق. وشدد على ان ارسال قوات اجنبية اخرى الى العراق من مصلحة الولاياتالمتحدة. وقال: "نحتاج الى قوات اضافية ... وعلينا ان نوضح اننا لسنا قوة احتلال". من جهته، قال ليفين ان سبب امتناع ادارة بوش عن طلب قوات من الحلف الاطلسي رسمياً "غامض". واضاف: "علينا انهاء الخلاف مع المانيا وفرنسا". واكد ان ذلك "لن يدل على ضعف بل على حكمة". واعلن باول في وقت متأخر ان عديد القوات التي ستتوجه الى العراق لمساعدة القوات الاميركية والبريطانية غير مؤكد، في مؤشر الى تعثر الجهود الاميركية لحشد المساعدات الدولية للمساهمة في احلال السلام. وقال باول في برنامج "لاري كينغ لايف" الذي تبثه شبكة "سي ان ان": "لا استطيع اعطاء الرقم المحدد للدول او عدد القوات التي ستلتزم" بالمساعدة في العراق. وتتناقض هذه التصريحات مع التقويمات الاخيرة المتفائلة لكبار مسؤولي الدفاع الاميركيين حول مساعدة القوات الاجنبية في العراق. وكان نائب وزير الدفاع للشؤون السياسية دوغلاس فيث قال امام احدى المؤسسات الفكرية الاثنين الماضي ان اكثر من 45 دولة قدمت عروضاً للدعم العسكري للقيام بعمليات للحفاظ على "الامن والاستقرار" في العراق. واضاف ان 18 بلداً تملك حالياً قدرات عسكرية على الارض في العراق من فرق قتالية كاملة ومستشفيات ميدانية وغيرها. وكانت بريطانيا وبولندا وافقتا رسمياً على قيادة فرق متعددة الجنسية ستساعد الولاياتالمتحدة على احلال الامن في العراق. وقال فيث ان "دولاً اخرى تفكر في الانضمام اليهما". واضاف فيث في كلمته التي القاها في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ان "هناك دولاً اخرى اشارت الى استعدادها للمشاركة في عمليات حفظ السلام وفي بعض الحالات عرضت المساهمة بوحدات من قوات الشرطة الوطنية". وقال باول انه متأكد من ان "عدداً من الدول" ستنضم الى الولاياتالمتحدةوبريطانيا في العراق، الا انه لم يؤكد اي من الارقام. وحذر باول من "اي اوهام حول مقدار المساعدة التي يمكن للادارة الاميركية وحلفائها الاعتماد عليها". واضاف: "لا يزال على الولاياتالمتحدةوبريطانيا والاعضاء الاصليين في التحالف القيام بالجزء الاساسي من العمل" في العراق.