أعلن الاتحاد من أجل الوفاق والديموقراطية الذي يشكل الفصيل الرئيس للمعارضة، تمسكه بمطلبه استقالة الرئيس تشارلز تيلور، رافضاً المشاركة في أي حكومة يشكلها الأخير. وجاء ذلك على لسان وفد المعارضة الذي وصل إلى غانا لإجراء محادثات أمس، وذلك بعد ساعات من إعلان تيلور إحباط محاولة انقلاب واعتقال نائبه في الرئاسة موسيز بلاه بتهمة التورط في المؤامرة. وشهدت مونروفيا تعزيزات أمنية للجيش، بعد مناوشات ليلاً مع قوات المعارضة التي حاولت الدخول إلى العاصمة الليبيرية، مستخدمة أنواع الأسلحة كافة، بما في ذلك المدفعية الثقيلة، ما دفع سكان بعض الضواحي إلى اللجوء إلى وسط المدينة. وأعلن تيلور أنه اعتقل نائبه بعد محاولة انقلاب فاشلة وقعت عندما توجه إلى غانا لحضور محادثات سلام. وأضاف تيلور في كلمة للأمة بثتها الإذاعة عقب عودته أن الحكومة الليبيرية ستستقيل نهاية الأسبوع المقبل، تمهيداً لتشكيل حكومة وحدة وطنية فور استكمال محادثات السلام. وقال الرئيس الليبيري: "عندما كان المؤتمر دائراً في آكرا، كانت أفعال معينة تدبر في ليبيريا. وأحبطت المحاولة لأن قائد الجيش رفض" المشاركة فيها. وأضاف أن 30 مسؤولاً بارزاً في الحكومة شاركوا في المحاولة. وأضاف: "نتيجة لذلك تلقينا استقالة نائب الرئيس بلاه وقبلناها. وهو سيفسر خلال الأيام القليلة المقبلة للأمة وللعالم ما دعاه لتدبير هذا العمل". وكانت إشاعات سرت عن اعتقال تيلور في غانا إثر صدور أمر باعتقاله من محكمة تابعة للأمم المتحدة وجهت إليه اتهامات بشأن ارتكاب جرائم حرب أثناء الحرب الأهلية في سيراليون في التسعينات. وساد الهلع مونروفيا يوم الأربعاء الماضي، نتيجة تلك الإشاعات. وهرع المدنيون إلى منازلهم وأغلقت المتاجر والمصارف وانتشر الجنود في الشوارع. وقالت مصادر عسكرية إن المتمردين اقتحموا ليل أول من أمس، ضواحي مونروفيا. وأفاد شهود أن دوي إطلاق النار العنيف تسبب في فرار مئات السكان إلى وسط المدينة. وقال مصدر عسكري إن قوات الحكومة "تعرضت لهجوم بعدما سلك مقاتلو الاتحاد المعارض طريقاً خلفية، وصدتهم قوات الحكومة في المرة الأولى ولكنهم عادوا بعد ذلك بنيران ثقيلة". وفي غانا حيث بدأت محادثات سلام بشأن ليبيريا أمس، قدمت المعارضة مطلباً غير قابل للتفاوض وهو استقالة تيلور. وأنحى كابينيه جانيه رئيس وفد المعارضة باللوم على تيلور في المعارك التي اندلعت في ضواحي مونروفيا ليل أول من أمس. وقال: "لن نكون جزءاً من أي حكومة تتضمن تيلور. نريده أن يستقيل فوراً مع كل المرتبطين به إجراميا". وصرح جانيه بأنه وافق على الالتزام بوقف إطلاق نار من جانب واحد لمدة عشرة أيام أثناء محادثات السلام، ولكنه استطرد: "إذا هوجمت قواتنا فلديها الحق في الدفاع عن نفسها. بخلاف ذلك فإن قواتنا لديها تعليمات مشددة بضبط النفس" أثناء المحادثات.