اتسعت الانتقادات لإدارة الولاياتالمتحدةالعراق بعد الحرب. واتهم السفير الاميركي السابق تيموثي كارني الذي كان مسؤولاً في فريق اعادة اعمار العراقواشنطن بأنها لم تخطط لما بعد الحرب. وقال انها فشلت في ادارة هذه البلاد سياسياً وأمنياً. وفي الإطار نفسه انتقد السناتور الديموقراطي جوزف بيدن اهتمام ادارة الرئيس جورج بوش بالجانب العسكري واهمال الجانب السياسي، مطالباً بتدويل العملية وتوسيعها لتشمل الحلف الاطلسي. وتوقع ان يستطيع الحاكم الاميركي للعراق تشكيل جيش في اقل من خمس سنين. وقال تيموثي كارني السفير الاميركي السابق الذي كان حتى وقت قريب يشرف على وزارة الصناعة في العراق ان معظم التركيز كان على الحملة العسكرية ولم يوجه اهتمام يذكر للأمن أو المشاكل السياسية التي يمكن ان تنشأ بعد ذلك. وأضاف في تصريح الى هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي "ما لم ندركه هو نقص الموارد والأولويات، الضباط لم يفهموا أو يعطوا أولوية للانتقال من مهمتهم العسكرية الى المهمة العسكرية - السياسية". وعندما سئل هل فكر البيت الأبيض في الموقف بعد الحرب، قال: "من الواضح انه لم يفكر، لا أعلم اذا كانت جرت أي مناقشة للمسألة العراقية بعد الحرب، قبل تشرين الثاني نوفمبر أو كانون الأول ديسمبر العام الماضي". وتتعرض الولاياتالمتحدة وبريطانيا لانتقادات منذ اطاحة الرئيس صدام حسين، ويتهمهما موظفو الاغاثة بترك العراق في حال فوضى. وقال كارني ان هناك حاجة الى "بلايين الدولارات" لتمويل الإعمار و"لا الجيش الاميركي ولا المسؤولون استعدوا للمهمة التي كانت تنتظرهم". وزاد: "هناك نقص في التخطيط لكيفية القيام بمثل هذه المهمات العسكرية - السياسية، ما أدى الى العديد من المشاكل"، مضيفاً ان "هناك فجوة كبيرة في معلوماتنا عما كان عليه العراق". في واشنطن، اعلن السناتور الديموقراطي جوزف بيدن العائد من العراق ان مهمة اعادة وضع هذا البلد على السكة "ضخمة للغاية" ويتطلب نجاحها تدويل العملية، سواء من الناحية التمويلية او لجهة توسيعها لتشمل قوات الحلف الاطلسي. وقال زعيم الديموقراطيين في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ "يحتاج الأمر الى وقت طويل لنقل العراقيين الى وضع يمكنهم من تسيير شؤون بلادهم بأنفسهم". وفي هذه الاثناء، على المجتمع الدولي "ان يملأ الفراغ"، واتهم السيناتور عن ولاية ديلاوير ادارة الرئيس جورج بوش بانها لم تتحسب لمرحلة ما بعد الحرب على العراق. وشدد على "ان المسألة تتعلق فعلا بفجوة عميقة بين توقعات الادارة والواقع"، مذكرا بأن عددا كبيرا من الخبراء الديموقراطيين والجمهوريين حذروا من هذا الامر. وخلافا لما كانت تعتقده الادارة، لا يكفي قطع رؤوس البعثيين في الجيش والشرطة والبيروقراطية للوصول الى ادارات تعمل بشكل جيد. واعتبر انه ينبغي احضار 6 الاف شرطي على الفور من اوروبا لإحلال النظام ووضع حد لعمليات النهب، والبدء في الوقت ذاته بتأهيل حوالى 79 الف شرطي عراقي. وفي معرض استشهاده بكلام خبراء اميركيين موجودين في العراق، اعلن بيدن ايضا انه يحتاج الى خمس سنوات لتشكيل جيش عراقي قادر على الدفاع عن اراضي البلاد. واعرب عن دهشته لأن البيت الابيض لا يطلب مساعدة الاطلسي الذي ابدى المسؤولون فيه استعدادهم للمشاركة في حفظ النظام والامن في العراق. وقال ان كل هذه المهمات واعادة اعمار البنى التحتية المهملة طوال 30 عاما ستتطلب استثمارات ضخمة، وان العائدات النفطية العراقية التي ستبلغ في افضل الاحوال 14 بليون دولار عام 2004 لن تكون كافية لتغطية كل هذه الحاجات.